15 يوماً يحتفل خلالها أهالى محافظة دمياط بمولد "أبو المعاطى"، أحد المظاهر التى تشتهر بها منطقة "صلاح الدين"، والتى تحتضن ضريح والى دمياط، مظاهر مختلفة تطل كل عام ولكن يظل مولد "أبو المعاطى" بدمياط أحد ساحات الصوفية والتى تعد أهم تلك الساحات على مستوى مصر.
لمحة تاريخية
هو العارف بالله " فاتح بن عثمان الأسود التكرورى"، أحد أعمدة التصوف فى عهد المماليك، جاء إلى مصر قادماً من مراكش بصحبة السيد البدوى وعبد الرحيم الدسوقى، اتجه إلى محافظة دمياط ليرثى قواعد التصوف فكان بمثابة طوق النجاه لمتصوفى المحافظة أنذاك. عرف عنه الزهد فلم يتجه إلى الدنيا قط، عمل قفاصاً بقوت يومه وسكن بجوار مسجد "عمرو بن العاص" ليشيد منزله والذى تحول بعد ذلك إلى مسجداً، ساعد فى إعادة الحياة لأبناء التصوف، بينما كان معاطاءً لا يرد سائل لذا أطلق عليه "أبو المعاطى" .
ظل مسجده قبلة من يريد قضاء الحاجة حتى الأن ، ضريحه يستقبل الوافدين سنوياً ، أجواء روحانية يتخللها مظاهر احتفالية يقدم عليها أبناء الصوفية لتضفى الطابع الخاص لمولد "والى دمياط"
المولد قديما
العديد من المظاهر اختفت بمرور الزمن، ربما كان لإعادة مسجد "عمرو بن العاص" دراً فى هذا، فبعد إعادة العمل به لم يعد بإمكان الوافدين من ممارسة مظاهرهم الاحتفالية كالمعتاد ، فاحتفت الألعاب الخاصة بالمولد ، وشوادر المدح التى كانت سمة من سماته .
ساحات الصوفية تملآ مولد دمياط
يشهد مولد "والى دمياط" إقبالاُ واسعاً من قبل أبناء الصوفية كل عام ، لتعد هى السمة الرئيسية للاحتفال بالمولد ، ساحاتهم تملآ شوارع المدينة ، يستقطبون الأهالى "أناشيد .. وابتهالات .. وأماكن لحلقات الذكر، مشاهد يحرص زوار مولد "أبو المعاطى" على رؤيتها كل عام ، يقود تلك المظاهر أبناء الصوفية ، فهم مدينون لـ "أبو المعاطى" بحياتهم مرة أخرى بدمياط.. عند اقترابك منهم تحدثك قلوبهم لترى كيف يكون تطهير النفس، وهنا تكون ساحات التصوف أحد أهم المظاهر التى يمتلكها أبناء دمياط للاحتفال بمولد "والى المدينة".
الأسعار وراء هجرة الأهالي
كعادتها تقف الأسعار حائلاً أمام إتمام بهجة الاحتفال، فيشهد مولد "أبو المعاطى" هذا العام هجرة غير مسبوقة من قبل الأهالى، واشتكى البائعون من ضعف حركة البيع والشراء فيقول عم راضى بائع ألعاب: "أنا كل سنة بحضر المولد هنا لكن السنة دى أضعف من كل مرة مافيش بيع ولا شراء".
وأكدت لنا "أم عبده" أنا كل مولد بحضر بس السنة دى حلاوة المولد ماحدش قرب منها الأسعار غالية والناس مابقتش تشترى زى الأول، فيما أشار محمد سلامة عامل إلى أن "الناس بتشترى بس مش بالكميات اللى متعودين عليها ، الأسعار غالية أوى وبنحاول نعدى الموسم على قد ما نقدر .
وفاء النذور مشهد دائم بضريح "أبو المعاطى"
منذ بداية المولد وحتى نهايته تستقبل ساحة مسجد "أبو المعاطى" الوافدين من كافة محافظات مصر ، هذا يستعد لجلسة الذكر، وذاك يأتى لوفاء نذر ما ، وتلك تأتى لإطعام المساكين .
التقينا بأحد الوافدين الذى أكد مجيئة كل عام لحضور الزفة الخاصة بالضريح ، لاقتاً إلى أن بداية معرفته بـ "والى دمياط" عن طريق أحد المتصوفين.
قال محمود أنا من القاهرة بحضر كل سنة عشان أوفى نذر ، وكل سنة أنذر لتحقيق حاجه معينة والحمد لله حاجى بتقضى ، وأسرد قائلاً : أنا من 12 سنة بحضر هنا ومواظب على النذور ، وهفضل كده لحد ما أموت.