لا تزال قضية الكفر والإيمان من القضايا التي تشغل بال كثير من الناس . وأخطر من قضية الكفر والإيمان هى قضية الإلحاد، خاصة وأن ظاهرة الإلحاد تصاعدت في الفترة الأخيرة كما حذرت من ذلك مصادر دعوية فما هو الإلحاد ؟ وهل هناك أنوع من الملحدين . وهل يملك الملحدون دليل علمي واحد على عدم وجود الله ؟ بشكل عام فهناك فهناك أنواع من الإلحاد منهاإلحاد موجب أو إلحاد قوي وهو عبارة عن نفي وجود إله. وهناك إلحاد سلبي أو إلحاد ضعيف وهو عدم الاعتقاد بوجود إله. والفرق بين المُلحد السلبي والملحد الإيجابي هو أن الملحد الإيجابي ينفي وجود الله عز وجل أما الملحد السلبي يكتفي بعدم الاعتقاد بالله جلا وعلا لعدم قناعته الأدلة التي يُقدمها له المؤمنون. ولكن هل لدى الملحد الإيجابي أو حتى الملحد السلبي دليل علمي واحد على عدم وجود الله ؟
مغامرة روحية .. هل فكرت يوما في دليل عقلي على وجود الله ؟ لماذا تخاف من التفكير ؟
لم يقدم الملحدون حتى الان دليل علمي واحد على عدم وجود الله، ولكنهم اكتفوا بالقول إنهم يؤمنون بما يرونه وهم لا يرون الله ولذلك فلا يؤمنون به، ولكن مع ذلك فلم يقدم ملحد واحد دليل علمي ملموس يمكن رؤيته على عدم وجود الله. على العكس فقد قدم العلم أدلة كثيرة على أن هناك أشياء لا يمكن أن نراها ولكن هى موجودة من حولنا، فنحن لا نرى الكهرباء، وليس هناك حتى رسم تخطيطي أو مركب يمكن وصفه بأنه شكل مادي يعبر عن الكهرباء. فلم يرى أى ملحد الكهرباء ولكن لا يستطيع أن ينكر وجودها. وهو ما يجعل مسألة إنكار وجود الله مسألة افتراضية لا يمكن إثباتها علميا ولا يمكن القول إن هناك دليل علمي واحد يثبت أن الكون خلق نفسه وأن ما عليه من بشر وحيوانات ونباتات ومليارات المخلوقات المجهرية التي لا ترى بالعين المجردة خلقت نفسها بنفسها، وحتى الان لم تنجح محاولات تخليق الخلية الاولى من البلازما ولا يعتقد أن هذه المحاولة قد تعرف حظا من النجاح في المستقبل طالما أن هناك حاجة لطاقة إضافية لتحويل مكونات غير عضوية لمكون عضوى يتحرك وينمو وحتي يشيخ ويموت في المستقبل، وهى الطاقة التي يعتبرها علماء البيولوجيا سرا خاصا بالطبيعة ويشير لها المؤمنون بأنها الروح
لكن مع ذلك فهناك أدلة على أن هناك خالق لكل شئ من حولنا، أكثر من هذا فهناك أدلة مادية على أن هناك مصدر واحد جاءت منه كل الأديان والكتب السماوية، ولا يمكن أن تكون مصادفة أن كلمة الرب في كل اللغات لها نفس الإطار الدلالي عندك كل البشر في كل الثقافات والأديان، وليس هناك تفسير لغوي لوجود الله او الرب او الاله في كل اللغات إلا أن هناك فعلا من نطلق عليه هذه المفردات، هل ظهر على الارض لغة موجودة أو انقرضت لم يكن فيها لفظ دال على كلمة رب أو إله أو الله ؟ وليس مصادفة أن نفس أسماء الأنبياء تكررت في كل الكتب السماوية على الرغم من أن هذه الكتب نزلت في أوقات متباعدة وفي مناطق متباعدة جغرافيا وحتى على أنبياء أصبح أتباعهم في وقت تالي خصوما لبعضهم البعض، ولكن لم يزعم أحد مثلا أن هناك نبى ورد ذكره في أحد الكتب السماوية لم يكن موجودا، أو أن اسمه كان مختلفا، من الممكن أن يكون له اسم في لغة يختلف عن نطقه في لغة أخرى ولكن لم يزعم أى شخص أن نبيا ورد اسمه في كتاب سماوي لم يكن موجودا ولم يذكر كتاب سماوي اسم نبي وأنكره كتاب آخر، وحتى القصص التي وردت في كل الكتب السماوية حتى وإن افترضنا تواترها بين الحضارات فهناك أدلة على حدوثها فعلا على الأرض، فبيت لحم التي ولد فيها المسيح موجود، وجبل موسى الذي كلم نبي بنى إسرائيل فيه ربه موجود، حتى آثار العمران المتفرقة في كل أطراف الأرض التي ورد ذكرها في الكتب السماوية هى أماكن موجودة على خريطة العالم .