يحتفل العالم الإسلامي بذكرى الإسراء والمعراج بعد أسبوع، والتي ازداد البحث حولها بسبب الجدل الذي أثير مؤخرا، وتعتبر من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإليك بالتفاصيل موعد الاحتفال بالإسراء والمعراج 2022 في السطور التالية.
الاسراء والمعراج
معجزة الإسراء والمعراج من أكبر المعجزات التي حدثت للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتحمل معنى كلماتها قصتها، حيث تعني كلمة الإسراء الليلة التي أسرى الله تعالى فيها نبيه من مكة المكرمة إلى البيت المقدس روحا وجسدا معا، بواسطة دابة تسمى البراق باصطحاب جبريل عليه السلام، ليؤم الأنبياء المجتمعين ركعتين.
بينما المعراج أي الصعود وهو صعود النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السبع من القدس ليقابل الأنبياء بالترتيب (آدم أبو الأنبياء – عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا – يوسف – إدريس – هارون بن عمران – موسى – إبراهيم) عليهم السلام.
وفي نهاية رحلة الاسراء والمعراج فرص الصلاة والتي كانت 50 صلاة والتي أصبحت في النهاية 5 صلوات، وروي الكثير من المعجزات حول رحلة الاسراء وتفاصيلها.
رحلة الاسراء والمعراج
حدث الكثير من الجدل حول رحلة الاسراء والمعراج بسبب تشكيك الإعلامي إبراهيم عيسى في صحتها، وكان رد دار الإفتاء على إبراهيم عيسى 'إنَّ المغالطات حول رحلة الإسراء والمعراج تدور في اتجاهين؛ الأول: هل حدثت هذه المعجزة؟ والثاني: متى حدثت؟ فأمَّا حدوثها؛ فقد حَدَثت قطعًا؛ لأنَّ القرآن أخبرنا بذلك، ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال؛ فقال عزَّ وجلَّ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].
والمقصود بـ﴿بِعَبْدِهِ﴾؛ أي: سيدنا محمد صلَّى الله عليه وآله وسلم، والآية دالَّة على ثبوت الإسراء.
أَمَّا ثبوت المعراج؛ فيدل عليه قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: 13 - 18].
والمقصود بالرؤية في الآية الكريمة: رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل في المعراج.
لقد اتَّفق جمهور العلماء على أَنَّ الإسراء حَدَث بالروح والجسد؛ لأنَّ القرآن صرَّح به؛ لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلَّا على الروح والجسد، وجمهور العلماء من المحققين على أنَّ المعراج وقع بالجسد والروح يقظةً في ليلة واحدة.
وما يراه البعض من أَنَّ المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية؛ فإنَّ هذا الرأي لا يعوَّل عليه؛ لأنَّ الله عزَّ وجلَّ قادرٌ على أن يعرج بالنبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه، وتعجُّب العرب وقتها دليل على القيام بالرحلة روحًا وجسدًا؛ فلو كانت رؤية منامية ما كانت تستحقُّ التعجُّب منهم.
وأضافت: أَمَّا إنكار البعض لحدوث رحلة الإسراء والمعراج بسبب تعارضها مع القدرة البشرية، فالجواب: أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل إنَّه قام بهذه الرحلة بنفسه دون العناية الإلهية، بل الرحلة بأكملها بتوفيق الله وفضله وهو الذي أسرى بعبده، فلم يقل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لقد سريت، وهذا الإعجاز الحاصل في الرحلة لا يتعارض مع قدرة الله عزَّ وجلَّ، فضلًا عن أنَّ غرابة وصف الرحلة منتفٍ وخاصة بمقاييسنا المعاصرة، بل حدثت أمور تشبه المعجزات كاختراع الفاكس منذ عقود طويلة والذي تمكَّن من نقل أوراق وصور إلى أي مكان في العالم، فضلًا عن ظهور الإنترنت والفضاء الإلكتروني منذ عدَّة سنوات.
وعن ثاني الاتجاهات التي تناولت رحلة الإسراء والمعراج وهو اختلاف تاريخ الرحلة، قالت دار الإفتاء: إنَّ تعيين رحلة الإسراء والمعراج بالسابع والعشرين من شهر رجب قد حكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا، فضلًا عن أنَّ تتابع الأمَّة على الاحتفال بذكراها في السابع والعشرين من رجب يُعدُّ شاهدًا على رجحان هذا القول ودليلًا على قوته.
الاحتفال بالاسراء والمعراج
وفالت دار الافتاء حول الاحتفال بالاسراء والمعراج: ' المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجبٍ الأصمِّ؛ فاحتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك التاريخ بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف، وأما الأقوال التي تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم فهي أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها'.
ليلة الاسراء والمعراج
ليلة الاسراء والمعراج
بينما وضح أمين الفتوى الدكتور محمود شلبي في حوار له سابق، أن الأعمال المستحبة في ليلة الاسراء والمعراج نلخصها في النقاط التالية:
- كافة الاعمال الخير والطاعات.
- قيام ليلها بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن الكريم.
- إحياء نهارها ببر الوالدين وصلة الأرحام والتصدق في أبواب الخير المتعددة.
حكم صيام يوم الاسراء والمعراج
قالت دار الإفتاء حول حكم صيام يوم الاسراء والمعراج في فتوى رقم 5951: من الصيام ما هو واجب كصيام شهر رمضان، ومنه ما هو دون ذلك كصيام يومي تاسوعاء، وعاشوراء، ويوم عرفة، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه المواطن، كما أرشد إلى صيام ثلاثة أيام من كل شهر، ويومي الاثنين والخميس. والصيام في هذه الأوقات من سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
مضيفة 'لكن يوم الإسراء والمعراج لا يجب ولا يستحب، ولا يسن صيامه، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صامه أو أمر بصيامه، ولو كان صومه مندوباً أو مسنوناً لبينه النبي صلى الله عليه وسلم، كما بين فضل الصيام في يوم عرفة، وعاشوراء.. الخ.
وعلى هذا فلا يصح أن يقال بصيام هذا اليوم، بل إنه يوم مختلف في تعيينه على أقوال كثيرة قال عنها الحافظ ابن حجر في الفتح بأنها تزيد على عشرة أقوال'. فتح الباري (7/254) باب المعراج: كتاب مناقب الأنصار.
مؤكدة 'وهذا الاختلاف دليل على أن هذا اليوم ليس له فضيلة خاصة بصيام، ولا تخص ليلته بقيام، ولو كان خيراً لسبقنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وبناءً على هذا فإن صوم يوم الإسراء والمعراج (27 من رجب) على أحد الأقوال بدعة محدثة لا يصح التمسك بها، لكن إن وافق هذا اليوم سنة أخرى في الصيام كيوم الاثنين، أو الخميس أو وافق عادة امرئ في الصيام، كمن يصوم يوماً ويفطر يوماً فعندئذ يجوز صيامه لكونه يوم الاثنين أو الخميس أو اليوم الذي يصومه - مثلا- لا لكونه يوم الإسراء والمعراج'.
كما أضافت ' أن على المسلم أن يتحرى السنن و يبتعد عن البدع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد' رواه البخاري ومسلم، ومعنى (رد) أي: مردود على صاحبه غير مقبول منه. والله تعالى أعلم.'
وهذا ويمكنك الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج بالتقرب من الله وأخذ ثوابها بقيام الليل والأعمال الصالحة بنهارها، والإيمان بالمعجزة، دون التشكيك والتضليل حول أحداثها، حيث أعلنت دار الإفتاء سابقا أن يوم الاثنين 28-2-2022 هو الموافق لتاريخ 27 رجب وهو موعد ليلة الاسراء والمعراج 2022 وموعد الاحتفال بالمعجزة النبوية.