قررت وزارة الدفاع الأمريكية إنشاء مركزي مراقبة على الحدود السورية التركية، يأتي ذلك بعد تصاعد التوتر على الحدود بين الجيش التركي والفصائل الكردية التي تدعمها واشنطن.
وذكر موقع "ميليتاري تايم" أن الولايات المتحدة ستنشئ نقطتي مراقبة في شمال سوريا بهدف مساعدة تركيا على تأمين حدودها من التهديدات التي تتعرض لها البلاد بسبب تداعيات الحرب في سوريا.
وبحسب الموقع، تأتي هذه الخطوة لمنع المناوشات العسكرية في المناطق القريبة من الحدود التركية وعدم تشتيت قوة الفصائل الكردية المدعومة من الولايات المتحدة لتركز جبهتها ضد تنظيم "داعش".
وأشار الموقع إلى أن هذه التعزيزات قد تثير غضب المشرعين الأمريكيين ، الذين ينظر بعضهم إلى القوات الأمريكية في سوريا على أنها ابتعدت عن الهدف الأصلي المتمثل في هزيمة "داعش".
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس للصحفيين يوم الأربعاء في البنتاغون: "هذا تغيير، الآن ، نحن نضع مراكز مراقبة في عدة مواقع على طول الحدود الشمالية لسوريا لأننا نريد أن نخبر الأتراك ونحذرهم في حال حدوث أي شي من المنطقة التي نعمل بها".
وقال ماتيس إن هذه الخطوة تمت بالتشاور الوثيق مع تركيا، وهي حليف للناتو قامت بالعديد من العمليات الهجومية في سوريا خلال السنوات القليلة الماضية للتعامل مع الجماعات المتشددة التي تقول إنها تشكل تهديدًا.
وقال ماتيس: "سنقوم بتتبع أي تهديد لتركيا يمكننا رصده"، "هذا يعني أننا سنتحدث إلى الجيش التركي عبر الحدود"، وأن مراكز المراقبة الجديدة لن تحتاج إلى قوات إضافية.
وستكون مراكز المراقبة "واضحة للغاية" بالنسبة للعمليات في النهار والليل حتى تعرف القوات التركية مواقعها، بحسب ماتيس. كما بدأ الجيش الأمريكي هذا الشهر أيضا دوريات مشتركة مع القوات التركية المسلحة، كجزء من خارطة طريق لتخفيف التوتر في المنطقة بين الحليفين الأطلسيين.
وامتدح المسؤولون الأمريكيون باستمرار وحدات حماية الشعب الكردية لدورهم في استعادة أراضٍ من تنظيم "داعش" الإرهابي، مدعومة بالقوة الجوية الأمريكية.
وقال ماتيس: "نحن لا نقول أن وحدات حماية الشعب هي نفسها حزب العمال الكردستاني"، وتابع: "وقوات سوريا الديمقراطية، التي فقدت الآلاف من قواتها بين قتيل وجريح، في محاربة "داعش" ، واجهت مشاكل بسبب عدم الاستقرار حول عفرين ومنبج [في شمال سوريا]، لذلك لم تكن مركزة بشكل كامل".
وكان الجيش التركي قد قصف مواقع كردية شرقي الفرات، في شهر أكتوبر ل الماضي، بالتزامن مع تصريحات من الرئيس التركي بأن بلاده عازمة على القضاء على المقاتلين الأكراد شرق الفرات، حيث قال أردوغان في كلمته أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بتاريخ 30 أكتوبر : "استكملنا خططنا وتحضيراتنا للقضاء على التنظيم الإرهابي في شرق الفرات"، لافتا إلى أن "تركيا بدأت التدخل ضد جماعات إرهابية في سوريا خلال الأيام الأخيرة".
وتدخلت الولايات المتحدة التي تدعم القوات والفصائل الكردية في الشمال السوري على خط التصعيد وسيرت دوريات شمالا على الحدود وأكد البنتاغون أن الولايات المتحدة على اتصال مع أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) حول هجوم أنقرة المخطط على شمال شرقي سوريا.
وجاء الرد التركي على الدوريات الأمريكية من قمة الهرم في تركيا، حيث انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسيير الولايات المتحدة دوريات عسكرية على الحدود التركية واعتبرها أمرا غير مقبول.
وقال أردوغان للصحفيين بعد لقائه مع كتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة، إن "تسيير القوات الأمريكية دوريات مع وحدات حماية الشعب الكردية أمر غير مقبول".
وتابع: "أتوقع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يوقف الدوريات المشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية على الحدود السورية بعد اجتماع باريس".