قال خبير الاقتصادي الدولي الدكتور جميل محمد، أن جهود الرئيس السيسي خلال السنوات الماضية نجحت بشكل كبير جدا في عودة إفريقيا إلى أحضان مصر سياسياً، والطريق الآن ممهد للتحرك الاقتصادي والاستفادة من الفرص المتاحة، مشيراً أن مصر على أعتاب مرحلة جديدة من العلاقات مع القارة السمراء في نقطة فاصلة تختلف عن أي مرحلة سابقة، ولابد من أن تجني منها ثمار سياسية واقتصادية وأجتماعية ايضاً، وتأتي دائماً بوابة الاقتصاد لتستكمل تحريك المياة الراكدة للسياسة والتي من المنتظر أن تكون ملحمة تجارية واقتصادية تكلل خطوات الجهود الدبلوماسية التي قادها الرئيس السيسي على مدار فترته الأولى والثانية وصولاً إلى إعادة الدماء إلى أوصال أهملتها العقود الماضية وأنظمتها ونجحت دول أخرى في اختراق أبواب القارة السمراء لكن موقع مصر التاريخي والجغرافي يتيحان لها فرصة التقدم وفتح الابواب مجدداً والتحرك.
وأشار إلى أن الخطوات والمرحلة السابقة مهدت الطريق للاقتصاد ليكون مكملاً للجهود السياسية التي قادها الرئيس السيسي وافتتحت باكورتها بإتفاقية التجارة الحرة مع القارة السمراء في ربيع 2018 الفارط في شهر مارس وتعد الأضخم قارياً حيث وقعت عليها أكثر من 49 دولة، مشيراً أن مصر أمامها فرص جيدة في مجالات الدواء واللوجستيات والاستثمار العقاري.
وتابع: "الموقع الجغرافي للقارة ككل ولمصر خصيصاً باعتبارها نقطة التقاء قارتي آسيا وإفريقيا وبوابة أوروبا فرصة سانحة لمصر لعبو الجسر وتحقيق طفرة في التبادل التجاري فمصر تملك سوقاً ديموجرافياً ضخماً يصلها إلى دور الجوار الشقيقة في القارة السمراء بأكملها التي تملك سوقاً ديموجرافياً يبلغ عدد سكانه نحو 1.2 مليار نسمة في حين يبلغ أجمالي ناتجها المحلي 2.5 ترليون دولار وهو مايشكل فرصة جديدة للاقتصاد المصري ليكون بوتقة الانصهار لكافة معوقات التبادل التجاري والاستثمار في القارة السمراء".
فمصر رغم إختراق عدد من الدول صاحبة المصالح للاستثمار في إفريقيا خلال العقود الماضية وخاصة إسرائيل التي استغلت السنوات السابقة وبالأخص فوضى فترات الربيع العربي وماخلفته من أثار وصراعات في المنطقة، تبقى مصر في النهاية صاحبة النفوذ التاريخي والموقع الجغرافي ولذك فإن تحركات الرئيس السيسي في مجال الطاقة والكهرباء واعتماده استراتجية واضحة ليس ذلك فقط لكن الرئيس السيسي أيضاً نجح في تنمية التعاون العسكري بين دول حوض النيل متخذاً من التدريب كلمة السر لحفظ الامن القومي للقارة وقد بدا ذلك واضحاً في سنوات حكمه في شكل برتوكولات التعاون مع الدول الافريقية عسكرياً وهو من شأنه أن يقوض الغزو الاسرائيلي لهذه البلدان التي استغلت فترات الترهل التي ضربت الشرق الأوسط منذ عام 2011 لتوسعة أنشطتها.
ونصح جميل، المستثمرين بمواجهة التحديات الرئيسية، أولها عدم التعامل مع قارة افريقيا ككتلة متجانسة مشيراً أن القارة السمراء تتألف من 1.2 مليار نسمة تتوزع على 54 دولة في أربع مناطق تختلف بيولوجياً وديموجرافياً ولديهم جذور تاريخية مختلفة جداً، وكل ذلك يؤدي إلى تنوع اقتصادي هائل وبالتالي فإن التنوع أحد مميزات الاستثمار هناك لكن التعامل مهخم ككتلة واحدة يعتبر من أهم التحديات التي قد تواجه أي مستثمر، فساحة الصراع الآن في إفريقيا ليست عسكرية بقدر ماهي حروب تجارية فإن القارة تعيش صراع محموم من الدول للاستثمار فيها تتقدمها الدول الاستعمارية تتقدمها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والصين وروسيا إضافة إلى إيران وتركيا وماليزيا والهند وكوريا وتايوان والبرازيل، جميعها تسعى للنفاذ إلى ثروات القارة، وبالتالي فإن الحراك الاقتصادي لابد أن يكون بنفس المستوى من خلال جودة الصادرات والمنتجات ومطابقتها للمواصفات وقدرتها على التنافسية.