اقتصاد العيد في قطر.. السياحة تئن تحت وطأة المقاطعة العربية

كتب : سها صلاح

يحل عيد الفطر المبارك على دولة قطر بطعم الخسائر الكبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية، خاصة على مستوى القطاع السياحي؛ حيث تشير التقارير إلى عزوف أعداد كبيرة من السياح الخليجيين والأجانب عن زيارة قطر بعد قطع الإمارات والسعودية والبحرين ومصر علاقاتها مع الدوحة، التي تصر على دعم الإرهاب وجماعاته، ومواصلة التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وكان السياح الخليجيون يمثلون النسبة ألأكبر من الوافدين إلى قطر خاصة في المناسبات والعطلات الموسمية، وتشير التقديرات إلى أن 50% من نسبة إشغال الفنادق القطرية هي لأفراد سعوديين وإماراتيين.

وسيتسبب عزوف السياح السعوديين الذين يتخطى عددهم المليون سائح سنوياً عن التوجه إلى قطر لقضاء العطل القصيرة في خسائر للدوحة تصل إلى 5 مليارات ريال سنوياً.

ولا يمثل الكويتيون الذين يزورون قطر سوى 1% من الكويتيين الذي يسافرون للخارج ويصرفون قرابة 20 مليار ريال، بينما لا يفضل العمانيون قطر وجهة سياحية لهم.

وحول استجداء قطر للسياح الخليجيين لقضاء عطلاتهم بالدوحة، عبر برامج سياحية مجانية، قال الخبير السياحي عماري عبدالعظيم، رئيس غرفة السياحة والطيران في مصر، إن قطر تحاول إذابة الجليد بينها وبين الشعوب العربية الغاضبة، غير أنها لن تنال رضا تلك الشعوب ولن تغير موقف الحكومات المقاطعة لها طالما أصرت على إتباع سياساتها الداعمة للإرهاب.

وكان فندق قطري أعلن في وقت سابق عن إقامة مجانية لـ5 أيام في عيد الفطر للسياح الكويتيين والعمانيين، الأمر الذي اعتبره خبراء تعبيراً عن الأزمة التي أصابت القطاع السياحي القطري سريعًا من جراء المقاطعة الخليجية للدوحة.

وأضاف عماري، أن السياحة في قطر غير جاذبة للجنسيات الأجنبية مثل دبي والقاهرة أو غيرها من المدن العربية، وإنما تعتمد بشكل كبير على الخليجيين، "والعروض السياحية المجانية ما هي إلا محاولة لجذب السياح للإقامة مجانا للاستفادة من المدفوعات الأخرى بجانب الإقامة".

وعن السياح القطريين، قال الخبير السياحي إن أعدادهم قليلة جدا لا تمثل أزمة لأية دولة مقاطعة لقطر، "ونكاد لا نشعر بأعدادهم في مصر".

وقال مصدر قطري إن فترة العيد تعد الذروة في الحجوزات بجميع الفنادق، خصوصًا في العواصم، وفي تلك الأوقات دائمًا ما يكون سعر الغرفة في أعلى ثمن، إلا أن الإعلان عن غرفة مجانية ما هو إلا إغراء لسد العجز الحاصل في عدم إيجار الغرف، خصوصًا لو كانت تلك الغرف مستثمرة، ما يوقع المستثمرين في أزمة حقيقية.

وأضاف أن الإعلان يشير إلى عدد معين من الغرف وهو ما يدعو إلى إغراء السياح الكويتيين والعمانيين لاتخاذ الدوحة وجهة لهم، "إلا أنها خطة فاشلة في ظل الأجواء الصيفية، ما سيكبد فنادق الدوحة خسارة أكبر".

وتشير الإحصاءات السياحية لعام 2016 إلى 2.91 مليون سائح زاروا قطر خلال العام الماضي، منهم 1.4 مليون سائح خليجي بنسبة 50% من عدد الوافدين، وزار قطر من السعودية فقط خلال العام الماضي 900 ألف سائح، الأمر الذي يكبد الدوحة خسائر تقدر بـ 5 مليارات ريال اعتاد سعوديون إنفاقها في قطر خلال رحلاتهم هناك.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً