قال مصدر قانوني، إن قرار إخلاء سبيل علاء حسنين الشهير بقاهر "الجن والعفاريت"، من محكمة جنوب الجيزة الابتدائية، فى قضية النصب والاحتيال، هو قرار إجرائى لا يعنى إغلاق القضية أو انتهاء التحقيقات فيها، خاصة أن محضر التحريات يضم عددًا من الأدلة عن وقائع النصب والاحتيال المنسوبة لعلاء حسانين.
وأضاف المصدر، أن المسار القانونى فى القضية لا يزال مستمرَا، خاصة أن عددَا من الشهود أدلوا بأقوالهم فى تحقيقات النيابة العامة التى تؤكد ثبوت واقعة النصب والاحتيال وخيانة الأمانة بحق رجل الأعمال الدكتور حسن راتب.
وأوضح المصدر، أن لا يجب تجاهل قناعة النيابة العامة بثبوت واقعة الاتهام فى حق علاء حسانين، وهو ما ظهر فى قرارها بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، مشيرًا الى أن النيابة العامة تلقت بلاغات جديدة ضد حسانين عن وقائع نصب واحتيال لم تعلن تفاصيلها بعد.
وأوضح المصدر، أن علاء حسانين ينتظر عقوبات قاسية أمام محكمة الجنايات تصل إلى السجن المشدد، وفقًا لما هو وارد بعدد من مواد قانون العقوبات، تنطبق على واقعة النصب والاحتيال المتورط فيها، والتى تنص على "يعاقب بالسجن المشدد كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أي متاع منقول وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمي أو تسديد المبلغ الذي أخذ بطريق الاحتيال أو إيهامهم بوجود سند دين غير صحيح أو سند مخالصة مزور وإما بالتصرف في مال ثابت أو منقول ليس ملكًا له".
وكانت قوة أمنية قد ألقت القبض على علاء حسانين، عضو مجلس الشعب السابق بالشيخ زايد، لاتهامه بالنصب والاحتيال على رجل الأعمال حسن راتب، وحُرِّرَ محضر بالواقعة وأخطر اللواء هشام العراقى مدير أمن الجيزة، واللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، وحققت النيابة العامة معه وحبسته 4 أيام.
الجدير بالذكر، أن علاء حساسين يلقب نفسه بمالك الجن والعفاريت، وقضى 25 عامًا بين الدجل والشعوذة والانتفاع من جهل الناس وأمراضهم وحاجتهم للمساعدة، بدأت فى مطلع التسعينيات عندما ارتدى زى المنقذ من حرائق قرية تونة الجبل التابعة لمركز ملوى بمحافظة المنيا، واستخدم قواه الخارقة لمنع تكرار تلك الحرائق، ليحقق بعدها شهرة وسمعة واسعة كانت بداية لثراء فاحش ظهر فجأة عليه، وبعد المكاسب المادية والشهرة الواسعة التى حققها من سمى نفسه فيما بعد "المعالج الروحانى علاء حسانين" وسماه أهالى الصعيد "قاهر الجن"، دخل حسانين مرحلة حصد مكاسب جديدة وخاض انتخابات برلمان 2000 وبعدها 2005 واستطاع الفوز فيهما بل وتولى منصب أمين سر لجنة الشئون الدينية بالبرلمان وقتها.
وعلى مدار تلك السنوات، تعمقت جذور حسانين فى مجتمع الصعيد وأصبح من مراكز القوى الشعبية، وأصحاب المصانع والشركات، وامتلك شركة للرخام والجرانيت، إضافة إلى عدد من المحاجر بمحافظة المنيا، وأصبح يملتك السلطة الشعبية من خلال السيطرة على عقول الناس بأمور السحر والجن والعفاريت، والسلطة السياسية من خلال عضويته بالبرلمان، وسلطة الثروة من خلال تجارته ومشاريعه.
وعاش "قاهر العفاريت" أزهى سنواته حتى قامت ثورة يناير، وأصبح من بين من يشار إليهم بالفساد والانتماء للحزب الوطنى ووضعت صورته على قوائم أعداء الثورة، واختفى حسانين قليلا عن الأضواء، ثم عاد مع انتخابات برلمان 2015 محاولا العودة إلى "أيام العز"، إلا أن قاهر الجن والعفاريت خسر أمام منافسيه فى مفاجأة لم يستطع تبريرها أمام من كانوا يشعرون أنه "مدعوم من السماء".
بعد تلك الانتخابات، اتخذ حسانين مسلكًا جديدًا فى محاولة العودة للأمجاد وبدأ فى الظهور تليفزيونيًا بحلقات الدجل والشعوذة، واستطاع إثارة الجدل وفرض نفسه على الوسط الإعلامى من جديد من خلال ظهوره بتلك البرامج وعلاج الممسوسين والمرضى على الهواء، واستخدم النائب السابق، وسائل التواصل الحديثة باحثًا عن مزيد من الشهرة والمريدين والأتباع، وأنشأ أكثر من صفحة له على مواقع "فيسبوك" تحت أسماء مختلفة بينها "الشيخ علاء حسانين" و"المعالج الروحانى علاء حسانين" و"قاهر العفاريت علاء حسانين".