قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلي للشئون الاسلامية، إن طوال حياتنا نتعرض للكثير من الضغوط والمتاعب النفسية والجسدية، ومع الأخذ بالأسباب والتوجه للطبيب للعلاج، هناك علاج آخر يلجأ إليه بعض الناس طلبا للراحة والشفاء وهو التوجه إلى الله بالدعاء وقراءة آيات معينة من القرآن الكريم، وهذه هي الرقية الشرعية.
وخلال برنامجه 'لعلهم يفقون' المُذاع عبر فضائية 'دي إم سي' مساء اليوم الأحد، أكد الجندي أن الرقية هي هدي نبوي وسنةٌ فعلها النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة من بعده، وهي التوجه إلى الله واللّجوء إليه بأسمائه وصفاته الحسنى دون شريك أو وسيط.
وأشار الجندي إلى أن الكثير من الناس يلجؤن للرقية الشرعية طلبا للشفاء من بعض الأمراض أو خوفًا ووقاية من الحسد، فالحسد والعين حق ثَبت وقوعه في القرآن الكريم والسنة، حيث قال تعالى 'وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم 'الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا'.
ولفت الجندي إلى أن الأمر اختلط عند كثير من الناس بين الرقية المشروعة والمحرمة، فالرقية المشروعة هي المتضمنة للآيات القرآنية والأذكار والأدعية التي ثبتت في السنة النبوية، سواءً قرأها المسلم على نفسه أو على غيره، وقد أجمع العلماء على جواز هذه الرقية الشرعية، وتكون إما قبل وقوع الشر للوقاية منه وإما بعده للخلاص منه.
وواصل الجندي: الرقية المحرمة فتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تحريمها، منها أن تكون رقية شركية، وهي الرقية التي يكون الاعتماد عليها مع الاعتقاد بأنها سبب كبير في الشفاء فإن كانت كذلك فهي من صور الشرك الأصغر، وإن كان الاعتماد على الرقية بشكلٍ كلي والاعتقاد بأنها تنفع وحدها من دون الله أو كان فيها أي شكل من أشكال العبادة لغير الله فتكون حينها من الشرك الأكبر.
واختتم الجندي: الرقية المتضمنة لألفاظٍ غير مفهومة أو معروفة، وخاصةً إن كانت من شخص لم يعرف عنه الصلاح في الدين، والدليل على ذلك ما روي عن النبي 'عليه الصلاة والسلام' أنه قال'اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ'.