أشجار النخيل أهم ما يميز محافظة جنوب سيناء حيث تنتشر زراعة أشجار النخيل في شوارع جميع مدن المحافظة، وكذلك الحدائق والمتنزهات كبديل لأشجار الزينة لتجميل شوارع المحافظة.
كما قام جهاز تعمير سيناء بإقامة مزارع نموذجية في الوديان والتجمعات البدوية تم زراعة الآلف من أشجار النخيل المثمر ما بين برحى ومجدول وأنواع أخري، وأثبت نجاح تجربة زراعة النخيل في ظل مناخ المحافظة.
خلال عامين تحولت شوارع مدينة الطور منتجة لثمار التمور ولكن للأسف مصير هذه التمور إما للطيور أو الأغنام و الماشية ولا يستفاد منها المواطن السيناوي، حيث لا يوجد استغلال لهذا الإنتاج الوفير مما دفع مسئولي المحافظة البحث عن مشروع لاستغلال التمور.
وفي محاولة من استغلال أمثل لتمور سيناء، تحرك اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، معلنا عن خطة مستقبلية لزراعة أشجار مثمرة بالشوارع ووقع الاختيار علي أشجار النخيل لما يمتاز به من تحمل درجة الحرارة وقلة المياه، وتم بالفعل زراعة أنواع جيدة من التمور كما يتم زراعة النخيل في الوديان مثل فيران و ووادي الطور وهى غير مستغلة مما يترتب على ذلك ضياع الإنتاج و إهدار آلاف الأطنان على الأرض لعدم وجود شركات متخصصة تقوم بشراء وتجميع البلح وقال أن هذا المجال مفتوح للاستثمار موجها دعوة للشركات المتخصصة في إنتاج التمور في مطروح و الوادي الجديد بإقامة مصنع بالمحافظة.
من جهته، أكد المحاسب فوزي همام رئيس مدينة طور سيناء، أن المدينة تضم أكثر من 50 ألف نخلة مثمرة من أجود أنواع النخل العربي الأصيل تم زراعتها في جميع الشوارع الرئيسية والجانبية وقريتي الوادي والجبيل وهذه الأشجار تبحث عن الاستثمار للاستفادة منها مشيرا أنه يتم الاعتناء بجميع الأشجار من عمليات تقليم ورش ضد الأمراض علي الرغم من عدم الاستفادة من ثمار هذه الأشجار ويتغذي عليها العصافير والغربان.
وأضاف رئيس المدينة أن التربة والمناخ بجنوب سيناء مناسبان لزراعة أشجار النخيل حيث يتراوح إنتاج النخلة الواحدة من 10 إلي 20 كيلو لافتا إلي أن إنتاج مدينة الطور من أشجار النخيل ما يقرب من 90 ألف كيلو تمر ولم يتم الاستفادة من هذه الكمية .
وأشار إلي أنه لابد من إقامة مصانع لإنتاج التمور بالمدينة والاستفادة من هذه الكميات التي تضيع هباء .
أما السيد فهمي مدير جهاز تعمير جنوب سيناء، فقال إن الجهاز نفذ نحو 15 مزرعة نموذجية في وديان و تجمعات بدوية بمدن المحافظة المختلفة و كل مزرعة تضم ما يقل عن 500 نخلة متنوعة بين برحي و مجدول و حياني وأنتجت بالفعل و الإنتاج يتم بيعه بأسعار رمزية لأهالي المحافظة وإنتاج النخلة الواحدة يتراوح بين 100 إلى 200 كيلو.
المهندس عاطف حامد وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة قال أنه سيتم عقد مؤتمر في شرم الشيخ لرعاية أشجار النخيل ينظمه المعمل المركزي لرعاية النخيل في وزارة الزراعة في الفترة من 23 إلى 29 سبتمبر القادم تحت رعاية اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء ووزير الزراعة.
وأضاف وكيل وزارة الزراعة أن المحافظة خلال العامين الماضيين بدأت في زراعات أنواع حديثة من النخيل مثل الحيانى و المجدول والبرحى وباقي أصناف النخيل الموجودة في المحافظة هي قديمة جدا لم يتم تصنفيها.
وأكد أن المديرية تقوم بمساعدة المزارعين لمواجهة أمراض النخيل وأهم الآفات سوسة النخيل وكل المهندسين الموجودين حصلوا على دورات في اكتشاف المرض وكيفية مواجهته و القضاء عليها و يتم التعامل معها على الفور.
الشيخ سليمان أبو مشغل شيخ قبيلة القرارشة قال أن وادي الطور ووادي فيران وقرية الجبيل بها ما يزيد عن 20 ألف نخلة غير مستغلة و إنتاجها يكون طعام للغربان أو الأغنام ولا يستفاد منه المواطن إلا بكمية قليلة.
وأكد " ابو مشغل " علي ضرورة إقامة مصنع للتمور و العجوة لتوفير فرص عمل للشباب ويساعد على استغلال ثروة مهدره كما أكد أن نسبة السكريات في بلح قرية الوادي تناسب مرضى السكري وهى صغيرة الحجم وقيمتها الغذائية العالية.
وقال أن المزارعين يحتاجون إلى متخصصين لتنظيف وتقليم النخيل و تلقيحه حتى تتضاعف كميات الإنتاج ويحرص المزارع على العناية بالنخيل الخاص به.
وأكد أن شجر النخيل بمثابة ثروة لأهل البادية ونتفاخر به أمام بعضنا البعض خاصة أذا كانت من الأنواع الجيدة الموجودة في السعودية.
المهندس سالم سمحان ابن قبيلة الصوالحة وصاحب مزرعة في قرية الوادي قال أنه قام بزراعة ما يقرب من 3000 نخلة متنوعة ما بين برحى و مجدول بعد أن أثبتت التجارب نجاح هذا النوع في أراضي جنوب سيناء.
و أضاف " سمحان " أن هناك آلاف من أشجار النخيل داخل مئات المزارع بمدينة الطور وهذه المزارع سوف تنتج خلال عام تقريبا مما يؤكد أن حجم الإنتاج سيفوق بكثير حجم استهلال المحافظة ولهذا نطالب بإقامة مصانع وثلاجات لاستغلال هذه التمور وبيع الفائض في محافظات مصر المختلة.