قال وزير الثقافة الأسبق الكاتب الصحفي حلمي النمنم، إن الإخوان بدأوا اختراق النخب من السبعينيات، وبدأوا يسيطرون عليها بعد توليهم الحكم، وفوجئت عام 2009 أن لجنة الكتاب والنشر في المجلس الأعلى للثقافة عقد مؤتمر لمناقشة حرة الرأي والتعبير، وبين المتحدثين عدد من الإخوان مثل عصام العريان.
وأضاف 'النمنم'، في تصريحات تلفزيونية على فضائية 'إكسترا نيوز'، أنه التقى بمحمد العريان في المؤتمر، وسأله كيف تتحدث عن حرية التعبير والجماعة لم تصدر بيانا لإدانة اغتيال فرج فودة حتى الآن، بل إن المرشد تقريبا أيد عملية الاغتيال.
وأوضح أنه بعد وصولهم للحكم بدأوا في عملية 'تفطيس' المؤسسات الصحفية والثقافية، عن طريق وضع أسماء ضعيفة على رأس هذه المؤسسات، واختاروا وزيرا عدوانيا غير مثقف قضى 21 عاما في تحضير الماجستير فقط ليكون وزيرا على المثقفين.
مطبعة دار الكتب
وأشار إلى أن مكتب رئيس مجلس إدارة دار الكتب كان أكبر من مكتب وزير الثقافة 10 مرات، وكان يشهد اجتماعات ليلية لقيادات الإخوان وقت حكم مرسي، مضيفًا الإخوان كانوا يبحثون في دار الكتب والوثائق القومية المصرية عن وثائق معينة، حتى أن العاملين اضطروا لتغيير أماكن وأسماء بعض الوثائق حتى إذا بحث عنها الإخوان لم يجدوها، وانقذوها من أيديهم.
ولفت إلى أنه حين تولى الهيئة العامة للكتاب وقت حكم الإخوان، وجد 43 كتابا في المطابع، لا ينقصها سوى الأغلفة وتطرح في الأسواق، كلها عن جماعة الإخوان، أحد هذه الكتب كان بعنوان 'بلاغة رسائل الإمام الشهيد'، وهي بالمناسبة بحث ترقية تقدم به صاحبه لأحد الجامعات الإقليمية قبل 2011 ونجح.
وأكد إن قطيعته مع الإخوان بدأت منذ المناظرة الشهيرة بين الشهيد فرج فودة الذي اغتالته الجماعة الإرهابية، وبين عدد من قيادات الإخوان، لافتًا إلى الدكتور فرج فودة حضر المناظرة دون جمهور تقريبا، بينما اكتظت القاعة بالإسلاميين وأنصار الجماعة، حتى أن الدكتور محمد عمارة بدلا من أن يقدم المناظرة طلب أن يشارك فيها ضد فودة.
وذكر أن فودة بالتعبير الدارج 'مسحهم' في المناظرة، وأنا رأيت الدم في عين محمد الغزالي، وكلفني الأستاذ مكرم محمد أحمد بكتابة المناظرة، واختتمتها بسؤال 'هل تكون هذه المناظرة نهاية حياة فرج فودة؟'، لأن التساؤلات التي طرحها في جذور الدولة الإسلامية ومنها مقتل عثمان، لم يتمكنوا من الرد عليها، فقرروا اغتياله.