تأهل المنتخب الإسباني لكرة القدم إلى الدور قبل النهائي للنسخة الثانية من بطولة دوري أمم أوروبا بفوزه الكاسح والتاريخي 6 / صفر على نظيره الألماني مساء الثلاثاء في الجولة السادسة الأخيرة من مباريات المجموعة الرابعة بدوري القسم الأول للبطولة.
واستفاد المنتخب الإسباني من ثلاثة أهداف (هاتريك) للاعبه الشاب فيران توريس 20 عاما ليكتسح ضيفه الألماني (المانشافت) بستة أهداف نظيفة وتكون أسوأ هزيمة للمانشافت منذ نحو تسعة عقود وبالتحديد منذ 1931 .
وأفسد المنتخب الإسباني بهذه الأهداف الستة احتفال حارس المرمى الألماني مانويل نوير بإنجازه حيث أصبح أكثر حراس المرمى خوضا للمباريات الدولية مع المانشافت من خلال هذه المباراة التي حملت رقم 96 في تاريخه مع الفريق.
ولحق المنتخب الإسباني بنظيره الفرنسي في الدور قبل النهائي للبطولة ، والذي تقام فعالياته في أكتوبر 2021 ، حيث سبق للمنتخب الفرنسي أن حجز أول مقاعد المربع الذهبي للبطولة في النسخة الحالية بضمان صدارة المجموعة الثالثة حتى قبل مباراته أمام السويد مساء الثلاثاء.
وقدم المنتخب الإسباني في هذه المباراة أداء راقيا ورائعا لم يقدمه الفريق منذ فترته الذهبية التي أحرز فيها لقب بطولتي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008 و2012) وكأس العالم 2010 .
وعلى استاد "لا كارتوخا" في أشبيلية ، لقن المنتخب الإسباني ضيفه الألماني درسا قاسيا وحقق عليه فوزا كبيرا ليرفع رصيده إلى 11 نقطة ويتقدم إلى صدارة المجموعة بفارق نقطتين أمام نظيره الألماني الذي مني بهزيمته الثانية في هذه المجموعة.
وحسم المنتخب الإسباني المباراة تماما في شوطها الأول الذي سيطر عليه بشكل شبه تام وأمطر خلاله شباك الضيوف بثلاثية نظيفة رغم إجراء المنتخب الإسباني لتغييرين اضطراريين بخروج اللاعبين سيرخيو كاناليس بعد دقائق من بداية اللقاء وسيرخيو راموس قبل دقائق من نهاية الشوط بداعي الإصابة.
وسجل ألفارو موراتا وفيران توريس ورودريجو هيرنانديز الأهداف الثلاثة في الدقائق 17 و33 و38 .
وفي الشوط الثاني ، أمطر المنتخب الإسباني شباك ضيفه بثلاثية أخرى أحرزها توريس في الدقيقتين 55 و71 والبديل ميكيل أويارزابال في الدقيقة 89 .
ولعب البديل فابيان رويز دورا بارزا في صناعة معظم أهداف الفريق في المباراة.
وبدأت المباراة بمحاولات هجومية متبادلة من الفريقين حيث حاول مهاجمو كل منهما اختراق منطقة الجزاء وهز الشباك مبكرا لاكتساب قدر من الثقة في هذه المباراة الصعبة.
وسدد ألفارو موراتا كرة مبكرة في المباراة لكنها ذهبت ضعيفة في يد الحارس.
وحصل الإسباني داني أولمو على ضربة حرة على حدود منطقة الجزاء الألمانية في الدقيقة السادسة. وسدد راموس الضربة الحرة لكن الحارس الألماني مانويل نوير تصدى لها ببراعة.
وجاء رد فعل المنتخب الألماني خطيرا أيضا في الدقيقة التاسعة حيث استغل تيمو فيرنر تمريرة طولية وصلت منها الكرة إليه خلف مدافعي إسبانيا ليهيئها ببراعة إلى ليروى ساني لكن الدفاع الإسباني أبعد الكرة من أمامه ليفسد خطورة الهجمة.
وأجرى لويس إنريكي المدير الفني للمنتخب الإسباني تغييرا اضطراريا في الدقيقة 12 بنزول فابيان رويز بدلا من سيرخيو كاناليس للإصابة.
وتصدى حارس المرمى الإسباني أوناي سيمون لمحاولة خطيرة من فيرنر في الدقيقة 13 .
وأسفرت محاولات المنتخب الإسباني أخيرا عن هدف التقدم بضربة رأس من ألفارو موراتا في الدقيقة 17 .
وجاء الهدف اثر ضربة ركنية لعبها البديل رويز نموذجية لتعبر جميع لاعبي الفريقين ويقابلها موراتا بضربة رأس رائعة سكنت المرمى من فوق رأس ويدي الحارس نوير.
ونال المنتخب الإسباني دفعة معنوية هائلة من الهدف ليواصل الفريق محاولاته الهجومية في الدقائق التالية وكاد فيران توريس يسجل هدفا في الدقيقة 20 ولكنه سدد الكرة خارج المرمى كما أشار الحكم إلى وقوعه في فخ التسلل.
وفي الدقيقة 23 ، شن المنتخب الإسباني هجمة سريعة مرر منها فيران توريس كرة رائعة إلى موراتا الذي سدد الكرة مباشرة في المرمى ولكن الحكم لم يحتسب الهدف بداعي التسلل.
ووسط الضغط الإسباني ، كانت هناك بعض المحاولات الألمانية للرد خاصة عن طريق ساني لكن الدفاع الإسباني أحبط كل هذه المحاولات ببراعة.
وفي المقابل ، أنقذ نوير فريقه من الهدف الثاني في الدقيقة 30 عندما تصدى لتسديدة فيران توريس شبه المنفرد به لتخرج الكرة إلى ركنية لم تستغل جيدا.
وواصل لاعبو المنتخب الإسباني تلاعبهم بالضيوف حتى سجل توريس الهدف الثاني للفريق في الدقيقة 33 .
وجاء الهدف اثر تمرثرة عرضية لعبها كوكي من الناحية اليسرى وقابلها أولمو بضربة رأس قوية لكن الكرة ارتدت من العارضة وتهيأت أمام توريس الذي سددها مباشرة على يمين الحارس نوير ليكون هدف الاطمئنان للمنتخب الإسباني.
ولكن المنتخب الإسباني لم يتوقف عند هذا الحد حيث وجه الفريق صفعة قوية إلى ضيفه بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 38 بتوقيع رودريجو هيرنانديز.
وجاء الهدف اثر ضربة ركنية لعبها البديل فابيان رويز وقابلها رودريجو بضربة رأس نموذجية من وسط منطقة الجزاء لتسكن الكرة المرمى على يسار نوير الذي فشل في الوصول إليها.
وسدد أولمو كرة قوية من مسافة بعيدة في الدقيقة 42 ولكنها مرت فوق العارضة.
وأجرى إنريكي تغييرا اضطراريا ثانيا في الدقيقة 43 بنزول إيريك جارسيا بدلا من راموس للإصابة قبل انتهاء الشوط الأول بالتقدم الكبير للمنتخب الإسباني.
واستأنف المنتخب الإسباني ضغطه الهجومي مع بداية الشوط الثاني ، وكاد أولمو يسجل الهدف الرابع في الدقيقة 47 عندما ضغط على روبن كوخ وخطف منه الكرة وتقدم بها حتى أصبح في مواجهة نوير مباشرة وسدد الكرة لكن نوير تصدى لها ببراعة.
ولكن المنتخب الإسباني لم يتأخر كثيرا في تسجيل هدفه الرابع حيث أحرزه فيران توريس في الدقيقة 55 .
وجاء الهدف من هجمة سريعة مرر منها فابيان رويز الكرة من الناحية اليسرى إلى خوسيه جايا الذي تقدم بها إلى داخل منطقة الجزاء وخدع الحارس نوير حيث فضل التمرير إلى توريس المندفع في الناحية الأخرى من منطقة الجزاء بدلا من التسديد ، وهيأ توريس الكرة لنفسه بهدوء ثم سددها في المرمى قبل أن يستعيد نوير اتزانه ومكانه ليكون الهدف الرابع لأصحاب الأرض.
وأهدر توريس فرصة تسجيل الهدف الثالث له والخامس للمنتخب الإسباني في الدقيقة 62 اثر هجمة خطيرة مرر منها رويز الكرة إلى كوكي داخل منطقة جزاء ألمانيا وهيأها كوكي لزميله توريس لكن الأخير سددها خارج المرمى بغرابة شديدة وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى.
وأهدر موراتا فرصة ذهبية لتسجيل الهدف الخامس في الدقيقة 68 اثر هجمة سريعة وتمريرة عرضية رائعة لعبها فابيان رويز من الناحية اليسرى لكنها مرت أمام موراتا المندفع على بعد خطوات من المرمى.
ورغم التغييرات التي أجراها يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني في وسط الشوط الثاني ، أطلق توريس رصاصة الرحمة على الضيوف بتسجيل الهدف الثالث له (هاتريك) والخامس للمنتخب الإسباني في الدقيقة 71 .
وجاء الهدف من هجمة سريعة للفريق وتمريرة بينية من البديل فابيان رويز أيضا حولها توريس ببراعة إلى داخل الشباك بتسديدة من حدود منطقة الجزاء على يسار نوير.
وشهدت الدقيقة 77 أول فرصة خطيرة للمنتخب الألماني في المباراة ولكن العارضة عاندت الفريق وتصدت للتسديدة القوية التي أطلقها سيرج نابري من خارج منطقة الجزاء.
وتراجعت حدة هجمات المنتخب الإسباني في الدقائق الأخيرة ولكنه ظل الأفضل حتى نهاية اللقاء وترجم تفوقه إلى هدف سادس في الدقيقة 69 .
وجاء الهدف اثر تمريرة طولية وصلت منها الكرة إلى جايا داخل منطقة الجزاء ليهيئها في حراسة الدفاع ويمرر الكرة إلى زميله البديل ميكيل أويارزابال الذي لم يجد صعوبة في تسديدها داخل المرمى لينهي اللقاء بفوز تاريخي على المانشافت.