تعتبر مرحلة المراهقة هي مرحلة تقع بين الطفولة التي تكملها هذه المراهقة وبين سن الرشد وهي فترة تحول من الطفولة بما تتميز به من اعتمادية وعدم نضج إلى درجة الكبر والاستقلالية في الرشد، وهذه الفترة التي يقال عنها إنها مطلع الفتوة تتسم بموجة من التحولات الجسمية والسيكولوجية، وستوضح السطور القادمة كيف ينمو الجسم في مرحلة المراهقة.
سن المراهقة
مرحلة المراهقة
كشفت سميرة أبو غزالة رئيس قسم الإرشاد النفسي كلية الدراسات التربوية جامعة القاهرة أن سن المراهقة تقع بين سن 12 إلى 13 وسن 18 إلى 20، يمكنها أن تكون صعبة التوضيح بدقة، ذلك أن سن المراهقة ومدتها تختلفان وفق الأعراف، والجنس، والشروط الجغرافية، وبخاصة الأوساط الاجتماعية الاقتصادية والثقافية.
مثال ذلك أنه أطول بالنسبة لأطفال الأسر الميسورة الذين يتابعون دراساتهم، منها بالنسبة لأولئك الذين يرغمون على العمل مبكرا، واعتبر 'ستانلي هال' أن مرحلة المراهقة كانت تدوم حتى سن الرابعة والعشرين أو الخامسة والعشرين من عمر الإنسان، والسبب في ذلك أن المراهقة هي هذا الفاصل الزمني الذي يقود من الاستعداد السيكولوجي البيولوجي إلى نضج القدرات الاجتماعي ولا وجود المراهقة في المجتمعات البدائية.
الانتقال إلى المراهقة
مرحلة المراهقة
وأكدت أبو غزالة في كتابها' علم النفس الارتقائي، أن الفتيان البالغين يخضعون لطقوس تجعلهم ينتقلون مباشرة إلى عالم الراشدين، حيث يتمتعون بالحقوق التي يتمتع بها الأكبر منهم مع أن الاندماج بالراشد يحدث دون مشكلة أو نزاع، ولا يوجد في البلدان النامية سوى حالتين فالأطفال لا يصبحون حين يكبرون مراهقين بل راشدين سبابا، والمراهقة في حضاراتنا، واقع أكثر اتساعاً وتموجا بكثير من التحولات في الشكل والبنية وفي الفيزيولوجيا، الناجمة عن البلوغ، فالنضج الجسمي ينشط مجددا ويكثف الغريزة.
الاهتمام بالجسم
مرحلة المراهقة
وأضافت أبو غزالة أن المراهق سيعبر مرحلة نرجسية سيشغله فيها جسمه كثيرا، وسيسعى إلى تجميله وتزيينه (يظهر ذلك في الثياب ومستحضرات التجميل) للفت الانتباه إلى السمات المميزة برجولته أو لأنوثتها، ويبذل جهد ليكون أصيلا في تصرفاته، ولغته، وتوقيعه، وكتابته، وأفكاره، وسيلذ له من جراء الشكل الجديد لذكائه، الذي يبلغ مرحلة المنطق الصوري، أن يصوغ النظريات، ويضع المشكلات الفلسفية موضع التساؤل، كانقضاء الزمان، بل الأخلاق أيضا، والفن والدين والتنظيم.
مرحلة الصداقة
مرحلة المراهقة
وأوضحت أبو غزالة أنه تعتبر مرحلة المراهقة مرحلة اكتشاف الذات والآخرين، والتباعد الوجداني عن الوالدين، والمراهقة تعتبر مرحلة الرفاق والصداقة وينتظر المراهق من الصداقة، بوصفه مثاليا ومشبوب العاطفة، أكثر مما يمكنها أن تعطيه، ولهذا السبب يعيش في بعض الأحيان خيبات أمل مأساوية تجعله مع ذلك يتقدم على طريق معرفة الذات وفهم الغير.