لجأت العديد من الدول حول العالم إلى الاستعانة بالجيش في إجراءاتها للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، معتمدة على نص الدستور الذي يحدد حالات نزول الجيش للشارع، التي من بينها الكوارث والأزمات والثورات والأوبئة.
وكانت مصر قد شهدت حالات مشابهة، عند انددلاع ثورة يناير في 2011 وصولًا إلى ثورة 30 يونيو، ما حدا بالبعض إلى التساؤل حول إمكانية نزول أفراد القوات المسلحة للشارع فى محاولة مكافحة الفيروس، خاصة مع قيام وحدات تابعة لها بتعقيم الشوارع الرئيسية وعدد من المنشآت الهامة في الدولة.
وأظهرت صور وفيديوهات تنفيذ القوات المسلحة أمس، تطهير وتعقيم عدد من المباني، وذلك من دون انتشار في الشارع حتى الآن.
فيما قال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية خالد مجاهد إن الجهود التي تبذلها الدولة تجنبها الدخول في مرحلة السيناريو الثالث لتفشي مرض كورونا وهو 'العدوى المجتمعية'.
واوضح مجاهد، في مداخلة تليفزيونية مع برنامج 'الحكاية' على فضائية 'إم بي سي مصر'، أن مصر لا تزال في نطاق السيناريو الثاني لتفشي وباء كورونا، وهو مستوى الحالات المعروف مصدرها.
وقال:' بعد سيناريو اكتشاف الفيروس، مصر في السيناريو الثاني وهو مرحلة الحالات المعروف مصدرها، أما السيناريو الثالث وهو مرحلة 'العدوى المجتمعية' التي يصعب معرفة مصدرها، فلم نصل إليها الحمد لله، وإن شاء الله لا نصل إليها، طالما قادرين على تحديد مصدر الإصابات.
فهل هذا سيتطلب نزول الجيش المصري وفرض حظر التجول الشامل لمنع السيناريو الثالث من الحدوث، وهل كان هذا مجديا في دول أخرى؟..
ولجأت عدد من الدول في نهاية المطاف لنزول الجيش عقب تفشي المرض حتى وصل لمرحلة الوباء داخل مدنهم مما أسفر عن نزول جيوشهم إلى الشوارع وفى التقرير التالى نستعرض بعض الدول التى قررت نزول الجيش في محاولة لمنع تفشي المرض
أمريكا تعلن نيويورك مدينة كوارث
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس نيويورك مدينة كوارث وانشرت عدة فيديوهات بولايتي نيويورك وكاليفورنيا يطوفقهم الجيش الأمريكي لفرض حظر التجول بسبب انتشار فيروس كورونا في ولاية نيويورك لـ٥٠٠٠ حالة الامس فقط.
يذكر أن صحف أمريكية، كانت قد نوهت أن الجيش وضع خطة لمواجهة الخطر المحتمل والسيناريوهات القادمة للكوارث، بما في ذلك انتشار العنف المحلي بسبب نقص الغذاء أو ظهور ما يسميه الجيش بـ'الظروف غير العادية'.
وعن طبيعة المواجهة فإنه توجد بالفعل عدة خطط سرية لما يفترض أن يفعله الجيش إذا كان خلفاء الدستور في حالة من العجز، أيضا للاستعداد لاحتمال فرض شكل من أشكال الأحكام العرفية،وتحمل الخطط المختلفة عدة أسماء من بينها 'زودياك' 'وفريجاك' و'أوكتاغون' وهي قوانين سرية لضمان استمرارية الحكومة.
شاهد من هنا..
وبقدر انتشار وباء كورونا عالمياً، استدعت دولٌ قواتها المسلحة إلى المدن والشوارع لتطبيق الإجراءات المشددة التي فرضتها السلطات لضبط الأمن وتقييد تنقلات المواطنين ومنع التجمعات، كأحد الطرق لمواجهة تفشي فيروس كورونا، الذي ضرب أكثر من 160 دولة حول العالم، مخلفاً حتى الآن أكثر من ربع مليون إصابة وما يزيد على 11 ألف وفاة في أسوأ الأزمات الصحية والدولية منذ الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، وفق توصيف منظمة الصحة العالمية.
وكانت الصين هي أول من بدأت إنزال جيشها إلى الأرض لتطويق المدن المصابة ، إيطاليا وإيران وفرنسا وإسبانيا وسويسرا، والأردن ليمثل ذلك أحد الملامح الرئيسة لصور ومشاهد الإجراءات المطبقة على الأرض، ما يعكس صعوبة الأوضاع التي يعيشها العالم في ظل انتشار الفيروس.
الصين بداية الخيط
بدأت أول إجراءات مساهمة الجيوش في تلك العمليات بالصين، ففي ٢٥ يناير الماضي، ومع زيادة عدد الحالات المصابة بالفيروس في البلاد، أعلنت السلطات انتشار الجيش في مدينة ووهان و مقاطعة هوبي والتي تضم نحو 56 مليون نسمة، بعد فرض الحجر الصحي عليها وعزلها عن باقي الأراضي الصينية، ثم سرعان ما ظهر في مدن أخرى للمشاركة في تنفيذ الإجراءات الاحترازية التي اتبعتها بكين.
إيران تفشل في السيطرة
كما استعانت إيران مع تفاقم الأوضاع وارتفاع عدد الوفيات فيها بشكل كبير، بالقوات العسكرية المختلفة، وقبل أسبوعين أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، انتشار الجيش للعمل على إخلاء الشوارع في أنحاء البلاد خلال 24 ساعة، كما أعلن تشكيل لجنة للإشراف على إخلاء المتاجر والشوارع من الناس.
الجيش الايراني يطوق المدن بسبب كورونا
ايطاليا تحتضر
أما إيطاليا التي أصبحت ثاني أكثر دول العالم تضرراً بعد الصين، وسجلت الأرقام الأعلى في عدد الوفيات، فلم تجد بداً من الاستعانة بقواتها المسلحة لتطبيق الطوارئ والحجر الصحي بعد أن بدأته بشمال البلاد، إذ انتشر الجيش في الشوارع ومحطات القطار، لمنع أي تجمعات ومنع الدخول والخروج من المدن المتضررة، وكان لافتاً في الحالة الإيطالية الإعلان الرسمي عن إصابة رئيس أركان الجيش بالفيروس.
اسبانيا وفرنسا وسويسرا يحاولون النجاة
أما عن إسبانيا، إحدى أبرز الدول المتضررة، لجأت هي ايضا إلى القوات المسلحة من أجل فرض الحجر الصحي، وتقييد تجمعات المواطنين في الشوارع، بالإضافة إلى غلق حدود البلاد، فرنسا، فقد أعلن رئيسها إيمانويل ماكرون، نشر الجيش في المناطق المتضررة من كورونا، مشيرا الى عقوبات ضد كل من يخل بهذه القيود المفروضة على التنقل.
وفي سويسرا ، أعلنت قائدة قوات الجيش، فيولا أرنيد، أن بلادها قررت تعبئة نحو 8 آلاف جندي حتى يكونوا جاهزين لمساعدة السلطات على مواجهة الوباء، وذلك عقب إعلان حالة الطوارئ في أرجاء البلاد، وإغلاق كافة المطاعم والحانات ودور العبادة، باستثناء الصيدليات ومتاجر المواد الأساسية والمنشآت الصحية.
بريطانيا تلجأ للجيش
و أعلنت الحكومة البريطانية، اللجوء إلى الجيش للمساعدة في مكافحة المرض، مع ارتفاع عدد حالات الإصابة وزيادة عدد حالات الوفاة، بحيث تنتشر القوات في الشوارع، وتقوم بحماية المحال التجارية والمستشفيات، بالإضافة إلى تأمين قصر باكنغهام، وداونينغ ستريت، والبرلمان والسفارات.
و'هناك تغيير للحرس في قصر باكنغهام'، هكذا تبدأ القصيدة الشهيرة لإيه إيه ميل مبتكر شخصية 'ويني ذا بو' التي يعشقها الأطفال.
وعلى غير المعتاد تتخذ قوات الحرس الآن مواقعها في القصر من دون الموسيقى المعتادة والمراسم.
ويحدث ذلك عادة في حالة الأمطار الغزيرة أو وجود مناسبة مهمة أخرى تتعارض مع توقيت الموسيقى والمراسم، كما يحدث ذلك الآن في إطار السياسة الحكومية المتعلقة بالتباعد الاجتماعي لتجنب جذب الجمهور. في إجراء يعرف باسم 'الاسترخاء الإداري للحرس'.
وسيظل الحرس ملتزما بهذا الإجراء في المستقبل المنظور.
ويسلط هذا الأمر الضوء على الاستمرارية في دور الجيوش. فمهمتها الأولى هي حماية البلاد، وإذا تطلب الأمر الدخول في حرب شاملة.
بريطانيا في مواجهة كورونا
المانيا تعبأ جنود الاحتياط
وفي سياق متصل، دخل الجيش الألماني على خط الأزمة، وذلك بعدما أعلنت وزيرة الدفاع أنيغريت كرامب كارنباور، العمل على تعبئة قسم من جنود الاحتياط في الجيش في مواجهة تفشي كورونا، وقالت إن 'نحو 2300 من جنود الاحتياط، 900 منهم يعملون في مجال الصحة امتثلوا للدعوة الأولى.
الفلبين تستدعي خفر السواحل
ففي العاصمة الفلبينية مانيلا، نزلت قوات الجيش وخفر السواحل إلى الشوارع لمساعدة الشرطة في تطبيق الإجراءات التي أعلنتها الحكومة لمواجهة الفيروس، وذلك بعد إعلان رئيس البلاد رودريغو دوتيرتي، إغلاق العاصمة كلياً وعزلها عن بقية التراب الوطني لمنع تفشي الوباء، في خطوة تعتبر من أقسى الإجراءات في جنوب شرق آسيا، وأغلقت القوات المسلحة مداخل ومخارج العاصمة التي يعيش فيها نحو 12 مليون نسمة.
الاردن تغلق مداخلها ومخارجها
وعلى الجانب العربي اغلق الجيش الاردني الأردن مداخل المدن ومخارجها، بالتزامن مع إعلان الحكومة حظر كل تجمع يزيد عدد أفراده على 10 أشخاص، ومنع الخروج من البيوت إلا في حالة الضرورة القصوى، تفادياً لتسجيل المزيد من الإصابات.
وأصدر العاهل الأردني مرسوماً ملكياً يمنح رئيس الوزراء عمر الرزاز، صلاحيات بموجب قانون الدفاع الذي يتم تفعيله في أوقات الحرب والكوارث، لفرض حظر التجوال وإغلاق المؤسسات ووضع قيود على حرية التنقل للأشخاص.
أمور رئيسية يمكن أن يساعد فيها الجيش:
الموارد البشرية
الدعم الطبي
من المعلوم أن لدى الجيوش فرقا طبية ذات تدريب عال رغم قلة عددها، والقليل من جيوش الدول لديها موارد الجيش الأمريكي، حيث وافق البنتاجون بالفعل على تقديم خمسة ملايين كمامة وألفي جهاز تنفس من مخازنه للنظام الصحي.
كما حرك الأسطول الأمريكي مستشفييه العائمين (السفينتان USNS Mercy وUSNS Comfor)، ورغم أنهما لا يصلحان للحرب ضد مرض معد، ولكن يمكنهما المساعدة في تخفيف الضغط ولو إلى حد بسيط على المؤسسات الطبية. وسيستغرق الأمر بعض الوقت ليكونا على أهبة الاستعداد، وربما لا يتم نشرهما إلا في المدن ذات الموانئ الكبيرة.
قامت البحرية الأمريكية بتعبئة اثنين من مستشفياتها العائمة، وأحدهما السفينة USNS Mercy
الخدمات اللوجيستية
ويعد هذا الدور من أوضح الأدوار التي يمكن أن تلعب فيها الجيوش دورا في مواجهة الوباء. فالقوات يمكنها المساعدة في نقل الإمدادات الحيوية. وفي بريطانيا تم تدريب بعضها على المساعدة في الحفاظ على إمدادات أنابيب الأوكسجين للمستشفيات.
كما يمكن للجيش أيضا المساعدة في التنظيم الأوسع لنظم الإمداد، وهنا قد يكون للاتصالات العسكرية دور.
الأمن والنظام
نأمل ألا يطلب من الجيش القيام بهذا الأمر، فهي مهمة تتطلع أغلب الحكومات الغربية لأن تبقيها في أيدي الشرطة المدنية.
ولكن لو كان هناك نقص في الشرطة المدنية، فيمكن استخدام الجيوش، ولن يكون تعاملها في هذه الحالة مباشرا مع الجمهور، وإنما سيقتصر دورها على حماية المنشآت والمخازن، لتتفرغ الشرطة المدنية للقيام بدورها التقليدي.
وفي العديد من الدول توجد قوات شبه عسكرية تمزج نوعا ما بين الدورين. وفي الولايات المتحدة يوجد بكل ولاية حرس وطني من قوات الاحتياط، ويتم نشره بحسب احتياجات حاكم الولاية.
وبالفعل قام 27 من حكام الولايات باستدعاء قوات الحرس الوطني للقيام بأدوار متنوعة.
الاطمئنان
يؤدي استدعاء الجيوش للتعامل مع الأزمات إلى الاطمئنان بأن الدولة بكل مواردها محتشدة في مواجهة الموقف.