أكدت الدكتورة أماني القرم، الباحثة في الشأن الإسرائيلي، أن قطاع غزة يعيش مأساة مركبة نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي اليومي وتشديد الحصار، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
وأشارت القرم، في مقابلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، إلى أن القصف لا يستثني أحدًا، مستهدفًا المدنيين، ومخيمات النازحين، والمنازل الآمنة، مضيفةً أن الموت في غزة أصبح يأتي إما بالقصف أو بالجوع، في ظل انقطاع شبه تام للمساعدات ومنع وصول الإمدادات الغذائية والطبية.
ونوهت إلى أن الأمن بجميع أشكاله لم يعد موجودًا، قائلةً: "نحن نعيش في قطاع غزة ما يشبه أم الكوارث، ولا توجد حتى فرصة للعيش، ناهيك عن الكرامة".
وفيما يتعلق بالتطورات الميدانية، قالت القرم إن سلطات الاحتلال أصدرت أوامر جديدة بمنع الفلسطينيين من الوصول إلى شاطئ البحر، سواء للصيد أو حتى للوقوف عليه، مؤكدةً أن البحر كان المتنفس الأخير لعدد كبير من السكان، سواء لكسب الرزق أو لأغراض إنسانية ونفسية.
وأضافت أن استهداف الصيادين متواصل، حيث تم تسجيل حالات استشهاد وإصابة نتيجة إطلاق النار من البوارج الحربية الإسرائيلية، مضيفةً أن قرار منع الوصول للبحر يأتي في سياق "خنق كل المنافذ التي يمكن أن تساعد على البقاء".
وتابعت، أن هناك فئات خارجة عن الصف الوطني داخل غزة استغلت الأزمة، حيث قامت بالاستيلاء على جزء من المساعدات الشحيحة وبيعها بأسعار خيالية، مشيرة إلى أن سعر كيلو الطحين بلغ 80 شيكلًا أي نحو 20 دولارًا، وهو مبلغ لا يستطيع المواطن العادي تحمله في ظل هذا الحصار الاقتصادي القاسي.
وفيما يتعلق بالمسار السياسي، أكدت أن الحكومة الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر غيرت استراتيجيتها من الردع إلى الحسم، مبينةً أن الداخل الإسرائيلي مُهيأ لعدم التعاطف مع الفلسطينيين، بل يرى أن ما يحدث في غزة مُبرر.