'إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف أنه قد أصبح له درع وسيف'.. تلك الجملة الشهيرة قالها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بعد انتصار قواتنا المسلحة فى حرب أكتوبر العظيمة، والآن أصبح لمصر جيش آخر هو 'الجيش الأبيض' الذي يحمى أبناءها في الداخل، ويحافظ على صحتهم، وهم طاقم الأطباء والتمريض المتواجدون على جبهة الحرب الحقيقية فى الوقت الحالى، حيث معركة انتشار فيروس كورونا المستجد، ونجحوا حتى الآن فى مهمتهم بمساعدة عشرات الحالات للوصول للشفاء، ومنها الحالات بمحافظة الدقهلية، بعد تحويلهم للحجر الصحى فى المستشفيات المخصصة لوزارة الصحة بالإسماعيلية ومطروح.
صناعة الكمامات ذاتيا
فى مدينة المنصورة، قلعة الطب فى مصر، والتى يوجد بها أكثر من 30 مستشفى حكومى، فضلا عن المستشفيات الجامعية التى يقبل عليها المواطنون من محافظات أخرى بأعداد مهولة، هناك جبهات حقيقة يقف فيها جنود الجيش الأبيض فى مكانهم مرتدين الأفرولات الخاص بعملهم، سلاحهم فى تفكيرهم وتشخيصهم الصحيح للحالات، والحفاظ على صحة المواطنين، يفنون أنفسهم فى العمل؛ من أجل مواجهة الوباء الذى يحتشد العالم لمواجهته.
فى مستشفى الصدر بمدينة المنصورة، أولى الجبهات فى مواجهة الوباء اللعين، حيث يقبل على ذلك المستشفى الصغير عشرات الحالات اليومية، منذ أقل من 11 يوما كانت المنصورة خالية من الوباء، ولكن بعد إستقبال المستشفى لسيدة تبلغ من العمر60 عاما من مدينة بلقاس، وبعد عمل تحليل الpcr لها، وتبين إيجابية تحليلها وإصابتها بفيروس كورونا، كانت الصدمة الحقيقة لدى العمال فى المستشفى، كونها الحالة الأولى فى الإصابة، وأصبح الخوف يسيطر على الجميع، ولكن وقف الجميع وقرروا المواجهة من أجل إنقاذ أبناء المحافظة بأكملها.
طاقم التمريض
كانت بداية قصة البطولة للدكتورة آية الحديدى، رئيسة قسم العناية المركزة بمستشفى الصدر بالمنصورة، التي قررت أن ترافق الحالة، وعدم تركها بمفردها فضلا عن مطالبتها لمن حولها بالتعامل الفورى من أجل تشجيعهم على ذلك.
لم يختلف الأمر بالنسبة لطاقم التمريض، الذى عمل فى صمت بالرغم من نقص المستلزمات الطبية، وقرروا أن يوفروها من أجل حماية من حولهم، والكل يعمل على قلب رجل واحد، إلى أن قامت الوزارة بصرف تلك المستلزمات، وقررعمال النظافة أيضا تطهير جميع الأماكن بالمستشفيات.
بطولات خالدة يسجلها التاريخ لعدد من الأطباء الذين تفانوا فى العمل فى تلك الأزمة، بداية من رجال الإسعاف الى طاقم التمريض، فالعمل على قدم وساق، من أجل إنقاذ مجتمع بأكمله، لا ينتظر الأطباء المقابل لما يفعلون، ينتظرون فقط شفاء الحالات المتواجدة فى العنايات المركزة، والخبر السعيد بالنسبة لهم خروج حالة بعد تماثلها للشفاء.
طاقم الاسعاف
الدكتورة آية الحديدى، تقول: 'بنشتغل من أجل المجتمع المصرى، دا دورنا فى مواجهة وباء عالمى عجز العالم فى مواجهته، ولكن فى مصر ننجح بشكل كبير فى المواجهة، ولن يرحمنا التاريخ إذا تخلينا عن المواطنين فى ذلك الوقت، ودورنا العمل فى أصعب الظروف من أجل إنقاذ مجتمعنا وفى خلال أيام قليلة سيتم الانتصارعلى الفيروس بنسبة كبيرة، والنتائج تثبت ذلك بشفاء أكثر من 100 حالة بعد تماثلهم للشفاء الكامل وخروجهم من الحجر الصحى'.
منى السيد، إحدى عضوات فرق التمريض فى إحدى مستشفيات الصدر بمحافظة الدقهلية تقول: 'بنخاف على نفسنا وعلى ولادنا وبنشوف كل يوم حالات مصابة بالفيروس ولكن فى تلك الظروف لا بد من التكاتف من أجل إنقاذ المواطنين من هذا الوباء العالمى، وبالرغم من ذلك نخشى على أنفسنا من العدوى ولكن لابد من العمل من أجل إنقاذ المواطنين ولو تهاوننا فى عملنا لن ينجو أحد من الوباء ومن الممكن نكون المرضى ولن نجد من ينقذنا، نحافظ على أنفسنا بالتطهير الجيد أثناء الدخول إلى منازلنا لعدم عدوى أقرب الناس إلينا'.
أحمد حمدى، أحد رجال الإسعاف فى الدقهلية، قال: 'احنا بنشتغل وعارفين إن ممكن حد فينا يصاب بالفيروس، ولكن إحنا بنشتغل من أجل المواطنين البسطاء، إحنا عايشين فى مجتمع واحد، ولابد من التكاتف من أجل مرور تلك المرحلة، نعمل على الوقاية ونرتدى الماسكات الخاصة والبدل التى تمنع نقل العدوى، ولكن نعلم أنه من الممكن أن يصاب أحد فينا، وفى حالة عدم العمل لن يكون هناك من يعالجنا، منظومة الصحة تعمل على قدم وساق وبتفانى فى العمل لا يفكر أحد داخل المنظمة فى المقابل المادى الذى يأخذه مقابل عمله كل ما نريد هو شفاء عدد كبير من الحالات'.
أما فى مستشفيات جامعة المنصورة، فأعلن الدكتور أشرف عبد الباسط، رئيس جامعة المنصورة، أن الجامعة قامت بإنتاج مستلزمات الوقاية الشخصية ذاتيا، لتوفير مخزون استراتيجي وكميات كافية من أدوات ومستلزمات الوقاية للفرق الطبية بالمستشفيات والمراكز الطبية، وذلك في إطار الخطة الاحترازية التي تتخذها جامعة المنصورة للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتقوم وحدة التفصيل بالمدن الجامعية بإنتاج 'ماسكات الوجه وبدل الوقاية' لتوفير مستلزمات الوقاية الشخصية للفرق الطبية بالمستشفيات بمواصفات طبية عالية الجودة، ويتم تعقيمها طبقا لمعايير التعقيم والأمان، وذلك فى إطار حرص الجامعة على توفير مستلزمات الحماية والوقاية الشخصية، بما يكفل سلامة ووقاية أفراد الطواقم الطبية أثناء ممارسة مهامهم فى ظل الظروف الطارئة.
وأعلن الدكتور الشعراوى كمال، مدير مستشفيات جامعة المنصورة، عن تشكيل لجنة لتجهيز مركز تقييم العدوى التنفسية الفيروسية، بمستشفى النقاهة والحالات الحرجة بمستشفى جامعة المنصورة، لعدد 35 سريرعناية مركزة بالتبرعات والجهود الذاتية، ومشاركة المجتمع المدني . اللجنة برئاسة الدكتورة نسرين عمرعميد كلية الطب يأتى ذلك لتجهيز وحدات عناية مركزة جديدة تستوعب أعداد إضافية في حالة زيادة حالات إنتشار الاشتباه بفيروس كورونا، وتقديم دور المساعدة والدعم الطبى لمستشفيات وزارة الصحة لإستقبال حالات الاشتباه بفيروس الكورونا في حالات انتشار الوباء وطالب الشعراوى فى تصريح خاص لأهل مصر، من جميع هيئات وأفراد المجتمع المدني للقيام بدورهم المستمر في العطاء ودعم إنجاز وحدات العناية المركز الجديدة، مشيرا إلى ان التبرع يتم عن طريق المستشفى بإيصال أو حساب التبرع أو عن طريق التبرع للشركات التي ستتعامل معها المستشفى لصالح تجهيز العناية. كما قامت مديرية الصحة بالدقهلية بتجهيزوتفعيل مستشفى تمى الأمديد لتكون مستشفى حجر صحى، أسوةً بمستشفى الإسماعيلية ومطروح الجدير بالذكر أن المستشفى تضم 126 سريرجاهزة لاستقبال المصابين و25 سرير رعاية مركزة، بالإضافة إلى 25 جهاز تنفس صناعى، و25 مونيتور وأسرة حضانات في حال حدوث عمليات ولادة لاي من حالات الإصابة. وعلى الجانب الآخر قال الدكتور أشرف عبد الباسط، رئيس جامعة المنصورة فى تصرح خاص لاهل مصر، أنه تم إنطلاق فريق طبى من الجامعة اليوم للمشاركة بالخدمة الطبية والتعاون مع الفرق الطبية بوزارة الصحة في دعم المصابين بفيروس كورونا بمستشفى العزل بتمي الأمديد والتي خصصتها وزارة الصحة لاستقبال الحالات الإيجابية للإصابة بفيروس كرونا داخل محافظة الدقهلية يستمر عمل الفريق لمدة 14 يوم بحضورالدكتورة نسرين صلاح عمر عميد كلية الطب، الدكتور تامر أبو السعد وكيل الكلية للدراسات العليا، الدكتورة بسمة شومان وكيل الكلية للتعليم والطلاب. موضحا أن الفريق الطبى يضم 8 من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بمختلف التخصصات بكلية الطب وهم 2 مدرس ومدرس مساعد بقسم الأمراض الصدرية، 2 مدرس ومدرس مساعد بقسم التخدير والعناية المركزة، 2 مدرس ومدرس مساعد بقسم الأمراض المتوطنة، مدرس مساعد بقسم الباثولوجيا الإكلينيكية، مدرس مساعد بقسم الأمراض الباطنة.