رغم تصفيدهم.. هل يدخل الشيطان فم المسلم المتثائب في رمضان؟

هل يدخل الشيطان فم المسلم المتثائب في رمضان
هل يدخل الشيطان فم المسلم المتثائب في رمضان
كتب : أهل مصر

هناك العديد من الأسئلة التي يتساءل حولها المشككون في الإسلام على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حتى يجعلوا المسلمين في حيرةٍ من أمرهم، ويدخلون في حالة من الجدل تتعلق بالدين والتشكيك في نصوصه المقدسة وأنها تحتمل التناقض، زورًا وبهتانًا ومن هذه الأسئلة ما ورد في صحيح مسلم عن التثاؤب وما نصه: "حدثني أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا وَكِيعٌ عن سُفْيَانَ عن سُهَيْلِ بن أبي صَالِحٍ عن بن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عن أبيه قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا تَثَاوَبَ أحدكم في الصَّلَاةِ فَلْيَكْظِمْ ما اسْتَطَاعَ فإن الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ". وكان التساؤل التي سبب اللبس هو: هل يدخل الشيطان إلي المتثائب رغم أن الشياطين مصفدة في شهر رمضان، عما ورد في الحديث النبوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين".

وربط آخرون بينه وبين الحديث الذي ورد في صحيح البخاري ونصه: "حدثنا عَاصِمُ بن عَلِيٍّ حدثنا بن أبي ذِئْبٍ عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عن أبيه عن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ فإذا عَطَسَ أحدكم وَحَمِدَ اللَّهَ كان حَقًّا على كل مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ له يَرْحَمُكَ الله وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هو من الشَّيْطَانِ فإذا تَثَاءَبَ أحدكم فَلْيَرُدَّهُ ما اسْتَطَاعَ فان أَحَدَكُمْ إذا تَثَاءَبَ ضَحِكَ منه الشَّيْطَانُ". متسائلين: هل يضحك الشيطان وهو مصفد علي فعل التثاؤب من قبل المسلم.

في ردها، أفادت صفحة الشيخ محمد صالح المنجد في ردها علي تساؤل عن تصفيد الشيطان وفعل التثاؤب بقولها إن الشيطان يحب هذا الفعل وليس معناه أنه من قام بهذا الفعل بل يضحك عليه فقط وإن كان "مصفدًا"، مستشهدًا بقول النووي: "الشيطان يدعو إلي الشهوات وهذا يكون من ثقل البدن" أي التكاسل حتي وإن كان الشيطان مصفدًا أيضا وهذا ما يرجعه البعض في حدوث بعض الشرور في رمضان رغم تصفيد الشياطين.

وأوردت الصفحة قول المناوي: "لا إشكال في وجود التثاؤب من العبد في رمضان، مع تصفيد الشياطين فيه؛ لأنه على القول بأن معنى ذلك أن الشيطان يحبه ويرضاه، فليس من شرط محبته ورضاه أن يكون طليقًا، بل يحصل ذلك منه ولو كان مصفدًا".

مؤكدا أن من يصفد في رمضان هم المردة فقط، وهو رأي ذهب إليه الشيخ ابن عثيمين علي سبيل المثال، وبالتالي فإن هناك المزيد منهم من يظل طليقًا "يبقى على حاله"، فلعل التثاؤب يكون من فعل من لم يصفد منهم ودخولهم إلى فم المسلم أيضًا. وأما على القول بأن المراد بتصفيد الشياطين أن إغواءهم وتصرفهم بالشر في المؤمنين يقل في ذلك الشهر عن غيره، فلعل التثاؤب يكون من ذلك التصرف القليل الذي يتمكنون منه في رمضان.

وذهب الحافظ ابن حجر أن الشياطين "يصيرون كالمصفدين"؛ وذلك بسبب أفعال الثواب والخير وانشغال المسلمين بقراءة القرآن والذكر وهو ما ذكره بنصه: "الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً