اعلان

هل تنقذ التكنولوجيا أحزان المشاهير من عشوائية التنظيم ؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

عادت أزمة التغطية الصحفية لجنازات الفنانين لتطل برأسها من جديد، خلال وداع الفنان مصطفى درويش إلى مثواه الأخير، مع تداول لقطات من البث المباشر للجنازة، توضح ضحك مراسلتين صحفيتين خلال التغطية، دون مراعاة مشاعر أسرة الفقيد، أو التأثر هيبة الموت.

وفاة الفنان مصطفى درويش

وتوفي الفنان الشاب مصطفى درويش، صباح أمس الإثنين، عن عمر ناهز الـ43 سنة، إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجأة أثناء نومه، بعدما قدم خلال مسيرته الفنية أكثر من 30 عملاً دراميًا وسينمائيًا، أبرزها دور فتحي مدرب كمال الأجسام في مسلسل بـ100 وشارك في صاحب السعادة، وأيوب، وحكايتى، وخيانة عهد، وضد الكسر، وبين السما والأرض، وكانت آخر أعماله، مسلسل سره الباتع، والذي تم عرضه في رمضان 2023.

مصطف الراحل : مصطفى درويش

إشكالية التغطية الصحفية لجنازات للمشاهير ونجوم المجتمع وعلى رأسهم الفنانين دائما ما كانت موضع جدل، بين الخصوصية وحماية الحياة الشخصية، وبين حق الفرد في المعرفة ودور الصحافة في التوثيق، حتى يوليو من العام الماضي، عندما وقعت نقابة المهن التمثيلية المصرية، اتفاقية شراكة مع شركة «سُكنة» - «SOKNA»، تطبيق تنظيم الجنازات، لتكون المقدم الحصري للخدمات الجنائزية الشاملة لأعضاء النقابة.

خدمات أول تطبيق لتنظيم الجنازات

وتوفر شركة «سُكنة» - «SOKNA» كل الخدمات اللازمة لأعضاء النقابة، بما في ذلك المساعدة في استخراج تصريح الدفن والأوراق الرسمية وتجهيز المتوفى وإعداد المقابر ونقل المتوفى وحجز قاعات العزاء والنعي والصدقات الجارية والهدايا التذكارية، وخدمة العودة إلى الوطن، والتخطيط المسبق للوفاة، وخدمات أخرى.

كما تخصص الشركة الاحتياجات اللازمة لاستيعاب ما هو مطلوب للتعامل مع جنازات الرموز الفنية بشكل لائق، ويشمل ذلك تقديم خدمة عالية الجودة ومستوى عالٍ من التنظيم بالإضافة إلى السيارات المجهزة بالكامل وفريق مدرب من ذوي المهارات العالية.

صورة ارشيفية خدمات تنظيم الجنازات - «SOKNA»

وضع كود إعلامي لتغطية جنازات وعزاءات

وقال الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، أن النقابة بصدد وضع كود إعلامي لتغطية جنازات وعزاءات الفنانين أو أقاربهم، بالتعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مضيفا أن الفترة المقبلة، ستشهد مزيدا من المباحثات مع المجلس في ذلك الصدد.

وأوضح زكي أن التعاون مع شركة «سُكنة» - «SOKNA» سيشهد وضع ضوابط ومحددات معينة بخصوص التغطية الاعلامية لمراسم جنازات وعزاءات الوسط الفني، مشيرا إلى توقف عدد من المسئوليين والزملاء عن حضور الجنازات والعزاءات الرسمية لما يحدث أثناء التغطية الإعلامية لها.

اشرف أشرف زكي

التعاون مع الوسائل الإعلامية لتنظيم حضور المراسلين

من جانبه كشف أحمد جاب الله الرئيس التنفيذي لشركة «سُكنة» - «SOKNA»، أن شركته بصدد المناقشة مع الوسائل الإعلامية، بما فيها القنوات التلفزيونية والمواقع الإخبارية، لتنظيم حضور المراسلين جنازات وعزاءات الشخصيات العامة ومشاهير المجتمع، خلال الفترة المقبلة لتكون على درجة حضارية كبيرة.

ولفت جاب الله إلى أن، فريق عمل شركة «سُكنة» - «SOKNA»، يقوم بعدد من المهام المختلفة، خلال تنظيم الجنازات والعزاءات المختلفة، تتمثل في رفع عبء حالات الوفاة عن أهل المتوفي ومحاولة تحسين الظروف التي يمرون بها وقضاء لحظات وداع المتوفي بشكل راقي، وذلك على مستوى عالي من الاحترافية.

نقابة الصحفيين : التحقيق في الواقعة

من جانبه، علق محمود كامل عضو مجلس نقابة الصحفيين، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك'، على الواقعة، قائلا: 'طلبنا التحقيق في الواقعة حتى نقف على الحقيقة وحتى ننكأ جراح الزملاء المصورين المجبرين على تغطيات صحفية بعينها علها تكون بداية لوضع ضوابط لها تحميهم من سطوة رؤسائهم في العمل وتحميهم من منتحلي صفة الصحفي، وتحميهم من تجاوزات بعض المواطنين والمشاهير، وعلها تكون فرصة لإنقاذهم من معاناة يبحثون عن حل لها منذ سنوات'

وأضاف كامل في منشوره إلى أصدقائي الفنانين، الذين هاجوا وماجوا وتجاوز بعضهم في حق مهنة الصحافة بسبب صورة لفتاتين سواء كانتا صحفيتين متدربتين أو حتى مواطنتين تبتسمان خلال جنازة.

وصرح كامل، 'أهديكم بعض الصور من عزاء والدة الفنان هشام عباس وعزاء والد الفنانة دينا الشربيني، لا لشيء سوى التأكيد على أن الابتسامة العارضة لموقف عارض في الجنازة أو العزاء هو أمر وارد الحدوث في لحظة التقاط الكاميرا للحظة الابتسامة، كما أن التجاوز أيضا هو أمر وارد نتيجة عدم تلقي التدريب الكافي أو نتيجة أن مَن مارس هذا التجاوز لا ينتمي لمهنة الصحافة من الأساس'.تفاصيل الواقعة

فيما قالت مصادر مقربة من المراسلتين أن سبب الواقعة يعود إلى محاولة أحداهما تعديل وضعية ملابسها وحركتها لعدم الظهور في البث المباشر الذي تقوم به خاصة أنها كانت تقوم بالـ'لايف' من هاتفين في نفس الوقت، مشيرة إلى أن زميلتها عاتبتها لذلك بشكل ودي، وهو ما دفعهما معا في تلك اللحظة، بصورة عفوية، وليس لعدم الاكتراث بالحدث الذي يقومان بتغطيته كما تم الترويج له.

وأضافت المصادر لـ'أهل مصر' أن تداول الصور من قبل الفنانين مع الانتقاد الذي وجهوه للمراسلتين دون معرفة تفاصيل الواقعة، أدى إلى صدمة نفسية لهما، بالإضافة إلى تسببه بمشكلة لهما بأماكن عملهم.

صورة ارشيفية تغطية الجنازات - أرشيفية

التكنولوجيا فرضت نفسها على المشاعر

من جانبه أكد أحمد علي خبير التواصل الاجتماعي، أهمية التغطية الإعلامية للجنازات والعزاءات المختلفة، باعتبارها جزء أصيل لتوثيق الحدث، مستنكرا المطالبات بوقف التغطية والمتابعة لمثل هذه الأحداث الهامة، وعدم الانصياع لذلك بما يحد من دور الإعلام.

وكشف علي في تصريحات لـ'أهل مصر' عن التحول لاستخدام الأدوات الرقمية، في العزاءات، مثل كتابة المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو ارسال رسائل التعزية، والتي عادة ماتكون مصحوبة بإيموجيهات الحزن، بالإضافة إلى التطبيقات الذكية للجنازات، وتكنولوجيا التنظيم.

وتساءل على هل يعد تطويع التكنولوجيا في ذلك الأمر، تقليل من الموت كحدث له هيبة وتأثير، فماذا عن استخدامها في باقي جوانب الحياة اليومية المختلفة، بما يعني أن التكنولوجيا اثر سلبا على المشاعر الآدمية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً