قال الدكتور الحسين عبدالبصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إنّ مصر القديمة كانت الأعياد بها شيء مقدس ومهم وكانت ترتبط بالذبح والأكل مثل المتبع حاليا، مشيرًا إلى أنّ الأضاحي في مصرالقديمة كانت مهمة جدا وتقدم على قرابين المعبودات والأفراد.
وأضاف عبدالبصير خلال حواره برنامج 'صباح الخير يا مصر'، على القناة الأولى والفضائية المصرية، من تقديم محمد الشاذلي: 'المتوفى كان يتمدد على منضدة ومن حوله نجد اللحوم والطيور والخبز والفواكه وكل ما يتمنى أن يأكله في العالم الآخر، ولدينا مشاهد عديدة للذبح في المقابر مثلا، تظهر الحيوان وهمو مستلقي على ظهره ويتم ربط أقدامه ويتم ذبحه'.
وتابع، ان الفخذ كان أهم أجزاء الذبيحة؛ لذا كان يتم تقديمها كقرابين للآلهة والأفراد الأثرياء والأشراف وعلية القوم: 'الجزار كان يذبح، والمساعد كان ينظف البقايا منعا لترك أي أثر للدماء، وهذا الأمر كان يؤكد أن المصري القديم كان منظما، وبالتالي فإن ما يحدث من مليء الشوارع بأثار الدماء ليس من الإسلام أو مصر القديمة'.
وأشار، إلى أن الحيوان في مصر القديمة كان مقدسا، وبخاصة أنواع منها، مثل العجل أبيس، وكان يتم حرق البخور أثناء الحرق لطرد الارواح الشريرة، لضمان نوع من أنواع التواصل مع المعبود سواء كان ذكرا أو أنثى، وكان الكهنة يقومون بهذا الدور في قدس الأقداس.
ولفت، إلى أنه باستثناء شم النسيم الذي كان مختصا بالحمص الأخضر والبصل والبيض والسمك كان يتم ذبح القرابين بهدف التقرب للمعبود وإطعام الطعام عبر الولائم، وكانت الولائم موجودة بشكل كبير، وبخاصة في مقابر الأسرة الثامنة عشرة بالأقصر.
وأوضح، أن المعابد في مصر القديمة كان لها دور اقتصادي كبير جدًا، مثل توزيع الأضاحي على الفقراء، وبالتالي فإنها كانت تساهم في التكافل الاجتماعي بين الفقراء والأغنياء، وكان يتم بشكل عادي جدا دون طقوس، وبخاصة أنه كان مرتبطا بالأعياد.