25 ابريل.. تناقضات اليوم الواحد.. "الشعب يريد" تعود إلى الشارع بعد 3 سنوات.. والداخلية: لن نسمح بالتخريب.. والحدائق العامة تفتح أبوابها بالمجان

كتب : مالك يسن

يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، فبعد أن نسي المصريون ما ألفوه فترة ليست بالقصيرة منذ الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك إبان ثورة 25 يناير 2011، من مليونيات، كانت الدعوة لها شبه يومية، فلا يكاد يمر أسبوع إلا وأن تشهد عاصمة المعز، إحداها، وكانت كل منها تتخذ شعارًا مختلفًا عن التي تسبقها والتي تليها.

أرحل، والشعب يريد إسقاط النظام، شعارات صاحبت ثورة 25 يناير ضد نظام مبارك، وحملت البصمة المصرية، حتى أن شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" بات شعارًا عالمياً، حيث تم تداوله في دول عدة حول العالم، استخدموه في المطالبة باصلاحات شتى داخل بلادهم أو ربما للدعوة لإسقاط الحكومة القائمة هناك.

وها هي بعد مرور نحو ثلاث سنوات، عادت تلك الشعارات إلى الواجهة مرة أخرى، حيث دعت مجموعة من الأحزاب والحركات والنشطاء السياسيون من بينهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، إلى مليونية جديدة يوم غد الاثنين الموافق الخامس والعشرين من ابريل الحالي، احتجاجاً على إعلان مجلس الوزراء أن جزيرتي "تيران وصنافير" سعوديتان، واتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، والتي تقضي بملكية السعودية للجزيرتين، وهو ما أثار غضب عدد كبير من المواطنين، على القرار المصري، دون الرجوع إلى صاحب الحق الأول في ذلك وهو الشعب.

تظاهرات 25 ابريل دعا إليها بالأساس نشطاء وحركات لعل أبرزها حركة 6 ابريل والشباب الأحرار، وأحزاب منها "التحالف الشعبي والدستور والكرامة والتيار الشعبي والمصري الديمقراطي الاجتماعي وحزب العيش والحرية والاشتراكي المصري، والمصريين الأحرار"، رافعين شعارات عدة تتمحور جميعها حول جزيرتي تيران وصنافير، يأتي في مقدمتها "إرحل" و" الأرض هي العرض"، و"أرضك عرضك" و "مصر مش للبيع"، و"الحرية للمعتقلين" و"العدالة للفقراء والمقهورين"، و"تيران وصنافير ملك الشعب".

الداعون لتنظيم تظاهرات يوم غد الإثنين نشروا كودًا سريًا لأماكن التجمع، وموعد إنطلاق الإحتجاجات في القاهرة. وأوضحت الرسالة التي تم تداولها بشكل كبير، اليوم الأحد، الأماكن الرئيسية للتجمع من أجل تنظيم الصفوف، والإعداد للتظاهرات الرافضة لإتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، والتي تقضي بملكية المملكة للجزيرتين. الرسالة الكودية حملت النص التالي" أماكن اللي بالي بالك.. نقابة الصحفيين.. مترو البحوث.. دار الحكمة.. 3 عصرًا".

مقترحات أخرى أعدت للخروج في تظاهرات يوم غد بالتزامن مع احتفالات تحرير سيناء، منها تحريك وفد من المتظاهرين إلى مجلس النواب، وتظاهرة أخرى تنطلق باتجاه المحكمة الدستورية. وثالثة ستتحرك باتجاه النصب التذكاري للجندي المجهول.

أما على الجانب الآخر فقد وضعت الحكومة خطة لإحتواء تظاهرات 25 ابريل، الخطة حملت شقين أمني واجتماعي، حيث فضلت عدم اقتصار التعاطي مع الدعوة إلى التظاهر على الحل الأمني فقط، حيث أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي لها التنسيق الكامل مع القوات المسلحة من أجل التصدي لأية محاولة للخروج على القانون أوالتأثير على أمن الوطن واستقراره، وأضافت الدخلية في بيانها أن المنطقة المركزية العسكرية قامت بدفع العديد من الدوريات الأمنية، ومجموعات من قوات التدخل السريع، وعناصر من القوات الخاصة لمعاونة الشرطة المدنية في تأمين المنشآت العامة، والأهداف الحيوية في نطاق مسؤوليتها، وتنظيم الكمائن المشتركة، والدوريات المتحركة التي تجوب الشوارع والميادين الرئيسية، وبذلك تكون الداخلية قد وجهت رسالة مباشرة إلى المتظاهرين مفادها أنها ستتصدى لأية أعمال تخريب حسب قولها بالقوة ولن تسمح به.

أما الشق الآخر من خطة الدولة لمواجهة تظاهرات 25 ابريل، فقد ركزت على البعد الاجتماعي حيث قررت محافظة القاهرة فتح جميع الحدائق العامة أمام المواطنين يوم غد الاثنين بالمجان لمناسبة احتفالات تحرير سيناء، كما كلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته بتحرير سيناء، القوات المسلحة بتوزيع مليوني مجموعة "سلل غذائية" أساسية على الفئات محدودة الدخل، وطالب الجيش والحكومة بالعمل سوياً لإيقاف ارتفاع الأسعار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
لمدة ساعة.. الزمالك يطلب تأجيل مباراة بيراميدز في السوبر المصري