يجمع الكثيرون على أن التربية الجيدة هي مفتاح كل نهضة وتنمية، وفي العصر الحديث زاد الاقتناع أن مصير المجتمعات الحالية يتوقف على طريقة تربيتها لأطفالها في المحيط المنزلي خاصة في فترة الطفولة، تتشكل شخصيات الأفراد وتتحدد سماتها، إذ تتكون أغلب الاتجاهات النفسية التي تهيمن على الأنا، لذلك يعتبر المحيط المنزلي مؤسسة تربوية ذات أهمية كبيرة لا تضاهى، لذلك يجب تجنب وجود أساليب خاطئة في التنشئة الإجتماعية.
وتتأثر تنشئة الأفراد الاجتماعية بمكوناته من أشخاص وظروف اجتماعية واقتصادية وقيم واتجاهات تنشئة، لأن كل الخبرات المبكرة والصدمات الأليمة في الطفولة، تؤثر بعمق على الجوانب الانفعالية والجماعية في شخصيات الأفراد الراشدين، لذا نجد أكثر اضطرابات التوافق الاجتماعي ومشكلات التكيف المدرسة في الطفولة والمراهقة والرشد، ذات علاقة وثيقة بالاضطراب، وأن في عملية التنشئة التي خضع لها الفرد في طفولته حين كان رضيعًا فطفلًا، يتحسس أولى خطواته في التوافق مع البيئة المحيطة المباشرة.
عدة أبحاث ودراسات
كشف الزبير مهداد الباحث المغربي، الحاصل على الإجازة في الأدب العربي ودبلوم في علوم التربية، وله عدة أبحاث ودراسات في عدة دوريات عربية، أن وسائل التنشئة هي الأدوات التي يستعين بها الوالدين في تعاملهما مع الأطفال، وتنشئتهم وضبطهم أو تعديل سلوكهم، من أهم وسائل التنشئة الاجتماعية الخاطئة مايلي:
- العقاب البدنى:
العقاب البدني للأطفال
يحتل العقاب البدني المقام الأول من بين وسائل التنشئة، إذ يتمثل في الضرب باليد أو العصا أو الجلد بالحزام أو اللطم على الوجه، والمواقف التي تدفع الوالدين إلى اللجوء إلى العقاب البدني كثيرة منها:
- الخلفية التربوية لهما، وقد يكون الآباء والأمهات قد خضعوا في طفولتهم للعقاب البدني كوسيلة تنشئية، ما خلف هذا العقاب في أنفسهم خبرة مؤلمة أرسلت في أعماق ذواتهم، إذ نتج عن ذلك خوف لا شعوري منه، وتعظيم لأهميته وفائدته، واعتبر الوسيلة التي لا بديل عنها في تنشئة الصغار.
- الفشل في استعمال وسائل أخرى كالتهديد أو المكافأة للسيطرة على سلوك الصغار.
- الحدة في طباع الوالدين، لذلك نجد العقاب البدني قد يكون متفاوتا بتفاوت الحالات الانفعالية للوالدين، وبعض الوالدين يرفض كل معارضة لقراراته وكل مناقشة أو حوار مع الطفل، وسرعة الغضب تدفعه لضرب الطفل عند ظهور بوادر أي رد فعل من طرف الطفل.
- افتقاد الوالدين الرضا والاطمئنان النفسي بسبب التوتر الناتج عن مشكلات العمل والعلاجات الاجتماعية العامة.
- سوء العلاقات بين الوالدين يجعلهما يجدان في ضرب الطفل متنفسا عن معاناتها وتفريغا لمشاعر الإحباط التي يعانيانها
- التهديد:
تهديد الأطفال
أشكال التهديد كثيرة، منها: الوعيد بالعقاب البدني المرتقب، أو بالعقاب الغيبي، واستجلاب المصائب والسوء للطفل بالدعوات 'دعوة الشر'، كما يقع التخويف بالحيوانات الخرافية والكائنات الغيبية وإيهام الطفل باستحضارها، مثل: 'الغول، والجن، والعفاريت'، ويلجأ الوالدين إلى التهديد لإثارة المخاوف لديه، كله عن الاستجابات السلوكية المزعجة، وهذا التهديد يخلف آثارا سيئة في نفسية الطفل، لا تقل خطورة عن العقاب البدني.
الحجز في الغرفة والمنع من الحرية
حبس الأطفال
ويلجأ بعض الوالدين إلى ذلك أحيانا لمنع الطفل من نشاطه الزائد الذي يسبب قلقا لهما، أو يثير مشكلات مع الجيران أو لتأديبه على سلوك صدر عنه،
وغالبا ما يكون الحجز في الغرفة المظلمة أحيانا مصحوبا بالتهديد أو التخويف، كما يكون المنع من الحركة بتهديد الطفل من الشر الذي ستنزله به العفاريت أو الشياطين، إذا ما استمر في سلوكه وعدم طاعته لوالديه، يترتب على ذلك قلق مزمن يصعب علاجه، قد يلازم الطفل في مراهقته وشبابه، ويبقى مؤثرا حتى مراحل متقدمة من عمره.