اعلان

ورطة قطر.. مصادر أمريكية رفيعة المستوي تكشف تورط الدوحة في دعم الإرهاب.. الإمارة مولت "ولاية سيناء" في مصر.. و"ترامب" يصدر أوامر قريبة بنقل "العديد"

كتب : سها صلاح

لا يمكن الهروب من بنك المعلومات الأميركي المالي الذي يرصد كل دولار يتحرك من دولة إلى دولة من المقر الرئيسي نيوجيرسي في الولايات المتحدة الأميركية، لذا حين قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العاشر من يونيو الماضي إن قطر لديها تاريخ في تمويل الإرهاب على مستوى عالٍ جداً، واتفقتُ مع القادة العسكريين والمسؤولين على ضرورة أن توقف قطر تمويل الإرهاب والآن الوقت قد حان لدعوة قطر لوقف دعم الإرهاب، كان الرئيس الأميركي يتحدث على أساس معلومات وكالة الاستخبارات الأميركية والمعلومات الأمنية التي تمتلكها الإدارة الأميركية.

ظنت الدوحة أنه تصريح عابر وسرعان ما يذروه الرياح مع فتور الأزمة، إلا أن الأمر بدا غير ذلك فالوقائع والحقائق بدأت تتضح يوماً بعد يوم بالأرقام والأدلة التي تثبت تورط الدوحة بتمويل الجماعات الإرهابية.

ليتأكد بأن قطر دولة تمول الجماعات المتطرفة في أوروبا وأميركا وآسيا والشرق الأوسط، وتحولت إلى شيطان كبير يبث الذعر والعنف في كل مكان.

في الأول من يونيو الماضي، كشفت تقارير ووثائق، أعدتها جهات رسمية وغير رسمية بالولايات المتحدة الأميركية عن معلومات خطيرة عن تورط شخصيات قطرية مقيمة في الدوحة وخارجها في تمويل الإرهاب في عدة دول بالمنطقة، تحت سمع وبصر القيادة القطرية التي غضت الطرف عن ذلك.

التقارير التي أعدتها وزارتا الخارجية والخزانة الأميركية، ومراكز ومعاهد مثل مركز العقوبات والتمويل السري، ومؤسسة دعم الديمقراطية، تقول رغم أن قطر وقعت مع دول المنطقة، برعاية أميركية، على وثيقة جدة في منتصف سبتمبر 2014، التي تعهد فيها الجميع بمضاعفة الجهد لوقف تمويل الإرهاب، وعدم التساهل مع عمليات جمع الأموال للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وتقديم المسؤولين عن ذلك للعدالة إلا أنها ضالعة بشكل مباشر في تمويل الإرهاب في العراق وسوريا واليمن وهو ما تسبب في الأزمة الخليجية القطرية في الوقت الراهن.

لم يتوقف الأمر عند تقريري وزارة الخارجية والخزانة الأميركيتين، ففي السابع والعشرين من شهر يوليو أكدت إيليانا روس ليتينن رئيسة اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الكونجرس الأميركي، أن قطر متورطة بدعم الإرهاب، مشيرة إلى أن هذا الموضوع ليس بالجديد عنها، وهناك مسؤول قطري رفيع مستوى قدم الدعم للعقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وقالت ليتينن خلال جلسة استماع داخل الكونجرس لتقييم العلاقات الأميركية مع قطر إن مسؤولاً قطرياً رفيع المستوى قدم الدعم للعقل المدبر الذي وقف وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر ضد بلادنا وهو خالد شيخ محمد، وهناك بالطبع خليفة محمد والمدرج على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لدوره في تمويل القاعدة، وكذلك العقل المدبر لهجمات سبتمبر.

وأشارت إلى أنه في عام 2008 تم الحكم عليه غيابياً من قبل البحرين بسبب نشاطاته الإرهابية، فيما تم اعتقاله بوقت لاحق من قبل قطر ليتم إطلاق سراحه بعد ستة أشهر ويتم دعمه مالياً بشكل علني من قبل الدوحة.

قائمة جرائم

قائمة الجرائم القطرية طويلة والشهود يفوقون عدد سكانها، وآخر الحقائق التي كشفها المبعوث الأميركي للسلام سابقا في الشرق الأوسط دينيس روس، بأن تحذير القطريين بسحب القوات الأميركية من قطر سيعطي الغطاء السياسي لآل ثاني لإنهاء المواجهة.

وتناول المسؤول السابق في مناصب الأمن القومي الأميركي في عهود رئاسية مختلفة المستشار بمعهد واشنطن حالياً دينيس روس الأزمة الخليجية، مركزاً على مجموعة المبادئ التي قدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر لقطر، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف ووضع حد لتمويل المجموعات الإرهابية والكف عن منحها الملاذات الآمنة، ووقف إثارة الكراهية، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ومعتبراً أن هذه المبادئ واسعة بما يكفي لإيجاد مساحة للجانبين كي يتوصلا إلى تفاهم.

وقال إن نظام آل ثاني في قطر يسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة العديد الجوية واستضافة جامعات أميركية مثل نورث ويسترن وتكساس أي آند إم وجورجتاون، ومع ذلك فإن هذه الإمارة الغنية بالنفط تستضيف أيضاً قادة بارزين في حركة طالبان الأفغانية، وتدعم الإسلام في ليبيا وسوريا، وتمول منابر إعلامية لجماعة الإخوان المسلمين لبث رسالتها، وأكد أن أي حل للنزاع يجب أن يتضمن وضع قطر حدٍ لهذه اللعبة المزدوجة.

وأضاف بما أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون يتمتع بدعم الرئيس دونالد ترامب، على المدير التنفيذي السابق لإكسون موبيل، أن يُبلغ كل الأطراف بهدوء وجرأة كيف سينتهي النزاع، مع تنفيذ قطر مذكرة التفاهم التي وقعتها مؤخراً مع الولايات المتحدة لمكافحة تمويل الإرهاب والالتزام باعتقال أو طرد جميع الذين تصنفهم أميركا كداعمين أو مسهلين للإرهاب، والتوقف عن توفير دعم مادي لأي مجموعة تعتبرها الولايات المتحدة تهديداً للاستقرار الإقليمي.

الانسحاب من العديد

وأشار روس إلى أنه على تيلرسون أن يوضح للقطريين أنهم إذا ترددوا فإن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من العديد، لافتاً إلى أن هذا هو نوع التهديد الذي يجب أن يسيطر على تفكير آل ثاني. وأضاف أن القطريين يرون في الوجود العسكري الأميركي ضمانة أمنية لهم، وتجنب الانسحاب الأميركي يمنحهم غطاءً سياسياً يحتاجون إليه لإنهاء المواجهة الحالية.

أهمية التدخل

إلى ذلك، أبرز روس أهمية التدخل الأميركي في الأزمة حالياً لأسباب عدة، ذلك أن داعش المهزوم يمكن أن يستغل الفوضى الحالية لاستعادة قوته.

وبدأت إيران وميليشياتها الشيعية فعلاً في الاستعداد لملء أي فراغ في القوى في كلٍ من العراق وسوريا، مما يفاقم زعزعة استقرار المنطقة. كما أن مستقبل تيلرسون كوزير للخارجية يمكن أن يعتمد على إيجاد تسوية للأزمة.

وذكّر بأن تردد تيلرسون أو عدم قدرته على ملء الشواغر في وزارة الخارجية وتكرار الرسائل المتناقضة لإدارة ترامب قد أضفى ظلالاً من الشك على قدرة وزير الخارجية على التحدث بأسم الرئيس، وهذا موقف لا يمكن لوزير الخارجية الدفاع عنه.

إن تيلرسون في حاجة إلى إظهار قدرته على حل مشاكل دبلوماسية من طريق ممارسة النفوذ وتحقيق النتائج، وهو يحتاج إلى الربح في الخارج وإلا سيبدأ شركاء أميركا وخصومها التساؤل عما إذا كان مجدياً العمل معه.

وخلافاً لهنري كيسينجر وجيمس بايكر، ليس في استطاعة تيلرسون الاعتماد على رسائل البيت الأبيض لتعزيز دبلوماسيته، وإذا أراد أن لا تنهار سلطته تدريجياً، عليه ممارسة دبلوماسية جريئة ناجحة حالاً، والمواجهة مع قطر توفر له فرصة مهمة.

وأمام هذه الوقائع وحملة الإدانات الدولية المتتالية للسياسة القطرية الداعمة للإرهاب، ينكشف الغطاء عن الدوحة أميركياً، ويبدو أن صناع القرار وأصحاب الرأي والخبرة في أميركا باتوا يقتنعون يوماً بعد يوم بأنه لا بد من وقف قطر لتمويل الإرهاب والاستجابة لمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب والتي قطعت علاقاتها الدبلوماسية والاقتـــصادية مع قطر بسبب تمويلها ودعمها الإرهاب، وإلا فإن العــــالم ســيفارق قطر لتكون فعلاً معزولة تماماً.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً