أكد الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المرتقبة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، والتي تُعد الثالثة في أقل من ستة أشهر، تعكس حالة من التنسيق العميق والتقارب في الرؤى بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف، خلال مداخلة لبرنامج "مطروح للنقاش" المُذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن نتنياهو يحاول رد الجميل لترامب، الذي قدّم لإسرائيل خلال الفترة الماضية دعمًا سياسيًا غير مسبوق، مشيرًا إلى أن الزيارة قد تتوج بإعلان من البيت الأبيض عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في محاولة لإبراز ترامب كـ"رجل سلام" على الساحة الدولية.
وأشار إلى أن ترامب يسعى لتوظيف ملف غزة في سياق حملته الانتخابية، عبر تصوير نفسه على أنه قادر على إطفاء بؤر الصراع حول العالم، لافتًا إلى أنه سبق وسعى للتوسط في أزمات دولية أخرى مثل النزاع بين الهند وباكستان، والتوتر بين الكونغو ورواندا، وكذلك بين إسرائيل وإيران.
وقال إن هذه التحركات تأتي ضمن مساعٍ معلنة من جانب ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، ومحاولة استعادة صورة الولايات المتحدة كقوة أحادية تقود النظام العالمي، بعد ما وصفه بتراجع الدور الأمريكي في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
ونوه إلى أن الرسائل السياسية من هذه الزيارة متعددة، أبرزها محاولة نتنياهو استثمار الدعم الأمريكي في مواجهة الضغوط الداخلية والدولية، فضلًا عن كونها محاولة لفرض نفسه كفاعل سياسي محوري في المنطقة.
وتابع، أن الأجندة الثنائية خلال الزيارة لن تقتصر على ملف غزة، بل ستمتد لتشمل الملف الإيراني، والرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات الإسرائيلية، وكذلك موقف المحكمة الجنائية الدولية من جرائم الحرب في غزة، وهى ملفات وصفها بالحساسة والمعقدة.