يكاد يكون اللقاء الأخير بينهما وجهًا لوجه.. ثوانِ معدودة في إعلان مفاجئ أظهرت النجمَين الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب باريس سان جيرمان، والبرتغالى كريستيانو رونالدو، في مواجهة على طاولة شطرنج، وفي تحدي جديد بعد 17 عاما زاخرة بالبطولات ولم تخلو من المنافسة.
ظروف خاصة للغريمين أضفت على الإعلان قيمة وإعجاب الملايين من مُحبيهم، إذ يخوض كلا من الثنائي المونديال الأخير في مسيرتهم الكروية الكبيرة، بل يطمحا فى تحقيق اللقب الأغلى والأكبر فى كرة القدم، قبل إنهاء مشوارهم الكروي. وهيمن ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على الساحة الكروية على مدار جيل كامل، لكن من المرجح أن تكون هذه هي فرصتهما الأخيرة للفوز بكأس العالم.
ومع رونالدو تتوقع أي شئ.. فاللاعب الذي يبلغ من العمر 37 عاما، نجح في إحراز هاتريك تاريخى في مونديال روسيا 2018، بخلاف سجل المواجهات الذي يمتلكه مع البرتغال على مدار 18 عام. وهو يتصدر اليوم قائمة منتخب بلاده الذى ينافس ضمن المجموعة (8) فى كأس العالم رفقة كل من كوريا الجنوبية، غانا وأوروجواى. لكنّ الدون البرتغالي سيبلغ من العمر 41 عاما بحلول كأس العالم المقبلة، وهو ما يعني أن مونديال قطر من المرجح أن يكون الأخير له.
حطم الدون البرتغالي العديد من الأرقام القياسية في بطولة كأس الأمم الأوروبية، بالمشاركة في أكبر عدد من نسخ البطولة، وخوض أكبر عدد من المباريات، وإحراز أكبر عدد من الأهداف، كما قاد منتخب البرتغال للفوز باللقب في عام 2016. ليصبح أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف على مستوى المنتخبات برصيد 117 هدفا، بما في ذلك 'هاتريك' بمرمى المنتخب الإسباني في كأس العالم الأخيرة بروسيا.
بات مستقبل البرتغالي مُبهم سواء في مشاركته بالمونديال المُقبل، أو مع ناديه خاصةً في الوقت الحالي، بعد المقابلة الصحفية التي وجه فيها انتقادات لمانشستر يونايتد. ويعتبر المهاجم البرتغالي ذو الـ 37 عاما أحد عظماء كرة القدم، إذ سجل 700 هدف على مستوى الأندية، وحصد أكثر من 30 بطولة، وفاز بلقب أفضل لاعب في العالم 5 مرات.
وإذا تحدثنا عن ليونيل ميسي لم يختلف الأمر كثيرا فيما ذكرناه عن غريمه البرتغالي.. لكننا لا نبالغ إذ وصفناه بأعظم لاعب عبر العصور، وأن نجاحه في الفوز بكأس العالم في قطر من شأنه أن يضع اللاعب البالغ من العمر 35 عام ضمن قائمة العظماء إلى جوار بيليه ودييجو مارادونا، فمن ينسى لمساته الأخيرة في اختراق مرمى الخصم، حتى عُرف عنه بماكينة أهداف البارسا، تحديدا في الفترة ما بين 2007 التي بزغ فيها نجم الصغير، و2020 قبل مغادرة بيته الإسباني، فيما سجل 695 هدفا مع برشلونة وباريس سان جيرمان الذي انتقل إليه الموسم الماضي.
يمتلك ميسي ألقابا لا تُنسى، وضرب الرقم القياسي في الحصول على (da best) أفضل لاعب في العالم 7 مرات، وهو رقم لم يسبقه إليه أي لاعب آخر في التاريخ، وأخيرا نجح في نزع بطولة كوبا أمريكا في نسختها الأخيرة مع منتخبه الأرجنتين.
وأكد العملاق الأرجنتيني خوضه المونديال الأخير هذه النسخة، حيث ينافس بمنتخب بلاده ضمن المجموعة 3 بالمونديال رفقة كل من السعودية، بولندا والمكسيك، وهو في أفضل مستوياته خلال السنوات الأخيرة، بعدما سجل 11 هدفا وصنع 14 هدفا في 18 مباراة مع باريس سان جيرمان.
الغريمان.. وتاريخ حافل
بالعودة إلى مونديال 2006 وهو نفس العام الذي لمع فيه النجمين خاصةً بعد مشاركتهما بشكل أساسي مع منتخبات بلادهما بالمونديال، ليشهد العالم بمولد نجوما لديها تكنيكا خاصا باللعب، يمزج بين مهارة الكرة اللاتينية وقوة الإنجليزية وسلاسة الإسبانية، ونجح رونالدو منذ أن ظهر وجها كرويا جديدا لجماهير العالم، في الصعود بمنتخب بلاده إلى ربع نهائي كأس العالم 2006 بعد تغلبه على منتخب إنجلترا.
وفي 2007 نجح في الظهور كهداف الدوري الإنجليزي الممتاز مرتديا قميصا يحمل رقم 7 المميز، والذي سبقه في ارتدائه معشوق الجمهور الإنجليزي ديفيد بيكهام، لتبدأ مسيرة الدون البرتغالي تحت قيادة السير أليكس فيرجسون. ونجح رونالدو في حمل اللقب الصعب بطول الدوري الإنجليزي الممتاز 3 مرات على التوالي، وختم عامه الأخير مع اليونايتد بحمل بطولة دوري أبطال أوروبا ليبدأ فصلا جديدا بانتقاله إلى ريال مدريد الإسباني، وهنا تبدأ المواجهة الحقيقية مع غريمه التاريخي ليونيل ميسي. ورغم تفوق رونالدو مع المان يونايتد، إلا أن ميسي ورفاقه بالبارسا نجحوا في انتزاع الفوز من الريال بقيادة رونالدو على مدار أعوام، عاد بعدها الدون من جديد بحصد البطولات، لتستمر مواجهات النجمين، والمنافسات التي كانت تصل حد الصراع على صفحات الماركا. حتى ترك كلا منهما الليجا الإسباني. وباتت المنافسات تقتصر على دوري أبطال أوروبا والمونديالات.
مشوار واحد وأرقام متقاربة
جاء مشوار رونالدو وميسي في كأس العالم متقاربا بالأرقام، فصاحب القميص رقم 7 خاض 17 مباراة، وساهم في 9 أهداف، بتسجيل 7 وصناعة 2. أما غريمه الأرجنتيني ذات القميص رقم 10 فشارك في 19 مباراة، وساهم في 11 هدف بعد أن سجل 6 أهداف، وصنع 5. وكلا من الثنائي على أعتاب الانضمام لقائمة من 11 لاعب وهم اللاعبين الأكثر مشاركة بالمونديال على مدار تاريخ كأس العالم، والتي تجاوزت مشاركتهم الـ20 مباراة، فهل يخوض كلا من ميسي ورونالدو الأدوار النهائية لـ كأس العالم قطر 2022؟
اللقاء الأخير على الشطرنج
نجح ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو بالفوز بالكرة الذهبية في جميع الأعوام إلا عاما واحدا، خلال الفترة بين عامي 2008 و2021، فيما فاز اللاعبان بجميع البطولات والألقاب الممكنة على مستوى الأندية، لكنهما لا يملكان سوى لقبا قاريا واحدا مع منتخبي الأرجنتين والبرتغال على التوالي.
مُشاركة الغريمَين والنجمين الأبرز في القرن الحالي بمونديال قطر 2022 سيعادلان رقما تاريخيا يحمله الثلاثي الألماني لوثار ماتيوس، والثنائي المكسيكي أنطونيو كارباخال، ورافاييل ماركويز، كأكثر اللاعبين مشاركة في نسخ المونديال.
وهُنا يبدأ تحدِ أخير بينهما، فالظهور في الإعلان على طاولة الشطرنج يوحي برغبة كلا منهما في كسر أرقاما قياسية جديدة، وأن مونديال قطر وإن كان الأخير لكنه الحاسم لضم أي منهما بقائمة أكثر اللاعبين مشاركة على مر التاريخ في بطولة كأس العالم.