يهاجر العديد من الشباب لأسباب مختلفة وعلى رأسها الدراسة أو العمل. "أهل مصر" التقى بعض الشباب الذين هاجروا إلى روسيا حديثا؛ للتعرف على الأسباب التى دفعتهم لترك وطنهم والهجرة إلى بلد آخر، وعن أسلوب المعيشة بروسيا، والاختلافات بين الحياة الروسية والمصرية.
تطوير اللغة وتكملة الدراسات العليا
بسؤالهم عن الأسباب التى دفعتهم للهجرة، أجاب "محمد طارق" خريج كلية الألسن قسم اللغة الروسية بجامعة عين شمس، أنه بعد أن عمل فى مجال الترجمة لمدة عام ونصف، وترجم العديد من الكتب ومئات المقالات، وتدرب كثيرا ليتمكن من اللغة الروسية، رشحه المركز الثقافى الروسى التابع لجمعية خريجى الجامعات السوڤييتية والروسية برئاسه الدكتور "شريف جاد" للسفر إلى روسيا لأخد منحة الماجستير، وقبل المنحة؛ لأنها فرصة مناسبة ولا تتكرر، خاصة مع إجادته الروسية ورغبة فى معرفة أجواء الحياة الروسية.
كان السبب نفسه وراء هجرة "محمد وجيه" إلى روسيا، حيث أجاب خريج كلية الألسن قسم اللغة الروسية بجامعة عين شمس قائلًا "بحكم إن أنا دارس لغة روسية، ومحتاج أطور نفسى فى اللغة وأرفع من مستواي، ما لقيتش أحسن من أهل اللغة نفسهم إن آجى أتعلم منهم، ووجودى هنا بروسيا لتكملة الدراسة وعمل الماجستير، أستفيد بجانبين الأول أن أطور اللغة بتاعتى علشان أحقق حلمى وأوصل لمرحلة إنى أبقى باتكلم زى الروس بالضبط، والجانب الآخر أن أحصل على الماجستير من جامعة روسية، هيساعدنى كثيرا فى مستقبلي".
"أحمد طلعت" ثالث من التقينا بهم وهو طالب فى العالم الثانى بكلية الألسن، جامعة عين شمس، قال إنه هاجر إلى روسيا للجمع بين الدراسة فى روسيا ومصر فى آن واحد، مضيفا أن حب السفر والتطلع للحياة الروسية والمعيشة بها وإتقان اللغة من أهم الأسباب وراء هجرته إلى روسيا.
أساليب المعيشة فى روسيا
أما عن أساليب المعيشة فى روسيا فيراها كل منهم بشكل مختلف. وبسؤال محرر "أهل مصر" عن طبيعة الحياة الروسية أجاب "طارق" قائلًا "إن روسيا من الناحية الاقتصادية ليست قوية كما يعتقد المصريون، واقتصادها ليس بسيئ أيضا، بل إنها تعتبر من الدول الجيدة اقتصاديا، والشعب الروسى يحب السفر إلى الدول المختلفة لقضاء الإجازات، والتعرف على أشخاص جدد، ومن الناحية الاجتماعية الشعب الروسى ليس عنصريا، ومن الطبيعى أن تكون هناك فئة "عنصرية" داخل كل مجتمع، ولكن الروسيين على العكس تمامًا. ووصفهم بأنهم شعب طيب ويقدم دائمًا العون والمساعدة وهو شعب مثقف جدا، ويحترم جميع الأديان والجنسيات الأخرى.
وأكمل طارق ضاحكاً "الشعب الروسى ما بيبتسمش فى الشارع"، ويعتقدون أن هذا جنون أو عدم احترام. وأما عن التعليم فى روسيا فيختلف كثيرا عن مصر؛ لأنه يعتمد على الطالب أكثر من المدرس، فالطالب يبحث عن المعلومات فى المكتبات والإنترنت، والشعب الروسى شعب مثقف ويهتم بالقراءة فى المواصلات العامة.
وأكد وجيه أن التعليم فى روسيا يهتم بالكيف وليس الكم، حيث إن التعليم ليس بعدد الكتب والدروس التى تقدم للطالب، إنما بأهمية المعلومة وكيفية توصيلها للدراس، وذلك عكس ما يحدث فى تعليم مصر تمامًا، والخدمات فى روسيا ممتازة على الرغم من ارتفاع الأسعار، وعلى الرغم من هذه المزايا إلا أن هناك بعض العيوب مثل "البيروقراطيه"، وأن الطلبة الأجانب غير مسموح لهم العمل هناك على عكس الطلبة الأجانب فى مصر.
وأفاد "طارق" أن من أفضل الأشياء فى روسيا نظافتها واهتمامهم الشديد بالتعليم، والالتزام بقواعد المرور، ولكن فى مصر هناك إهمال لكل هذه الأمور وخصوصًا احترام قواعد المرور ونظافة الشوارع والمستوى المتدنى للتعليم، وأنهى طارق كلامة قائلًا "مصر بلد عشوائي".
الزواج في روسيا ببلاش والروسيات تعيش فى أى وضع
وتطرق "طلعت" إلى موضوع الزواج؛ لأنه تزوج من روسيا ولديه بنت، وأشار إلى أن الزواج فى روسيا بسيط، وليس معقدا كما هو الحال فى مصر، قائلا "الروسيات شرقيات بغض النظر عن العادات والتقاليد المختلفة عن مصر والروسيات تعيش فى أى وضع ويشاركن فى الحياة مع أزواجهن"، وأكمل قائلا "إن الهجرة لها مميزات وعيوب، من مميزاتها أنها تجعل الإنسان يعتمد على نفسه، وتقوى شخصيته، وتجعله سابق سنه فى التفكير وتعلمه يخدم نفسه، ولكن من عيوبها أنها تغير عادات وتقاليد الإنسان لو كان ضعيف الشخصية، والغربة لفترة معينة أحسن من الدائمة؛ لأن راحة الإنسان بتكون فى وطنه".
واتفق الثلاثة على أنه رغم المشاكل التى توجد فى بلدانهم، إلا أن الحنين للوطن إحساس دائم، وأنهم اشتاقوا لوطنهم "مصر"، حيث الدفء والحنان، مختتمين أنهم مهما تغربوا سيعودون إليها.