شهدت الآونة الأخيرة افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، للعديد من المشروعات القومية والخدمية، التي تهدف في المقام الأول إلى الارتقاء بمستوى الاقتصاد المصري، إلا أن قطاع كبير من المواطنين يتعرضون للعديد من الأزمات، كارتفاع أسعار المنتجات الغذائية، ونقص عدد من الأدوية، في مقدمتها "البنسلين"، بالإضافة إلى الأهمال الطبي بالعديد من المستشفيات الحكومية، لتشكل كل تلك الأزمات، عائق أمام الرئيس في حالة حسم قراره بخوض الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها بمنتصف عام 2018.
وترصد "أهل مصر" في هذا التقرير عدة أزمات تواجه الرئيس في حالة خوضه الانتخابات الرئاسية القادمة، ومقترحات خبراء سياسة واقتصاد للتخلص من تلك الأزمات..
1 - ارتفاع أسعار السلع الغذائية:
في الثاني والعشرين من ديسمبر الجاري، قال نائب رئيس غرفة الصناعات الغذائية بأتحاد الصناعات، محمد شكري، إن أسعار السلع الغذائية من المقرر أن تشهد ارتفاع من 5 إلى 7% مع بداية العام القادم.
وأضاف أن السلع المرتبطة بالاستيراد هي التي ستشهد ارتفاع، نظرًا لارتفاع قيمة اليورو أمام الدولار في الربع الأخير من العام الجاري، الذي انعكس بزيادة تكلفة الاستيراد على المنتجين، موضحًا أن صناعة السلع الغذائية في مصر يعتمد جزء كبير منها على مستلزمات الإنتاج المستوردة.
2 - أزمة السكر:
وينتظر المصريين خلال العام القادم، أزمة في السكر، نظرًا لوجود مؤشرات توضع وجود أزمة جديدة، مع اقتراب موسم الحصاد، يناير المقبل، بالإضافة إلى مطالبة الفلاحين للحكومة برفع أسعار توريد قصب السكر، ليسجل بذلك 1000 جنيه، الأمر الذي ترفضه الحكومة في ظل المطالب الكثيرة برفع سعره.
3 - أزمة الأرز:
من المحتمل أن يقل انتاج الأزر خلال الفترة المقبلة، بعد وجود توجه حكومي بتراجع المساحات المنزرعة من الأرز خلال السنوات المقبلة نتيجة لأزمة سد النهضة، الذي يؤدي لتراجع حصة مصر من المياه.
وقال رجب شحاتة رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات، إن تراجع المساحة المنزرعة من الأرز يهدد المصريين، وسيترتب عليه الاستيراد من الخارج، الذي يؤدي إلى ارتفاع سعر المنتج.
4 - زيادة أسعار المترو:
كما يشهد مترو القاهرة الكبري، زيادة في أسعار التذكرة، بدءًا من يوليو القادم، فقال هشام عرفات، وزير النقل، في تصريحات صحفية له إن سعر التذكرة سيرتبط بعدد المحطات، موضحًا أن السعر سيبدأ من جنيهين للمحطات التسع الأولى، وسيزيد جنيها لكل تسع محطات إضافية، في الوقت الذي سيصا فيه الحد الأقصى لسعر التذكرة 6 جنيهات، مع الابقاء على الاشتراكات المخفضة لموظفي الدولة وطلاب الجامعات والمدارس.
5 - أزمة البنسلين:
كما يشهد قطاع الصحة في مصر، أزمة منذ 3 أشهر، تمثلت في نقص البنسلين، لتعلن وزارة الصحة في الثالث من ديسمبر الجاري، عن توفر كميات من البنسلين، لكن "طوابير" المرضى أمام صيدلية الإسعاف، ونقص الدواء بأغلب الصيدليات يكشف استمرار الأزمة، على الرغم من إعلان هيئة الرقابة الإدارية في الثامن عشر من الشهر الجاري، ضبط أحد المسئولين بإحدى الشركات الكبرى المحتكرة للدواء.
وطبقًا لما أكدته بيانات وزارة الصحة، فأن مصر تستهلك 6 مليون فيال من مستحضر البنسلين طويل المفعول سنويًا، بمعدل 500 ألف شهريًا.
- الأزمات الاستراتيجية والأمنية هي التحديات المواجهة للرئيس الفترة المقبلة:
في السياق ذاته، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن الأزمات المتمثلة في نقص أنواع من الأدوية، أو ارتفاع الأسعار لا تشكل تحدى أمام الرئيس خلال العالم القادم الذي من المقرر أن يشهد قيام الانتخابات الرئاسية، موضحًا أن تلك الأزمات هي مسئولية الوزراء.
وأضاف في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن التحديات التي تواجه الرئيس قبل الانتخابات تندرج تحت بند التحديات الاستراتيجية والأمنية والاقتصادية التي تعد القطاعات الخدمية جزء منها.
وأضح "فهمي" أن التحديات الأمنية والاستراتيجية، هي التي تمثل تهديدات خلال الفترة المقبلة، مستشهدًا بحديث الرئيس السيسي الذي ذكره أثناء تواجده بمحافظة الإسماعيليلة حول قلة تهديدات خارجية، لكن التحدي الكامل هو ضرورة مواجهة الأرهاب، لأن ذلك هو التحدي الأكبر الذي تواجهه الدولة المصرية.
وأشار إلى أن هناك تحدي أخر أمام الرئيس السيسي، وهو تحدي اقتصادي، موضحًا أن لابد من انعكاس نتائج الأصلاح الاقتصادي، ليشعر به المواطن، من خلال انخفاض الأسعار، وتوفير الخبز والأدوية.
- تحويل مؤشرات الاقتصاد إلى واقع:
وعلى الجانب الاقتصادي، قال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن التحدي الذي يمكن أن يواجه الرئيس خلال الفترة المقبلة، هو السعي لتحويل كل مؤشرات الاقتصادية إلى واقع، يشعر به المواطن من خلال وجود استثمارات وفرص عمل، وانخفاض أسعار.
وأضاف في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أنه يعترض على ارتفاع سعر تذكرة المترو، للوصول لمرحلة الربح، موضحًا أنه يوجد موارد يمكن من خلالها منع زيادة الأسعار، منها تحصيل جنيه واحد من كل وسائل المواصلات، أو الاستفادة من وجود "التكاتك" التي تحصل على بنزين مدعم من الحكومة من خلال تحصيل رسوم شهرية من السائقين، لضخها في مجالات أخرى لتفادي رفع الأسعار.
وأكد أن ديون مصر سيكون لها تأثير سلبى خلال العام القادم، نظرًا لضرورة تسديدها أو تسديد الفوائد، في ظل الأزمات الاقتصادية التي يمكن أن تقود مصر لأخذ قروض أخرى، ولذلك يجب تحويل إيرادات الاحتياطي إلى أرقام حقيقية، لخفض الديون، التي سيترتب عليها عدم التأثير السلبي على الأسعار.