تحاول شركات الاتصالات العاملة بالسوق المصرية، تجنب التأثيرات السلبية التي خلقتها الموجة التضخمية والتي تمر بها مصر والعالم أجمع خلال الوقت الحالي مستهدفة زيادة الاستثمارات لتقديم خدمات جديدة مع الحرص على عدم رفع أسعار الخدمة للمساعدة في تمرير الانخفاض المتوقع في هوامش الربحية.
ولا يمكن لشركات الاتصالات تحريك سعر الخدمة للعملاء دون موافقة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات طبقا لقانون تنظيم الاتصالات رقم 10 لسنة 2003 الأمر الذي تفرضه حالة الاضطرابات المسيطرة على السوق من ارتفاع أسعار الفائدة وحركة التضخم العالمية.
وارتفع معدل التضخم السنوي في مصر ليسجل 14.9% خلال شهر أبريل الماضي، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر عام 2018، بسبب ارتفاع أسعار كل السلع على رأسها المواد الغذائية ومن المتوقع أن يواصل التضخم النمو التدريجي خلال الفترة القليلة المقبلة ليصل إلى أعلى ذروته ليتراوح بين 14-15% في الشهر المقبل وفقا لقسم البحوث بشركة الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية.
وبلغ عدد مشتركي خطوط المحمول في مصر وصل لنحو 96.37 مليون مشترك بنهاية أبريل 2022، مقارنة بنحو 100.97 مليون عميل بنهاية أبريل 2021، بمعدل تراجع سنوي سجل 4.56%.
وحسب مؤشرات الخدمة الصادر عن وزارة الاتصالات سجلت نسبة انتشار الهاتف المحمول سجلت 92.4%، مقابل نحو 98.57% بنهاية أبريل 2021 بمعدل انخفاض سنوي 6.17% فيما وصل أعداد مستخدمي الإنترنت عبر المحمول، إلى 64.57 مليون مستخدم بنهاية أبريل 2022، مقارنة بنحو 56.82 مليون مستخدم خلال أبريل 2021، بمعدل نمو سنوي 13.64%.
كما تراجع عدد مستخدمي إنترنت USB Modem، إلى نحو 2.13 مليون مستخدم بنهاية أبريل 2022 مقابل 4.2 مليون بنهاية أبريل 2021 بنسبة تراجع سنوي سجلت 49.22 %.وأوضح التقرير ارتفاع عدد المشتركين بخدمات الإنترنت الثابت نحو 10.38 مليون مشترك بنهاية أبريل 2022 مقارنة بحوالي 9.33 مليون مشترك خلال أبريل 2021 بزيادة تقدر بنحو 1.05 مليون مشترك جديد بنسبة نمو سنوي 11.23 %.
اتصالات : 15% نسبة زيادة الاستثمارات لمواجهة التداعيات التحول الاقتصادي
وقال حازم متولي الرئيس التنفيذي لشركة اتصالات مصر ، أن زيادة معدلات التضخم ورفع سعر صرف الدولار يضع أعباء مالية كبيرة علي تكاليف تشغيل خدمات الاتصالات وتقديمها للعملاء.
وأشار متولي إلى أن شركته تتجه لزيادة استثماراتها بنسبة تصل إلى ١٥٪ لمواجهة اثر التضخم على عملياتها وتفادي التداعيات السلبية على النتائج المالية للشركة .وأوضح متولي أن شركته مازالت تدرس انسب البدائل للحفاظ علي اقتصاديات تشغيل صحية خلال المرحلة المقبلة.
وتابع متولي أن سعر خدمات الاتصالات تقل مع مرور الوقت نتيجة زيادة طلبات العملاء موضحا أن العام الحالي مازال يشهد معدلات نمو ولكن ليس بنفس نسبة 2021 ، مؤكدا أن صناعة الاتصالات هي صناعة الاقتصادات طويلة الأمد.
المصرية للاتصالات : ضغوط سلاسل الامداد تستوجب التشارك مع المنافسين للنمو وزيادة الإنتاج
وكشف عادل حامد الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات أن قطاع الاتصالات مازال يؤدي دورا أساسيا في تنمية المجتمع رغم ضغوط سلاسل الامدادات العالمية.
وأكد حامد أن الشركة تعمل على بناء استراتيجية طويلة الأمد مع المنافسين بهدف التفرغ للعمل والنمو مضيفا أن شركته تحولت من مرحلة الإنتاج الاستهلاكي من مجرد تقديم خدمة اتصالات للعملاء إلى مرحلة الإنتاج الإنمائي.
وأشار حامد إلى أن قطاع الاتصالات أصبح يلعب دورا محوريا في خدمة القطاعات الاقتصادية المختلفة مبينا أن 'المصرية للاتصالات' تعمل حاليا في مرحلة الإنتاج لإطلاق خدماتها الجديدة والتي منها مراكز البيانات حيث تعمل الشركة على الانتشار بخدمات البنية التحتية.
وذكر حامد أن المصرية للاتصالات تمكنت من تدشين 2700 برج تشغيل لخدمات المحمول خلال 4 سنوات لافتاً إلى أنها تستهدف بناء 2000 برج جديد عبر القرض الذي حصلت عليه من بنك الاستثمار الأوروبي خلال مارس الماضي بقيمة 150 مليون يورو .
وتعمل شركات الاتصالات على تقديم المزيد من الخدمات للعملاء كسبيل للحفاظ على قاعدة العملاء الحاليين واستقطاب شريحة جديدة، مع التركيز على تنويع استثماراتها وضخ المزيد من السيولة في قطاع الخدمات المالية والمحافظ الإلكترونية.
اورنج : ضخ استثمارات معززة تستهدف التنوع في الخدمات المقدمة
من جانبه قال هشام مهران نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال بشركة أورنج مصر أن الشركة تستهدف تنويع محفظتها الاستثمارية في قطاع الاتصالات لتقديم حزمة خدمات متكاملة، عبر ضخ استثمارات معززة تستهدف التنوع في الخدمات المقدمة لقطاعي الأفراد والمؤسسات، عبر تحديث الشبكات والتنوع في باقات العروض لتتناسب مع العملاء، لتحقيق معدلات نمو مقبولة على مستوى الإيرادات والأنشطة التشغيلية، عبر زيادة استثماراتها في مجال البيانات الرقمية والخدمات المالية بجانب دعم خدماتها المقدمة بتكنولوجيا الجيل الرابع للمحمول بسبب معدلات النمو الملحوظ في استخدام الإنترنت على شبكتها.
أوضح مهران أن قطاع الاتصالات من القطاعات الاستراتيجية والحيوية الهامة وخاصة بعد جائحة كورونا ودوره الحيوى فى ابتكار خدمات جديدة متابعا أن الأزمات ولتكن التضخم في الوقت الحالي تخلق فرص يجب اقتناصها مما يحتم بذل المزيد من الاستثمارات لاستيعاب الطلب المتنامي على خدمات الاتصالات والتوسع في تعظيم قدرات الشبكات.
وتوقع مهران أن تكمن فرص النمو في سوق الاتصالات خلال العام المقبل في خدمات التحول الرقمي وتحويل الأموال عبر المحمول وتكنولوجيا الحوسبة السحابية وخدمات المدن الذكية وإنترنت الأشياء والطرق الذكية وتقديم مستوى جيد من الخدمات، بالإضافة إلى التوسع جغرافيا لتغطية كافة مناطق الجمهورية.