قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في وقت سابق إن الثورة في إيران تبدو مسألة وقت وإن الحركة الإصلاحية في الجمهورية الإسلامية تتعلم من دروس الثورات في تونس ومصر وليبيا وسورية.
وسئل بانيتا وهو مدير سابق لوكالة المخابرات المركزية تولى قيادة وزارة الدفاع في يوليو عن احتمال أن يمتد الربيع العربي إلى إيران فأجاب "بالتأكيد".
وأضاف "أعتقد أننا شاهدنا بوضوح في الانتخابات الأخيرة في إيران أن هناك حركة داخل إيران أثارت نفس الامور التي نشاهدها في أماكن أخرى".
غير أن بانيتا عرض تفسيرا مختلفا للأحداث وتأثيرها على إيران، وقال "أعتقد أن الحركة الإصلاحية في إيران تتعلم كثيرا مما يحدث في تونس ومصر وليبيا وسورية".
وأضاف "إحدى القضايا التي كنا نبحثها عندما حدثت "الثورتان في" تونس ومصر هو ما الذي أشعل هذا؟ ما الذي تسبب في حدوث كل هذا" وذكر عوامل بينها وسائل الإعلام الاجتماعي والشبان الذين لم يكن لديهم الأمل في المستقبل.
وقال "الحقيقة هي أنه عندما يقرر الشعب أن تلك اللحظة جاءت، تكون تلك لحظة يوشك عندها أن يحدث تغير هائل"، وتابع قوله "أعتقد أن هذا لا ينطبق على الشرق الأوسط وحسب بل وأيضا على إيران."
-ثورة بلا سوشيال ميدياوقالت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية سواء كانت الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ يومين في إيران، تحركات يقودها المتشددون في البلاد ضد الرئيس الإصلاحي حسن روحاني، أم أنها احتجاجات شعبية عفوية غاضبةمن عدد من الملفات المحلية والخارجية المتراكمة، إلا أنه من شبه المؤكد أن السوشيال ميديا لم تكن محركة لها على نطاق واسع.ففي الوقت الذي تحجب فيه إيران أكبر وأهم مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "فايسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، يقتصر استخدام تلك المواقع على القادة السياسيين الذين دشنوا خلال السنوات الماضي حضورهم الإلكتروني من أجل مخاطبة العالم الخارجي، بينما يضطر المواطنون الإيرانيون لاستخدام "بروكسي" لفك الحجب المفروض والتعرض للملاحقة الأمنية، ليصبح تطبيق "تيليجرام" وسيلة التواصل الأكثر انتشاراً في البلاد، خصوصاً أنه يتميز بخدمة تشفير هي الأكثر كفاءة بين كافة تطبيقات المراسلة الفورية.ورغم أن الإيرانيين ناقشوا في "تيليجرام" على نطاق واسع الميزانية الجديدة التي قدمتها حكومة الرئيس روحاني في وقت سابق من الشهر الجاري، إلا أنه لم تصدر أي تقارير تفيد بوجود دعوات للاحتجاج أو التظاهر في "تيليجرام"، أو أي مواقع أخرى للتواصل الاجتماعي.وفي حال كانت تلك الدعوات موجودة في التطبيق فيحتمل أنها كانت متداولة عبر قنوات اتصال مغلقة لم يتم تسريبها للعلن بعد، علماً أن الجدل في البلاد حول الميزانية بدأ أساساً في وسائل الإعلام الإيرانية،وناقشه أعضاء في البرلمان أيضاً، بشكل خلاف تقليدي بين الإصلاحيين والمتشددين، بالتركيز على اتجاه البلاد نحو الاعتماد المتزايد على النفط بعكس وعود روحاني الانتخابية في مايو الماضي بحصد نتائج الاتفاق النووي الإيراني للعام 2015 الذي رفع العقوبات الدولية عن البلاد وفتحها أمام الاستثمارات الأجنبية.والحال أن الجدل حول الميزانية في "تيليجرام" تمحور حول شعور من الإيرانيين بالضيق إزاء الاعتمادات المالية المخصصة للمؤسسات الدينية والثورية بموازاة تخفيضات طالت مجالات أخرى في الميزانية، كما عبر إيرانيون عن سخطهم إزاء ارتفاع "ضريبة الخروج" التي يدفعها الإيرانيون كلما سافروا خارج البلاد، بينما خفضت الحكومة "الإصلاحية" ملايين الدولارات من خطة دعم متواضعة ولكنها شعبية للفقراء. وفي الوقت نفسه، سمحت الحكومة لعملة إيران بالانخفاض خلال النصف الأخير من العام، وهي ضربة نفسية أدت إلى تضخم أسعار بعض المنتجات مثل زيادة أسعار البيض بنسبة 40٪ على سبيل المثال.-ثورة الإيرانيينوفي الوقت الذي تلهب إيران الصراع في الدول العربية التي دعمت أنظمتها الحاكمة ضد الشعوب الإسلامية، التي تسعى لنشر أجندتها من خلالها، انتفض الشعب الإيراني فجأة وشهدت مختلف المدن الإيرانية مظاهرات احتجاجية شعبية عارمة من أقصي الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي وردد المتظاهرون هتافات ضد المرشد والرئيس الإيرانيين رافضين التدخل الإيراني في المنطقة.وجاءت المظاهرات نتيجة موجة الغلاء التي وصلت حد تجويع الشعب وسموها "ثورة الغلاء" لكن المراقب للواقع الإيراني يعرف بأن الغلاء في الواقع هو القشة التي قسمت ظهر البعير؛ نتيجة السياسات التي انتهجها النظام الإيراني؛ ما أسفر عن انهيار حياة الشعب الإيراني السياسية والاجتماعية والاقتصادية وسببت له الويلات قبل أن تضر الشعوب الأخرى في المنطقة.-قمع وتمييزوانتهج النظام الإيراني سياسة القمع والتضييق والتمييز، ضد كافة الأصوات التي تعارضها في الداخل واغتالت الكثيرين في الخارج، كما أغلقت مواقع التواصل والصحف وزجت بالكثير من النشطاء في السجون وقد حرمت المرأة الإيرانية من أبسط حقوقها ومنعتها من الحضور في الملاعب الرياضية حتى وهي أبسط الحقوق.وتفشي الفساد والظلم والحرمان جعل الإنسان الإيراني يكافح لكي لا يموت من الجوع وفي الوقت نفسه بذلت إيران مليارات الدولارات في حروبها الإقليمية المبنية على الطائفية وبث الكراهية.وانتفض المواطن الإيراني ضد كل المليارات التي بعثرتها إيران لدعم جرائم بشار الأسد في سوريا، والحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، الذي قال أمين عام حزبه حسن نصرالله "ما دام لدى إيران أموال فنحن لدينا أيضًا".بالإضافة إلي أن حالة التضييق التي يمر بها الإيرانيون للسفر للخارج، وكان في السابق يمكن للمواطن الإيراني الحامل لجواز السفر الإيراني أن يسافر للكثير من البلدان دون أن يحتاج لتأشيرة سفر لكن سياسات النظام بعد ثورة 1979 أفقدت الجواز السفر الإيراني كامل قيمته ووضعته في أسفل قائمة الجوازات عالميًا.إضافةً إلى ذلك سياسة دعم الإرهاب والإرهابيين صعبت الحصول على تأشيرة السفر للإيرانيين وحتى الطلاب وأساتذة الجامعات منهم وخير شاهد على ذلك هو قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حظر سفر الإيرانيين للولايات المتحدة وهذا ما أثر بشكل سلبي على الفرص الاقتصادية والعلمية والترفيهية للمواطن الإيراني ونال من كرامته حين أجبره أن يخضع لأشد درجات المراقبة والتفتيش في المطارات الأجنبية ناهيك عن إرغامه للقيام ببصمة اليد والأعين.كما أدت السياسات الإيرانية للنَيل من حرية العبادة وزيارة بيت الله الحرام للمواطن الإيراني وجعلته يفقد فرصة زيارة الحرمين الشريفين في العام الماضي، وعانى الإيرانيون من صعوبة توفير لقمة العيش الكريمة لأنفسهم وذويهم وتعيش نسبة عالية من الشعب تحت خط الفقر وهذا ما جعلهم يهتفون بشعارات مثل "الموت لروحاني والموت للديكتاتور"، و"انسحبوا من سوريا وفكروا بنا" و"لا للبنان ولا لغزة.. نعم لإيران" و"الموت لحزب الله" معلنين معارضتهم لا للسياسات الإيرانية داخليًا فقط بل وخارجيًا أيضًا.-ضد الحكومة أندلعت مظاهرات في عدد من المدن الإيرانية احتجاجًا على البطالة والفقر وعلى ارتفاع الأسعار وهم يرددون شعارات مناهضة للحكومة.وخرج أهالي مدينة مشهد في مظاهرات احتجاجًا على البطالة والفقر ورفع المحتجون شعارات "الموت لروحاني والموت للديكتاتور" في إشارة إلى رئيس إيران الذي فشل في تحقيق وعوده الانتخابية للقضاء على البطالة والفقر في بلد يعد ثاني أكبر مصدّر للنفط بعد السعودية، وثاني مصدر للغاز بعد روسيا وأيضًا في إشارة لمرشد إيران علي خامنئي.كما رفع المحتجون لافتات تعلن الرفض لتدخلات إيران في المنطقة العربية، وكما رفع المحتجون شعار "انسحبوا من سوريا وفكروا بنا" و"لا للبنان ولا لغزة.. نعم لإيران" في إشارة لتدخل طهران في البلدان العربية بدعم الميليشيات الطائفية ماليًا ولوجستيًا وتؤكد تقارير صحفية أن المظاهرات انتقلت من مشهد عاصمة محافظة خراسان رضوي إلى مدينة نيسابور.يبدو ذلك واضحاً في حالة الثورة الخضراء العام 2009، عندما نزل الإيرانيون إلى الشوارع في أبرز المشاهد التي هزت استقرار النظام الإيراني وهددت وجوده.وتشير تقارير غربية إلى أن الاحتجاجات على الظروف الاقتصادية تعتبر أمراً شائعاً في إيران، لكنها تلك الاحتجاجات تحدث عادة أمام البرلمان في طهران بشكل تجمعات صغيرة، ومن المالوف في المدن الأصغر مشاهدة الاحتجاجات من قبل الناس الذين فقدوا مدخراتهم بسبب إفلاس البنوك أو من قبل المتقاعدين الذين لا يستطيعون تلبية نفقاتهم. لكن ما يبدو مميزاً في الاحتجاجات الأخيرة أنها تنتشر بسرعة من مدينة إلى أخرى، بعد انطلاقها من مدينة مشهد المحافظة حتى وصلت إلى طهران وكرمانشاه التي يسكنها الأكراد غربي البلاد، مع سرعة تغطية التطورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي انتقلت بدورها للميديا العالمية.في ضوء ذلك، يصبح الاحتمال الأكثر ترجيحاً أن خصوم روحاني في المعسكر المتشدد القريب من الحرس الثوري الإيراني، يقفون وراء انطلاق الاحتجاجات في مدينة مشهد شرقي البلاد، مستفيدين من الغضب من تشديد الحزام الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الغذائية والبنزين، لكن تلك الشرارة خرجت عن السيطرة وتحولت الى تجمع معادي للنظام ينتشر الأن في جميع أنحاء البلاد، وأصبحت ترفع شعارات غير مسبوقة مثل "الموت لروحاني" وشعارات أخرى ضد المرشد الأعلى علي خامنئي وضد الوجود العسكري الإيراني المكلف في الشرق الأوسط، وتحديداً في سوريا ولبنان وغزة، والتي يتم تداولها بشكل مقاطع فيديو قصيرة عبر مواقع التواصل.