يقول المولى سبحانه وتعالى في كتاب العزيز﴿لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ يقول أبو حيَّان في تفسير هذه الأية : وصف الله عز وجل بما يتعالى عنه رب العزة ويتقدس من النقائص مثل قول أخباث اليهود له جلا وعلا بأنه فقير وقولهم له أيضًا بأنه استراح بعد أم خلق خلقه وقولهم بأن يد الله عز وجل مغلولة وما شابه ذلك. وهناك الإلحاد في اسماء الله تعالى، ﴿وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف:180] وحول هذه الآية وقال الفيروز آبادي: إن هذا يكون على وجهين: الوجه الأول: أن يوصف الرجل الله عز وجل بما لا يصح وصفه. الوجه الثاني: أن يتأول الرجل أوصاف الله عز وجل على ما لا يليق بجلالته عز وجل. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: إن الإلحاد في أسماء الله عز وجل أنواع: الأول: أن يتم تسمية الأصنام بأسماء الله تعالى كتسميتهم اللات من الإلهية والعزى من العزيز ويُعد هذا إلحادًا لأنهم قد عدلوا بأسماء الله عز وجل إلى آلهتهم وأوثانهم الباطلة. الثاني: تسمية الله عز وجل لما لا يليق بجلاله مثل تسمية النصارى لله عز وجل أبًا وتسمية الفلاسفة لله عز وجل موجبًا بذاته أو علة وما شابه ذلك.
وقال الراغب: يُقال لحد الرجل بلسانه إلى كذا أي أنه مال وقال الجوهري أيضًا: وألحد فلان أي بمعنى مال فلان عن الحق وألحد في دين الله عز وجل وألحد الرجل أي أنه ظلم في الحرم والتحد مثله وأصل اللحد مأخوذ من قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ﴾ [الحج:25] حيث أن الباء في قوله بإلحادٍ زائدة والملحد هو الجائر بمكة حيث قال ابن منظور رحمه الله: لحد الرجل في الدين يلحد وألحد أي عدل ومال وقيل أيضًا لحد بمعنى جار ومال.