جاءت قرارات وزارة الصحة والسكان، بشأن العائدين من الخارج، مثيرة للجدل ما بين الخبراء، منهم المؤيد والمعارض، حول تخفيض الحجر الصحي من 14 يوما إلى 7 أيام، ثم إلغائها تماما والاكتفاء بعمل مسحات فيروس الكورونا المستجد، وقياس درجة الحرارة، لينتهي الأمر بإلغاء المسحات والاكتفاء بقياس درجة الحرارة.
اختلف الخبراء، فمنهم من يرى أن ذلك سيساعد في انتشار فيروس الكورونا المستجد بشكل كبير، ومنهم من يؤيد هذه القرارات بحجة أنه لا داعي للحجر الصحي، وأن العزل المنزلي هو الأنسب.
الدكتور محمد عز العرب، استشاري الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، والمستشار الطبي لمركز الحق في الدواء، قال: كان المتبع في المطارات هو التحليل السريع، وهو غير فعال بشكل جيد ولم تعتمده مراكز الأوبئة الدولية، ونسبة الحساسية به واكتشاف الفيروس تتراوح ما بين 30 إلي 40%، بالإضافة أن الأجسام المضادة تتأخر في تكوينها لمدة ما بين ٢-٣ أسابيع تقريبا بعد العدوي بالفيروس.
وأضاف في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنه في حالة أن الحالة إيجابية وتحمل " IgM "، هذا يعني أن المريض مصاب حديثا بفيروس الكورونا، وأن هذه الحالة يمكن أن تعدي الآخرين، بينما إذا كانت الحالة إيجابية " IgG"، تعني أنها تعرضت للإصابة سابقا ولا يعاني من اي أعراض حاليا، وأن هذه الحالة لا تنقل العدوى.
وأكد أن التحليل الدقيق للتأكد من أن الشخص خال من فيروس الكورونا هو "مسحة PCR"، ويجب الاعتماد عليها بشكل كبير في تشخيص العائدين من الخارج، رافضا تماما فكرة عدم إجراء التحليل واعتماد الحجر المنزلي فقط، حيث إن ذلك سيساعد بدرجة كبيرة في انتشار فيروس الكورونا.
وأوضح أن العائدين من الخارج لا يلتزمون بالعزل المنزلي، لذا لابد من عمل مسحة pcr، خاصة العائدين من دول الخليج والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وبعض الدول الإفريقية مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا.
ودعا الجهات المعنية إلى عمل مسحات pcr، على نفقة الشخص، ولكن بتكلفتها الرسمية، مع توفير جهاز pcr ، في المطار لسهولة خروج النتائج، مع مراعاة توفير الأماكن في المطار لحين ظهور النتيجة.
من جانبه، يرى الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح ب"فاكسيرا"، يري أن قرار إلغاء الحجر الصحي، والالتزام بالحجر المنزلي صائب بنسبة 100 %، وأنه بعد مرور 10 أيام علي العزل المنزلي، وفي حالة ظهور أعراض بسيطة يستكمل العزل المنزلي، بدلا من الانتقال للمستشفي تزداد لديه العدوي، من المحيطين به.
وقال في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، إنه في حالة ظهور أعراض شديدة يتم الاتصال بالخط الساخن لوزارة الصحة 105، لتحديد المستشفى الذي سينتقل إليه، أما في حالة عدم ظهور أي أعراض خلال فترة العزل المنزلي الـ14 يوما، يتعايش بشكل طبيعي ويخرج من العزل.
وأوضح أن الاختبار السريع لفيروس كورونا المستجد، غير دقيق، لذا لا داعي له، خاصة أن التشخيص بالأشعة المقطعية علي الصدر أدق منها بكثير، بل أدق من مسحة pcr أيضا.
ونصح خلال فترة العزل المنزلي، بتناول الفاكهة والخضار، وممارسة الرياضة، والمشروبات الساخنة بشكل مستمر، لتقوية جهاز المناعة، بالإضافة إلي تخصيص غرفة له فقط، وحمام إذ أمكن ذلك، وعدم مشاركة الأدوات الشخصية مع شخص آخر، واستخدام الكمامة عند التعامل مع أحد، وخلال مسافة لا تقل عن مترين، ثم إلقاء الكمامة في كيس مغلق.