قال سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن 'لفظ الحجاب فرض جملة فقهية وليست قرآنية أو نبوية'، مؤكدًا أنها 'جملة فقهية لها كل الاحترام والتقدير، مستنبطة ومفهومة استوعبها الفقيه من النص القرآني'.
وأضاف 'الهلالي'، خلال لقاءه عبر فضائية 'سكاي نيوز عربية'، أن الجملة مستنبطة من الآية القرآنية: «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».
وأشار إلى أن الفقهاء فهموا من النص القرآني وجوب أن يكون الحجاب (غطاء الرأس) للمرأة فرض، متابعًا: 'فهموا ذلك وأنا أردده عن العلماء والفقهاء، لكن هل أستطيع الإتيان بآية قرآنية تقول صراحة إن الحجاب فرض؟ هل يستطيع أحد أن يجرؤ ويقول قال رسول الله إن الحجاب للنساء فرض؟ أستغفر الله'.
وذكر أن الفقهاء يستدلون على فرضية الحجاب للمرأة استنادّا للحديث النبوي الذي رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها: أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله ﷺ وعليها ثياب رقاق؛ فأعرض عنها رسول الله ﷺ وقال لها: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه.
وتابع: 'هذا النص يجب أن نكون أمناء وصادقين في إبلاغه للناس، إضافة إلى الآية القرآنية: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن)، الآيات القرآنية نقدمها بلاغًا أما الاستنباط فنقول هذا استنباط فقهي وهذا نص مقدس'، مؤكدًا، أنه لا يوجد في القرآن ولا في السنة النبوية المطهرة ما يؤكد فرضية الحجاب.