يتأثر الأطفال بالحدث الذي يحدث حولهم، خاصة إذا كان هذا الحدث قويا أو مفاجئا، حيث إذا تعرض طفلا لحادث حريق هائل أو انفجار كبير، أو شيئا مما نسمع عنه في هذه الأيام التي نعيشها حاليا خصوصا في 2020، العام الذي شهد العديد من الأحداث الأليمة مثل ظهور وانتشار فيروس كورونا حول العالم، وحرائق ضخمة في أستراليا تأكل ما تجده أمامها، وانفجار بيروت الفظيع الذي أفجع العالم، وغيرها من الأحداث الكثير التي تؤثر على الأشخاص.
لا شك أن الأطفال يلاحظون ويتأثرون بما يحيط بهم من تلك الأخبار والحوادث، هذا في حالة ما إذا كان الطفل لم يرى أو يتأثر بهذا الضرر ماديا وليس على حسب ما يسمع فقط، على سبيل المثال الأطفال التي أصيبت بفيروس كورونا، أو غيرها التي شاهدت انفجار بيروت بعينها على سبيل المثال، هذه الظروف تتغير باختلاف الطفل واختلاف الحدث، وبالتالي تختلف معها نتائج تأثير الحدث على الطفل.
ويمكن أن تسبب هذه الأحداث للأطفال أزمات نفسية خطيرة كالقلق والاكتئاب، والكثير من المشكلات السلوكية، فالأطفال أكثر تأثرا بالأزمات من الكبار، في هذا الإطار توضح السطور القادمة تأثير الخوف والقلق على الأطفال.
كشف موقع " فاميلى هيلز"، أن جميع البشر من الأصغر إلى الأكبر سنا يعانون من القلق والمخاوف في وقت أو أخر، وغالبا ما يسبب الشعور بالقلق إحساس غير مريح للطفل، وتعتبر هذه المشاعر ليست طبيعية فحسب، ولكنها ضرورية أيضا، ويمكن أن تساعد في التعامل مع القلق على إعداد مع التجارب المقلقة ومواقف الحياة الصعبة.
وأكد "موقع فاميلى هيلث"، أن العديد من المخاوف طبيعية، والقلق بدون سبب واضح يحدث عادة عندما لا يكون هناك تهديد مباشر على سلامة الطفل أو أصدقائه، ولكن يبدو التهديد حقيقيا، فالقلق يجعل الطفل يريد الهروب من الموقف بسرعة، وينبض القلب بسرعة، ويبدأ الجسم في التعرق، ويشعر بألم في المعدة، ومع ذلك القليل من القلق يمكن أن يساعد الطفل في الواقع أن يجعله ينتبه ويركز.
وأضاف "موقع فاميلي هيلث"، أن وجود المخاوف أو القلق بشأن أشياء معينة مفيدا أيضا، لأنه يجعل الأطفال يتصرفون بطريقة أمنة، فعلى سبيل المثال، الطفل الذي يخاف من النار يتجنب اللعب بالنار، وتتغير طبيعة القلق والمخاوف مع نمو الأطفال وتطورهم العقلي والزمني.
وبين موقع "فاميلى هيلث"، أن الأطفال تعاني من قلق غريب ويتمسكون بوالديهم عندما يواجهون أشخاصا لا يعرفونهم، ويعاني الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و18 شهرا من قلق انفصال الوالدين، ويصبحون مضطربين عاطفيا عندما يغادر أحد الوالدين أو كلاهما.
واستكمل الموقع، أنه يشعر الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 4 أو 6 سنوات، بالقلق من أشياء لا تستند إلى الواقع، مثل المخاوف من الوحوش والأشباح، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عاما لديهم مخاوف تعكس الظروف الحقيقية التي قد تحدث لهم، مثل الإصابة الجسدية والكوارث الطبيعية معمع نمو الأطفال، وقد يختفي أحد الخوف أو يحل محل الآخر.