أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن ليلة القدر مخفية، وبرغم وجود قواعد من قبل بعض العلماء عن ليلة القدر، لكنها لا تأتي في يوم محدد، وعلينا أن نقيم كل الأيام الوترية في العشر الأواخر من رمضان.
وعن ليلة القدر قال الدكتور علي جمعة إنه تم رصدها لمدة 10 سنوات من قبل العلماء، وتكرر حدوثها في ليلة 29 رمضان، مشيرًا إلى أن ليلة القدر تُعرف في اليوم التالي لها وليس في نفس الليلة.
وجاءت إجابة الدكتور علي جمعة عن ليلة القدر، عندما جاءه سؤال يقول: 'هل اتباع علامات ليلة القدر اجتهاد أم حقيقة؟ وما هى علامات ليلة القدر؟'
وأجاب علي جمعة في مقطع فيديو بثه، عبر صفحته بالفيس بوك، عن ليلة القدر فقال: 'ستظل ليلة القدر مخفية، هناك قواعد للغزالي وللأولياء، وتتبعوها وكلها قواعد أغلبية، وهناك أناس رصدوا العلامات التي قالها النبي، صلى الله عليه وسلم، عبر القرون لكنهم وجدوا شيئًا غريبًا أن ليلة القدر ليلة 29 رمضان لمدة 10 سنوات متصلة'.
فضل إقامة الليالي الوترية
وتابع علي جمعة: 'وهناك من توقع أن ليلة القدر يوم 25 أو 27، وكانت يوم 29 لذا فيفضل أن نقيم كل الليالي الوترية، وليلة القدر تُعرف من اليوم التالي، وليس في نفس الليلة، لأن كل العالمات جاءت في اليوم التالي وليس نفس الليلة'.
وأوضح 'ولن يعرف أحد ليلة القدر إلا من شرح الله صدره لذلك، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يا عائشة إذا لاقيتي ليلة القدر فقولي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي' وهذا هو الدعاء الجامع، لأن العطف معناه الإزالة التامة لجميع الآثام، والقبول التام لجميع الطاعات وتصبح فائز'.
وعن إمكانة أن يستشعر المسلم ليلة القدر، قال الدكتور علي جمعة: 'ورد عَنْ السيدة عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: « يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَدْعُو ؟ قالَ: ' تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي».
استشعار المسلم لليلة القدر
وقال جمعة: 'إذًا ممكن للمسلم أن يستشعر ليلة القدر؛ لأنه يتكلم عن أنها قد تصيبها. وأصابتها يعني أنها قد اطلعت على أن هذه من ليالي القدر، أو أنها ليلة القدر ' إذا أصبتِها ' أنها سوف تستشعر شيئًا يدلها عليها، إما باستحضار القلب، وإما برؤية تراها إذا كانت نائمة كأن يرى الملائكة كما ذكر عن بعض السلف أنه كان يرى الملائكة تطوف بالكعبة في ليلة القدر... وهكذا.'
وعن إمكانية التعرف على ليلة القدر في ليلتها قال علي جمعة: 'فعلى كل حال يمكن للمسلم أن يستشعر شيئًا من ليلة القدر، ولكن مع هذا الاستشعار ومع هذا الإلهام الذي يحدث له ليس عليه أن يجزم جزمًا تامًا على أنها ليلة القدر، لأن هذا الذي يحدث من أحوال في القلب قد يحدث في ليلة القدر، وقد يحدث في غيرها، ولكن الإنسان ينتهز مثل هذه النفحات فإنها ليلة لها قدر أيضًا هذه الليلة التي وجد الإنسان فيها نفسه أيضًا ووجد فيها هذه الأنوار وهذه الاطلاعات على الملك والملكوت. ينبغي عليها أن ينتهزها في الدعاء والذكر والعبادة والقيام...'.
وعن تحديد موعد ليلة القدر قال علي جمعة: 'الكلام على أنها في يوم السابعة والعشرين، لقد كان بعض الصحابة يرى أنها في السابع والعشرين؛ فعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ: « لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ».
وتابع علي جمعة حديثه عن ليلة القدر فقال: 'وبعض العلماء تكلم عن أن كلمة 'هي' رقم 27 لكن على كل حال كثير جدًّا من العبَّاد نظروا إلى أنها آخر جمعة.. آخر ليلة جمعة وتْرِيَّة. أي أنها تختلف باختلاف بداية الشهر. فمرة تأتي ليلة خمسة وعشرين، ومرة تأتي ليلة السابع والعشرين، ومرة تأتي ليلة الحادي والعشرين، وهكذا كان النبي فيما أخرجه مسلم يتحراها في العشر الأوسط من رمضان ثم تحراها في العشر الأواخر من رمضان.'
المطر وعلامة ليلة القدر
وعن المطر كعلامة لليلة القدر قال الدكتور علي جمعة: 'مما جعل بعض الناس يقول أنها فعلًا قد جاءت ليلة السابع عشر أو التاسع عشر؛ فعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ، قَالَ: فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ، فَدَنَوْا مِنْهُ، فَقَالَ: ' إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ، فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ ' قَالَ: ' وَإِنِّي أُرْيئْتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ، وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتَهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ، فَأَصْبَحَ مِنْ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَقَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فَأَبْصَرْتُ الطِّينَ وَالْمَاءَ، فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَجَبِينُهُ وَرَوْثَةُ أَنْفِهِ فِيهِمَا الطِّينُ وَالْمَاءُ، وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ».