يخاف كثير من الناس مسلمين وغير مسلمين في التفكير بقضية سبب الإيمان. فلماذا تؤمن الغالبية الكبرى من البشر عبر التاريخ بوجود إله ؟ ولماذا كان الإنسان يشعر على الدوام بأن هناك قوة أكبر منه خلقت هذا الكون؟ وما هو السبب الذي يجعل كثير من الناس يرفض أن يفكر من البداية في سبب أنه مؤمن بالله تعالى. ويفضل أن يتهم من يدفعه للتفكير في سبب أو أسباب منطقية لوجود الله بالكفر أو الإلحاد أو محاولة التشكيك في وجود الله، بينما نبى الله إبراهيم ، الذي نصلى ونسلم عليه في ختام كل صلاة مكتوبة عندما فكر في وجود الله وفي صفاته كانت النتيجة أن الله اصطفى ابراهيم وذريته من بعده وأصبح ابراهيم نبيا وخليلا للرحمن. فهل هناك أدلة من العقل على وجود الله تعالى؟ ولماذا يعتقد المؤمنون بالله من كل الديانات أن هناك خالقا لهم وللكون ؟ وهل التفكير في أسباب الإيمان وسوسة ورجز من عمل الشيطان يجب اجتنابه ؟ أم أن الصحابة رضوان عليهم أنفسهم فكرة في نفس الأمر والنبى صلى الله عليه وسلم يعيش بينهم ويتنزل الوحى عليه من فوق سبع سنوات ؟ ماذا سيحدث لنا لو ذهبنا في مغامرة روحية واختبرنا فكرتنا عن الإيمان ووجود الله؟ هل سوف نعود من هذه المغامرة الروحية ونحن أكثر إيمانا بالله ؟ أم سوف نتشكك في الإيمان الفطري الذي نتمسك به على الدوام ؟
عندما فكر إبراهيم في حقيقة الإيمان وحقيقة الله أصبح نبيا وخليلا للرحمن وأصبحت ذريته أنبياء من بعده
يقول المولى في سورة الأنعام عن قصة إيمان نبى الله إبراهيم : ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ . فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ. فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ . إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) . فالذي قاد نبى الله إبراهيم للإيمان هنا هو التفكير في ذات الله والبحث عن ما يعضد فكرة الإيمان الفطرية داخله مثلما أن هذه الفكرة موجودة داخل كل نفس سوية، أما عن الصحابة رضوان الله عليهم وتفكيرهم في سبب الإيمان بالله والنبى صلى الله عليه وسلم يعيش بينهم، فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه أنه قال: «جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان ، ثم رواه من حديث ابن مسعود رضى الله عنه قال: «سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: تلك محض الإيمان.
لهذا السبب كانت آيات خلق السموات والأرض دليل منطقي على وجود الله تعالى
أما المولى سبحانه وتعالى فعندما انصرفت إرداته لأن يقنع الناس بأن الإيمان فكرة منطقية فكان الدليل من العلم والعقل والمنطق المحسوس وليس من الغيبيات أو ما وراء المحسوس والمادي والملموس : يقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة الذاريات : ( وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ) ، فلماذا جاءت الآيات عن الأرض والسموات وخلق الأرض لتكون آية تؤدي لليقين بوجود الله تعالى ؟ بوجود خالق للكون، هل كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو يتلو أيات خلق السماوات والأرض يعلم أن الأرض: وهي ذات حجم نموذجي، حيث يشغل حجم الأرض والجاذبية المناظرة لها، طبقة رقيقة معظمها من غازات النيتروجين والأكسجين، لا تمتد سوى حوالي 50 ميلًا فوق سطح الأرض. ولو كانت الأرض أصغر في الحجم، سيكون الغلاف الجوي مستحيلًا، ويكون مثلها في ذلك مثل كوكب عطارد. ولو كانت الأرض أكبر في الحجم، سيحتوي الغلاف الجوي على الهيدروجين الحر، شأنها في ذلك شأن كوكب المشترى. (3) فكوكب الأرض هو الكوكب المعروف الوحيد المجهز بغلاف جوي عبارة عن خليط متجانس من الغازات المناسبة والملائمة للحفاظ على النبات والحيوان والإنسان. وأن الأرض تقع الأرض على مسافة ملائمة من الشمس. ضع في الاعتبار تقلبات درجات الحرارة التي نتحملها، تقريبًا فيما يتراوح بين -30 درجة إلى +120 درجة. ولو كانت الأرض أبعد قليلًا عن الشمس، كنا سنتجمد جميعًا. ولو كانت الأرض أقرب قليلًا من الشمس، كنا سنحترق جميعًا. وحتى أي تفاوت جزئي في موقع الأرض من الشمس كان سيجعل الحياة على الأرض مستحيلة. وهكذا تبقى الأرض على هذه المسافة المضبوطة من الشمس بينما تدور حول الشمس بسرعة تقدر بما يقرب من 67000 ميل في الساعة. كما تدور الأرض أيضًا حول محورها، وبالتالي تسمح إلى سطح الأرض بالكامل أن يتمتع بدرجتي الدفء والبرودة المناسبتين كل يوم.