كشفت مصادر بقطاع الاتصالات، وثيقة الصلة بملف التعاون التكنولوجي، بين مصر وفلسطين،عن حقيقة قيام شركات الاتصالات، العاملة بالسوق المصرية، بإنشاء وتشغيل أبراج المحمول، بنطاق سيناء لدعم أهالي غزة، في مواجهة الممارسات الهمجية، للاحتلال الصهيوني.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قطع الاتصالات عن قطاع غزة كاملاً، ما أدى إلى عزل سكان القطاع عن بعضهم البعض، وعن العالم الخارجي.
قرار أمني استراتيجي
وقالت المصادر، في تصريحات خصت بها «أهل مصر»، على هامش زيارة ميدانية لمعايشة خدمات الاتصالات بنطاق شمال سيناء، أن قرار تدشين شبكات الاتصالات، لبث خدمات المحمول والإنترنت من الأراضي المصرية لقطاع غزة، هو أمر أمني استراتيجي بحت، يعتمد على موافقة القوات المسلحة، بالإضافة إلى استجابة استراتيجية، تعتمد على رؤى وبحث الوضع، من قبل القيادة السياسية العليا.
قوانين الاتحاد الدولي للاتصالات
واضافت المصادر أن الأمر رغم ذلك لكنه أيضاً ا لا يتوافق مع قوانين الاتحاد الدولي للاتصالات التي تمنع تجاوز إشارات بث خدمات الاتصالات خارج حدود أي دولة، حيث تنظم عمل الشبكات وفق التراخيص الممنوحة لها بحسب النطاق الجغرافي، وتجرم قيام أي شبكة بمد الخدمات إلى دولة أخرى'.
قرار فقط استعدادات تركيب أبراج المحمول
وأكدت المصادر، أن قيام شركات الاتصالات العاملة بمصر، بتركيب محطات تشغيل المحمول بسيناء، قرب الحدود مع قطاع غزة، أو حتى وضع التجهيزات الفنية اللازمة لذلك، لا يعني الموافقة على القرار، أو أن الأمر قيد التنفيذ، مشيراً إلى أنها لا تخرج عن كونها استعدادات عاجلة، لبدء عمل الأبراج، فور الحصول على الموافقات اللازمة.
حالة وحيدة لاعادة عمل شبكات الاتصالات في غزة
ولفتت المصادر، إلى أن الأمر قد لا يستدعي بث إشارات داخل الأراضي الفلسطينية، بغزة نهائيا في حالة إعادة خدمات الاتصالات مجدداً، خلال الأيام القادمة، خاصة أن الهدف الرئيسي، الذي ينشده العدو من ذلك، عبر الاجتياح البري للقطاع، هو استكشاف أماكن تواجد قيادات حركة المقاومة الفلسطينية ،'حماس' في غزة، من خلال إجبارهم على استخدام أجهزة اللاسلكي, وتقنيات الثريا, في التواصل ببعضهم البعض، وبالتالي اصطيادهم والإيقاع بهم .
سيناريوهات تأسيس أبراج المحمول بسيناء
وشرحت المصادر، في سياق منفصل عن الأحداث بغزة، أنه كان من المقرر، مناقشة زيادة عدد أبراج المحمول بسيناء، لتطوير جودة خدمات الاتصالات، لكنه لم يتم الاستقرار حتى الآن، على طبيعة إنشاء أبراج المحمول هناك، بين إمكانية تولي تنفيذها عبر شركة أبراج مصر، لتقوم بمنح حق امتياز تأجيرها، للشركات المقدمة للخدمة، أو الخيار الآخر، وهو تولي الشركات تنفيذ الأبراج بنفسها، لكن مؤخرا تم توجيه مقدمي الخدمة لعمل مجموعة من التجهيزات الفنية، حول تدشين الأبراج بسيناء، دون الحديث عن تنفيذ التغطية.
هل شركات المحمول مستعدة فنيا ام اجرائيا؟
ورفضت المصادر التعليق على قيام أي شركة من مشغلي خدمات الاتصالات في مصر بالإعلان عن استعدادها للتوجه لسيناء لتقديم الخدمة لأهالي غزة، معتبرة أنه أمر تجاري لجذب العملاء وكسب تعاطفهم واستغلال أحداث القضية في استقطاب المستخدمين، متسائلاً عن دور تلك الشركات في معالجة تغطيات الشبكات الضعيفة في مصر.. هل يتم الإعلان عن تأسيس الأبراج بالقرى والأماكن البعيدة بنفس الشكل أم أن الأمر خارج الترخيص والإطار التنظيمي لتقديم الخدمة.يذكر أن الساعات القليلة الماضية شهدت إعلان عدد من شركات الاتصالات بتوجهها لتركيب أبراج المحمول قرب الحدود مع غزة، دون أية مستندات لذلك.