مرت 3 أسابيع على بدء العمليات العسكرية التركية بمساندة فصائل سورية مسلحة ضد مدينة عفرين السورية، 3 أسابيع من القصف التركي المتواصل الذي خلف العديد من الضحايا في صفوف المدنيين الأبرياء بينهم أطفال ونساء وشيوخ، راحوا ضحية الأطماع الأردوغانية التوسعية التي لن تتوقف حتى تبتلع اجزاء واسعة من سوريا والعراق .
تركيا داعم الإرهاب الرئيسي في سوريا
تركيا التي طالما كانت الداعم الأول والأبرز للقوات والفصائل الإسلامية المعارضة خاصة جبهة النصرة وتنظيم داعش، لم تدخر أي جهد في سبيل قمع الكرد، ومازالت كوباني في الذاكرة حيث قامت تركيا بتسهيل دخول داعش إلى كوباني منذ ثلاث سنوات، وقدمت الدعم الكامل له لتنفيذ أبشع المجازر بحق المدنيين، و بعد فشلها الذريع في كوباني ، عادت لتبث حقدها و كراهيتها و سمها في عفرين في محاولة منها للنيل من الكرد.
تحاول الدولة التركية تنفيذ مخططاتها في المنطقة من خلال خداع مكونات المنطقة، وتسعى من خلال مرتزقتها الذين دربتهم في تركيا بث الفتنة والعداوة بين الكرد والعرب وضرب مكونات المنطقة بعضها ببعض، إلا أنها لم تنجح حتى الأن في مخططها هذا منذ أكثر من أسبوع، بدأ زعيم حزب العدالة والتنمية التركي أردوغان بالخروج في اليوم الواحد عدة مرات على شاشات التلفزة متوعدا عفرين.
لم يكن أردوغان وحده من يدلي بهذه التصريحات، بل إن حاشيته كوزير الدفاع نور الدين جانكيلي، رئيس الوزراء بن علي يلدرم، ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو والعديد من مسؤولي حزبه، كانوا يطلقون الوعيد.
تصريحات المسؤولين الأتراك رافقها قصف مدفعي على إقليم عفرين، وجولات واتصالات مكثفة بين تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري، في الغرف السرية للتوصل إلى اتفاق.
مرتزقة أردوغان في سوريا
تركيا قامت بزج المجموعات المرتزقة التي تدعمها في إدلب، وقامت بسحبهم وزجهم في القتال على جبهات عفرين لتحقيق هدفها باحتلالها، كما أن تركيا تعلم جيدا دخول عفرين ليس بنزهة، وليس كدخولها لمدينة الباب وجرابلس عبر اتفاقات مع مرتزقة داعش، وهي على معرفة تامة بأنها ستتلقى المقاومة والضربات.
ولمنع سقوط قتلى في صفوف جيش الاحتلال التركي مما سيثير ردود فعل داخلي غاضبة تجاه سياسات أردوغان الخارجية، زجت بهذه المجموعات المرتزقة في الخطوط الأمامية، حيث دفعت أنقرة بالفصائل المسلحة في إدلب مثل نور الدين زنكي والنصرة وأحرار الشام وتقديم الدعم لهم للقتال في عفرين .
اتخذت وحدات حماية الشعب والمرأة وكافة التشكيلات العسكرية في عفرين قرار المقاومة ضد أي هجوم عسكري تركي أو مدعوم من أردوغان ضد عفرين وعدم رضوخها لضغوط تركيا، وعلى الرغم من عدم التكافؤ في القوة العسكرية بين الجيش التركي الذي يُعتبر ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الشمال الأطلسي ”الناتو“ من حيث العتاد العسكري والتكنولوجيا التي تملكها تركيا، ووحدات حماية الشعب التي لا تملك سوى الإرادة والعزم على المقاومة ورفض الخضوع للضغوطات من أي طر ف كان، إلا أنها اتخذت قرارها بالدفاع عن عفرين وأنها سوف لن تستسلم وستفاجئ الجيش التركي بما لا يتوقعه ، وبذلك تنتصر الإرادة الحرة على الترسانة العسكرية الضخمة.
ضوء أخضر روسي
الدولة التركية تشن الهجمات على عفرين للنيل من إرادة الشعب الذين تحققت بفضل دماء شهدائهم انتصارات في روج آفا وشمال سوريا، كما تستهدف الدولة التركية من خلال قصفها المدينة التي احتضنت آلاف النازحين من عموم الشعب السوري الذين وجدوا في عفرين الأمن والسلام، وهذا يعني أن تركيا اليوم تستهدف الشعب السوري بشكل كامل.
بعد أن حصلت تركيا على الضوء الأخضر الروسي، عقب أسبوع من القصف المتواصل بالمدفعية، بدأت طائراتها الحربية في 20-1-2018 بشن العدوان على عفرين وقراها، إذ أن القصف استهدف المناطق المأهولة بالسكان، والتأكيد على ذلك أن 8 مدنيين فقدوا حياتهم بينهم الطفل النازح يحيى، إلى جانب إصابة 13 مدنيا آخرين.
ومنذ أن أعلنت تركيا عدوانها على عفرين، ويحاول جيشها ومرتزقتها الذين جمعتهم من مختلف المناطق السورية، التوغل داخل أراضي عفرين، إلا أن جميع محاولات جيش الاحتلال باءت بالفشل، إذ أن جيش الاحتلال والمرتزقة يهاجمون من طرف نواحي بلبله، راجو، جندريسه، شيه وشرا وجميعها تقع على الحدود مع تركيا.
وبعد أن فشل الاحتلال التركي بالتوغل داخل أراضي عفرين، بدأت طائراته اليوم القصف على المناطق الآهلة بالسكان مثل ناحية موباتا وسط مقاطعة عفرين وكذلك محيط مدينة عفرين، إلى جانب القرى الحدودية في نواحي بلبله، راجو، جندريسه، شيه وشرا مسببة الكثير من الخراب والدمار واستشهاد الكثير من المدنين.
مجازر بحق السكان العزل
يتبع الاحتلال التركي مجازر بحق السكان في عفرين من قتل وتدمير جرائم لا تسكت عنها الإنسانية وسط صمت دولي وعلى الرغم من تصريحات مسؤولي القوى العظمى وفي مقدمتها روسيا وأمريكا قبل بدء العدوان التركي وإشارتهم إلى أن العدوان التركي لا يفيد الاستقرار في المنطقة وكذلك الحرب على داعش. إلا أن العدوان التركي قوبل بالصمت من قبل
وقالت وسائل الإعلام إن وزيرا الخارجية الروسي والأمريكي اتصالا هاتفيا معا بعد العدوان التركي وناقشا الهجمات على عفرين، ولكنهما لم يتطرقا إلى أكثر من هذه الكلمات ولم يصدر رغم ذلك أي تصريحات منهما.
رغم كل هذا القصف العدواني على عفرين إلا أن شعب المدينة لم يخرج من عفرين وهو مصر على مجابهة جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، وهذا ما يزعج الاحتلال التركي، لذا بدأت أبواقه الإعلامية بنشر أخبار كاذبة عن نزوح الأهالي إلى عفرين والادعاء بأن النظام البعثي فتح ممرا لوصول تعزيزات عسكرية إلى عفرين، كي يخفي بذلك تعاونه مع النظام السوري والاتفاق على شن العدوان هذا.
وأعلنت إدارة عفرين النفير العام، وبدأ الشبان والشابات بالانضمام إلى النفير العام، حتى المسنون أيضا حملوا السلاح واستعدوا لمواجهة الاحتلال التركي، لكن القوات التركية والعناصر الداعمة لها أحكمت سيطرتها على مركز مدينة عفرين شمال غرب سوريا، في إطار عملية غصن الزيتون التي أطلقتها في 20 يناير ضد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين.
نقلا عن العدد الورقي.