اعلان

دين «الملثمين».. عقيدة تكفير عوام المسلمين أحلت لتنظيمات الدم ارتكاب «مذبحة الروضة».. كتاب يكشف «التنظيم يرى الحجة قامت على الجميع ولا أعذار للجهل»

بينما قرر الشاب «محمد»، ومعه أقرانه الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة داخل مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بشمال سيناء، كان هناك آخر يدعى «أبوعلياء»، يجهز في سلاحه ويلقي العطر على ملابسه، لتنفيذ عملية إرهابية هي الأسوأ من نوعها، حيث قام عناصر التنظيم الإرهابي بتنفيذ العملية التي أسقطت أكثر من 300 شهيد وعشرات الجرحى والمصابين، جميعهم كانوا داخل مسجد، يستمعون للخطيب.

بعدها على الفور بدأ الجميع يبدي استغرابه، من بشاعة ودوافع العملية الإرهابية، خاصة أنها استهدفت جمعا من المصلين في بيت من بيوت الله، ورجح البعض ارتكاب الجريمة للانتقام من فصيل معين وهم الصوفية.

إلا أن الباحث والمتابع الجيد يرى أن التنظيم الإرهابي لا يفرق في تفكيره بين عوام المسلمين وخواصهم، ولفت لتلك الجزئية الكاتب الهادي يحمد، الصحفي التونسي المختص في الجماعات الإسلامية، في بحثه «كنت في الرقة: هارب من الدولة الإسلامية»، وأشار خلاله إلى كثير من المعطيات الهامة لمعرفة كيف يدار تنظيم الدولة «داعش»، وأظهر "يحمد" الفرق بين الهالة الإعلامية التي يروجها التنظيم عن نفسه وواقعه الذي يكشف «اهتراء» داخليا وبروز أزمات عقائدية وتنظيمية تهدم أسسه، وتنسف شرعية قادته بل و«تكفرهم» من قبل مجموعة «راديكالية» صلب التنظيم تتسع رقعتها، مع الخسائر والهزائم التي يتكبدها.

ونقل الباحث المتخصص في شئون الجماعات المسلحة، صورة واقعية عن تأصيل نظري لصراع بين مجموعتين في التنظيم الإرهابي، أولى تعرف اصطلاحا بـ«البنعلية» نسبة إلى تركي بن علي، والثانية تعرف بـ«الحازمية» نسبة لأحمد بن عمر الحازمي، التي انتشرت في صفوف «المقاتلين الأجانب في التنظيم»، وتقوم بالأساس على عدم العذر بالجهل في التكفير وإقامة الحدود على عوام المسلمين.

فريقان يختلف تأصيلهما الشرعي للتكفير، ولكن ما دفعهما إلى شبه الصدام الذي عبر عنه بشكل صريح وعلني من قبل التنظيم الإرهابي في إصدار مرئي أنتج، إعلام الرقة معنونًا بـ«القبض على خلية من الغلاة» نسب إليهم: تكفيرعموم الناس الذين سموهم عوام المسلمين، وتكفير كل قادة «داعش» وجنودها، كما أنها تتبنى مبدأ التكفير بالمعاصي.

هذا الإعلان الرسمي، كان الأول من نوعه، لكن الكتاب «كنت في الرقة» يكشف بإطناب في فصله - خاصة «دولة الملثمين» و«قطع الدومينو»- عن تعدد حالة التصفية التي يتعرض لها المقاتلون الأجانب لإتباعهم نهج عدم العذر بالجهل، كما يكشف عن حالة من الغضب والتململ في التنظيم بسبب ما يعتبره «لينا» وتساهلا مع السكان الأصليين للمدن الخاضعة لسيطرة التنظيم الإرهابي.

كما أنه في هذا السياق خلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت «أهل مصر»، قد انفردت بالأزمة التي وقعت بين التيارات المختلفة داخل تنظيم داعش، والتي انتهت ببيان صادر عما يسمى بـ"المكتب المركزي لمتابعة الدواوين الشرعية"، عبر مجلته الداعشية "النبأ"، قوله في مسألة "العذر بالجهل" و"تكفير العاذر"، التي أحدثت انشقاقا ملحوظا في صفوفه خلال الشهور الماضية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً