التعليم عن بعد.. نظام عصري يولد من رحم أزمة كورونا.. هل يقضي الأسلوب الجديد على شبح الدروس الخصوصية؟

هل كورونا تنهى أزمة الدروس الخصوصية نهائيا
هل كورونا تنهى أزمة الدروس الخصوصية نهائيا

مازالت الدروس الخصوصية سرطانا ينهش في جسد المجتمع، وعلى مدى سنوات عديدة، فهو ينهش فى جيوب الفقراء، بعد أن أصبح آفة مجتمعية وصلت إلى مرحلة الحضانة، حيث نجد فى السنوات الأولى وقبل دخول الأطفال المدرسة يلجأ أولياء أمورهم إلى إعطائهم دروسا خصوصية بحجة توسيع مداركهم؛ وكشفت نتائج بحث الدخل والإنفاق، التي أعلنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء نهاية شهر يوليو الماضي، أن متوسط إجمالي ما ينفقه نحو 26 مليون أسرة في جميع محافظات الجمهورية على الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية يبلغ نحو 47 مليار جنيه.

وفي ظل الظروف التى تتعرض لها الدولة الآن من تعليق الدراسة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، اتجهت الدولة لإغلاق السناتر وأجبرت وزارة التربية والتعليم على استخدام التعليم عن بعد فى كافة المراحل الدراسية، بدلا من الذهاب إلى المدارس ومراكز الدروس الخصوصية ليبقي السؤال: هل تستطيع تجربة التعليم عن بعد القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية؟

عضو لجنة التعليم: "النظام الجديد سيقلل من الدروس الخصوصية تدريجيا"

الدكتورة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بالبرلمان، قالت إن أزمة الدروس الخصوصية ليست وليدة اليوم بل موجودة منذ سنوات، وكثيرا ما كانت هناك محاولات للقضاء عليها إلا أنها مازالت مستمرة حتى الآن.

وأضافت فى تصريح لـ'أهل مصر' أن قرار غلق السناتر ومراكز الدروس الخصوصية واستخدام التعليم عن بعد وبنك المعرفة والمكتبة الإلكترونية بسبب كورونا لن يقضى على الدروس الخصوصية بشكل كامل، ولكن النظام التعليمى الجديد سوف يقلل من الدروس الخصوصية تدريجيا، وذلك عندما ندرك أن الأسئلة تعتمد على الفهم وليس الحفظ والتلقين، مشيرة إلى أنه يجب أن يكون هناك رقابة شديدة على المدارس مع الاهتمام بالمعلمين وزيادة رواتبهم حتى لا يلجأ البعض منهم إلى إعطاء دروس خصوصية.

"تحيا مصر": حرب بين المعلمين والوزارة لمقاومة التعليم عن بعد

قالت منى أبو غالى مؤسس ائتلاف 'تحيا مصر بالتعليم'، إن التعلم عن بعد يتم استخدامه فى الجامعات والدول المتقدمة لحل أزمات كثيرة سواء تفشي مرض أو كثافة فصول أو لعدم رغبة الطالب في الذهاب الى المدرسة، ونجح بالفعل فى هذه الدول؛ ولكن الأزمة في مصر هي تصدير الصورة السيئة لفشل هذه التجربة .

وتابعت ' أبو غالى' فى تصريح لـ'أهل مصر'، أن بعض المدرسين يحاربون فكرة التعلم عن بعد لتجارة الدروس الخصوصية؛ ويتعمدون إحباط الطلبة وإقناعهم أن المنظومة الجديدة فاشلة، ولابد للوزارة أن تختار من يقوم بالتدريس عن بعد جيدا حتي يستطيع إيصال المناهج بسلاسة للطالب .

وأكملت: 'الدروس الخصوصية أصبحت مترسخة فى المجتمع عن طريق تجارة السناتر، والحرب الحالية هي بين المعلمين والوزارة لمحاربة فكرة التعليم عن بعد'.

وزير التعليم: "التعليم الجديد سيقضى على الدروس الخصوصية"

من جانبه، أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى أن الوزارة تحاول وقف الدروس الخصوصية، قائلا: 'دفعة ثالثة ثانوي هذا العام هي الدفعة الأخيرة التي تمتحن بالنظام القديم، ويعتبر معظمهم قد انتهوا من المنهج بالدروس، ولكن نظام التعليم الجديد سوف يقضى على ظاهرة الدروس الخصوصية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً