صوب زراعية قائمة بذاتها توفر الماء العذب من الماء المالح لتحقق رؤية مصر 2030

الصوب الزراعية في مصر
الصوب الزراعية في مصر

أزمة سد النهضة ليست الوحيدة التي تؤثر على حصتنا من الماء العذب، فهناك التضخم السكاني والزراعة التقليدية هذا بجانب مشاركة الحيوانات والنباتات لمياه نهر النيل، ومنذ القدم اعتمدنا كلياً على نهر النيل فأصبحت خريطة مصر عبارة عن زحام حول ضفافه والمساحة المستغلة تصل إلى 7,8% من المساحة الكلية لمصر يشغلها أكثر من 100 مليون مواطن.

وعلى صعيد آخر هناك التغيرات المناخية والتي تضر بحالة منتجاتنا، فأصبح من الضروري البحث على حل يزيد من الإنتاج ويحافظ على البيئة ولا يعتمد على مصدر محدود مثل نهر النيل، وكان لزاما علينا أن نلجأ إلى صحراء مصر الواسعة، بمشروع القصد منه استغلال المياه المالحة لإنتاج الماء العذب اللازم للزراعة وذلك دون التسبب في آثار سلبية على البيئة باستخدام عناصر التكنولوجيا الحديثة.

وقد تم نشر عدة بحوث ودراسات في مجلات علمية و7 كتب تخصصت في دراسة مشروع الصوب الزجاجية الجديدة لمتخصصين في مجال هندسة ومجال البيئة ومتخصصين في الري والزراعة مثل الدكتور حسن الفاتح ومحمد أكرم وغيرهم من جامعات خارج مصر، وتتضح الرؤية عن المشروع أكثر تحدثنا مع الدكتور عبد العظيم محمد نجم أستاذ الموارد المائية والهيدروليكا بجامعة الزقازيق وهو من الباحثين الذي عمل على تخطيط وتنفيذ المشروع.

الصوب الزراعية في مصر رسم تخطيطي للصوبة الزراعية المتكاملة

مشروع الصوبة الزراعية

في إطار تبني الرئيس عبد الفتاح السيسي، لبناء 100 ألف صوبة زجاجية تحقيقا لرؤية مصر 2030 جاءت فكرة الدراسة المنشورة بعنوان 'زراعة جديدة قائمة بذاتها تعمل بالطاقة الشمسية ونظام التحلية الدفيئة وزيادة الاستدامة وكفاءة الصوبات الزراعية' عمل عليها متخصصين لتكوين صوبة زجاجية متكاملة مكتفية بذاتها، وفي حوار مع الدكتور عبد العظيم نجم وضح لنا اختلاف الصوبة الزجاجية المبتكرة عن سابقتها.

حيث ذكر الدكتور عبد العظيم، أن المشروع يقع في أماكن نائية عن مصادر المياه العذبة بل سيتواجد في المناطق الصحراوية الساحلية لاستصلاح أراضي جديدة والاستفادة من مصادر مختلفة وهي الماء المالح وتحويلها إلى الماء العذب الصالح للزراعة، ووضح كيف تعمل الصوبة الزراعية والجديد فيها، قائلا إنها تعمل على جمع عدة تقنيات منفصلة لتِكَون مشروعاً واحداً يعتمد على ما يلي:

- الطاقة الشمسية لتحلية المياه، أي تحويل الماء المالح إلى عذب ليكون صالح لري النباتات وخدمة المجتمع المحلي للشرب.

- كما يعتمد على الهواء لمعادلة المناخ المناسب للنبات، حيث يدخل من المدخنة 'تشبه المدخنة لأنها جزء بارز ولكن ليست مدخنة بالمعنى الحرفي' ويسير في مسار محدد ليصل إلى النبات بدرجة حرارة مختلفة، كما يمكننا إدخال هواء من خلال التبريد الخارجي عند عدم توافره طبيعيا وهذا مفيد في فصل الصيف لمعادلة درجة الحرارة للنبات لضمان عدم تضرره من الحرارة.

- بالإضافة إلى أن الصوبة تعمل على إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.

وهذا كله مراقب بالكاميرات وأجهزة استشعار متصلين بمستقبل موصل بالإنترنت ولديه برنامج إلكتروني 'app' للتحكم به عن بعد عبر الشاشات، وتجمع البيانات على موقع خاص لتكون الصوبة مشروع متكامل قائم بذاته.

موضحا أن المشروع لديه عدة جوانب والتي منها:

- الصوبة الزجاجية مساحة الواحدة منها 100 متر مسطح قد يتم مضاعفتها بأن تكون مستويين لتعظيم الإنتاجية وهذا ما لم يؤكد بعد، تعتمد الصوبة على نظام الري بالماء بعد تحليته من مصادر ماء مالح.

- خارج الصوبة هناك محاصيل تروى بماء مالح وهذه المحاصيل التي تستطيع التكيف على ملوحة الماء ستكون أعلاف لتربية الحيوانات والمواشي.

- أما في الماء الشديد الملوحة سيتم تربية الأسماك.

ليكون لدينا في النهاية منتج غذائي نباتي ومنتج حيواني ومنتج سمكي دون المساس بالبيئة بأي أضرار سلبية.

محاصيل الصوبة الزجاجية

وبالنسبة إلى انتاج الصوبة الزجاجية والمشروع لم يتحدد بعد مقدار إنتاجية الصوبة من المنتجات الزراعية، بينما الاتجاه هو زراعة أكثر من محصول بداخل الصوبة للكشف عن تأثير البيئة المعدة على كافة أنواع المحاصيل، قائلا إن المشروع في صدد تنفيذه على أرض الواقع في خلال الشهور الثلاثة القادمة ومع حلول شهر أكتوبر القادم سيبدأ زراعة المحاصيل الشتوية ثم سيتطلب مد فترة المشروع لتجربة المحاصيل الصيفية لمعرفة كفاءة البيئة المهيأة لكافة أنواع النباتات باختلاف موسمها وبعد ذلك يمكن زراعة أي محاصيل سواء صيفية أو شتوية فيها.

كيفية إدارة المشروع

وبسؤال الدكتور نجم عن العمالة للمشروع فقال إن المشروع مازال على مساحة صغيرة ويحتاج فقط إلى عمالة محدودة حيث تكون محدودة في:

- متابع للزراعة داخل الصوبة.

- متابع للزراعة خارج الصوبة الزراعية.

- متابع للإنتاج الحيواني.

- فني له علاقة بنظم الاتصالات.

بينما في حالة المساحة الكبيرة سيحتاج المشروع إلى مضاعفة العمالة، حيث سيتواجد مع الصوبة دليل تشغيل به كل ما يتعلق بالأعطال أو المواقف التي قد يقابلها العامل في المشروع والحلول السريعة وكيفية التصرف معها.

وسيتم توفير دورة تدريبية لمن سيديرون المنظومة وتدريب عملي للمؤهلين مع استعداد الدكتور على القيام بتهيئة العمال للعمل في المنظومة المبتكرة.

أهداف المشروع

لخص الدكتور عبد العظيم نجم أهداف المشروع في عدة نقاط أساسية والتي تخدم أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 حيث توفير الماء العذب في البيئة النائية عن نهر النيل وخدمة المجتمع في استصلاح أراضي جديدة والحرص على زيادة الإنتاجية بأقصى قدرة وكل هذا مع عدم المساس بنظافة البيئة ودون ترك أي أضرار جانبية.

مميزات مشروع الصوبة الزراعية

وضح أستاذ الموارد المائية أن هناك مميزات الصوبة الزجاجية والتي أهمها أنها تحقق الهدف منها وتوفر البيئة المناخية التي يحتاجها النبات ضد أي ظروف من التغيرات المناخية القادمة على مصر سواء أكانت زيادة درجة حرارة أو انخفاضها فهي توفر بيئة تناسب النبات فلا يتأثر بالمناخ الخارجي.

بالإضافة إلى أن الصوبة الزجاجية تعمل على توفير الماء العذب والذي يعتبر أزمة لدينا بسبب محدودية مصادره والتحديات التي تقابل توفره مما لا يشكل عبء توصيل الماء العذب بل يكفي مصادر المياه المالحة سواء أكانت جوفية أو من السواحل.

قد يعكر صفو هذه المميزات بعض المشاكل خارج الصوبة الزجاجية حيث تحتاج إلى الماء أكثر من داخلها بينما لا يعتبر مشكلة حيث تعتمد على الري بالماء المالح للمنتجات الزراعية التي ستكون أعلاف للمواشي والماء المالح المتوفر للإنتاج السمكي.
كما يعتبر التحكم عن بعد ميزة كبيرة وخاصة في ظل الظروف الحالية من انتشار فيروس كورونا حيث يحمي العمالة من الاختلاط والخروج، فهو يمكنه أن يتابع المشروع من خلال الموبيل أبلكيشن، حيث تم حجز الموقع لمدة 10 سنين وهي المدة التي تفوق سنوات تقديم المشروع مع مساحة تخزين بيانات كبيرة ليسمح بإدخال البيانات جميعها لمتابعتها من خلال الموقع.

الصعوبات التي تواجه المشروع

أكد الدكتور عبد العظيم نجم أن الصعوبة الوحيدة التي كانت تواجه المشروع هو إيجاد شركة متخصصة يمكنها تنفيذ المشروع بالميزانية المتاحة، كما شكلنا الكثير من اللجان لوضع كراسة الشروط والتي كان بسببها خرج الكثير من الشركات لكونها معقدة ولحداثة المشروع مما تم تعديل كراسة الشروط وعمل مناقصة جديدة، ومؤخرا ظهرت الشركة المناسبة التي استلمت المشروع حاليا.

تكلفة المشروع

أوضح الدكتور 'نجم' أن التكلفة ما زالت في إطار قدرتنا وهذا بناء على مسح الأسعار قائلا أننا لن نواجه مشكلة في نقص الميزانية وخصوصا أن الشركة المتقدمة تعمل مع القوات المسلحة ونفذت أمور مشابهة سابقا، كما أنها لا تهدف إلى الربح كما ذكر.

بينما أوضح أن مصادر الكهرباء للمشروع من المشروع نفسه، ولأن المشروع في بدايته وحتى يمكن مواجهة أي عطل في الصوبة أو عند الصيانة الدورية وعند التنظيف ولذا سيحتاج لتوصيله إلى الشبكة القومية، لتكون مُصَدرة ومُستقبلة للطاقة حيث تقدم الصوبة الكهرباء إلى الشبكة وفي حالة العطل تعمل على كهرباء الشبكة، كما أكد أن هناك بديل آخر وهو المولد الكهربائي فإن كان أكثر توفيرا للمال سيكون هو الخيار الأفضل لتشغيل الصوبة وقت الصيانة والأعطال المفاجأة.

وفي النهاية أكد الدكتور عبد العظيم أن المشروع واعد ويطمح إلى نجاحه في مصر ليتم تصديره للدول النائية عن الماء العذب والدول الساحلية مثل تونس، وخدمة المجتمع من خلال مشروع متكامل لا يضر البيئة متمثل في الصوبة الزجاجية الزراعية المتكاملة.

لمزيد من التفاصيل: file:///D:/%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%AA/%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%B3%20%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9%20%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/IAPE%2019%20Paper%20(2).pdf

رابط موقع المشروع: https://smart-gh.net/

WhatsApp
Telegram