قال فضيلة الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه تبين لنا من شهادات التاريخ القديم والحديث، أن شريعة الإسلام هي أول من يُنسب لها فضل السبق في تحرير المرأة وأن القرآن الكريم هو أول كتاب إلهي رد إلى المرأة كرامتها، ولفت أنظار البشرية إلى دورها المحوري في صناعة المجتمعات وصياغة الرجال وإعداد الشباب.
وأضاف 'الطيب'، في الحلقة السابعة والعشرون من برنامج 'الإمام الطيب'، المذاع عبر فضائية 'سي بي سي'، اليوم الثلاثاء، أنه بين أيضا أن للمرأة حقوقها وما يجب لها وما يجب عليها، سواء في آيات متفرقة في بعض سور القرآن الكريم، أو في آيات مجموعة في سور أخرى سُميت باسم سورة النساء أو سورة الطلاق، أو سورة التحريم.
وأوضح أن المتتبع لمنهج القرآن في هذا الشأن يجد أنه بدأ منذ وقت مبكر من العهد الملكي، باسترداد أهم ما سلبته المرأة من حقوق وهما حق الحياة وحق الوجود الأصيل في قلب الجمعية الإنسانية، ثم حق البراءة من رجس الشيطان وانحطاط الحيوان، وذلك قبل أن يسترسل القرآن الكريم في العهدين المكي والمدني في استرداد بقية ما سلب منها من حقوق عبر التاريخ وبظلم من المجتمع أو الرجل أو العادات والتقاليد.
الإسلام أنصف للمرأة
وتابع: هذا ولم يتوقف إنصاف الإسلام للمرأة عند بيان حقوقها والتي ذكرنا بعض منها، وإنما ذهب إلى أبعد من ذلك حين أحاط هذه الحقوق بما يحميها من التغول عليها أو التنقص منها من جانب الرجل أو الأسرة أو المجتمع أو مروجي ثقافات العادات والتقاليد، حيث أحاط القرآن كل ذلك بأوامر، في آيات ومحكمات تقول: (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا).