"الإستروكس، الفودو، الأبتريل، البودرة".. أنواع مخدرة، تعد الشغل الشاغل لابن الذوات منذ طفولته بعدما تركته أمه فى سن الرضاعة، والذي كان يتنبأ له مستقبل مشرق، نظراً لثراء والده، ولكن النصيب والحظ لم يقفا بجانبه، ليجعل مستقبله داخل 4 جدران مليء بالندم والحسرة على ما فعله بوالده صباح يوم الاثنين الماضي.
"عمر. أ"، 24 عاما، وشهرته "عمر السواركي"، عاطل، ابن مهندس زراعي، ملئ قلبه بركان الغضب، عندما تشاجر مع والده عدة مرات، وأقدم على ذبحه بطريقة بشعة تقشعر لها الأبدان بسلاح أبيض "سكين"، داخل شقه بعقار رقم 44 بحي السوسري بمدينة نصر، بعد تناوله جرعة من مخدر "الإستروكس".
اقرأ أيضا.. شاهد في قضية "اقتحام الحدود" يشرح خطة "التوحش" لسيطرة مليشيات الإخوان على شمال سيناء
"أهل مصر" انتقلت إلى مسرح الجريمة ليكشف له شهود العيان كواليس الجريمة التي خلقت الحزن والغضب في قلوب أهالي المنطقة.
"كان قارفنا بكلابه ومشاكله مع والده وأهالي المنطقة"، بهذه الكلمات بدأ "عبد المبدئ. ط"، 58 عاما، مدير عام بالتربية والتعليم، جار المجني عليه، أثناء حديثه لـ"أهل مصر"، أن عمر ولد غير محترم بكل المقاييس، يتعاطى المواد المخدرة بشتى أنواعها منذ طفولته، وأن والده "المجني عليه" رجل ذو خلق عظيم، يعمل مهندسا زراعيا بوزارة الزراعة، رجل ثرى، ولكنه يعانى من مرض نفسي، منذ فترة كبيرة ما كان سببا فى فصله من عمله، "كان يأكله الشهد، وجايبله سيارة BMW، ولم يحرمه من شىء، ولكن الظاهر أن ذلك كان سبباً فى فساده، واستغلال كل ما يوفره له والده، فى تعاطى الإستروكس وغيرة من المواد المخدرة، والاتجار بها".
يستكمل عبد المبدئ، فى صباح يوم الإثنين الماضي، دخل الجاني على والده داخل الشقة سكنه وبيده سكين وقام بذبحه، وبعدما فعل فعلته البشعة، توجه إلى حماته، ليقول لها: "أنا ذبحت أبويا" فعندما سمعت حماته تلك الكلمات، قامت مفزوعة ثم فكرت قليلا، وقالت له أعطني مفتاح الشقة لكي أراه، وبالفعل أعطاها مفتاح الشقة، ثم أخذته ولاذت بالفرار متوجها إلى باب شقتها حتى تغلقه عليه، وتقوم بحبسه، وبعدما فعلت ذلك بالفعل توجهت إلى قسم شرطة أول مدينة نصر، لتقوم بإبلاغ ما فعله زوج ابنتها فى والده.
وبعدما بلغت الشرطة، على الفور توجهت قوة أمنية إلى محل البلاغ، وتم القبض عليه، وبعدما وضعت فى يده كلبشات الشرطة، توجهت هى وبنتها "زوجة الجانى" إلى زيارته داخل قسم الشرطة، حتى لا تبين نفسها أمامه أنه هى التى قامت بإبلاغ الشرطة.
ويضيف صديق الجانى، الشهير بـ"كوماندو"، 29عاما، أن عمر يتعاطى المخدرات أمام الناس، دون أن يخجل من أحد، ويقوم بترويج المخدرات على شباب المنطقة، وأنه يحدث الكثير من المشاكل من غير سبب، حتى أنه فى يوم من الأيام شب بينه وبين جزار فى المنطقة تشاجرا بسبب إيجار محل ملك والده، أسفر عن إصابته بجرح كبير يتسع لعشر غرز، مستطردا: "المخدرات كلت دماغه، فقبل ارتكابه جريمة والده قام بتكثير زجاج سيارته بالكامل، وعندما سأله المارة لماذا تفعل ذلك؟ قال له: عشان نسيت مفتاح العربية وعايز أطلعه".
اقرأ أيضا.. للمرة الأولى.. ضابط يكشف "بروفة حماس" فى 2008 لاقتحام الحدود المصرية
كما أضاف كوماندو، أن الجاني إنسان مشاغب منذ طفولته حتى أنه تم سجنه فى قضية عقوبة، بعدما تم ضبطه مع قاصرات، وبعدها بعدة سنين قام بحرق شقة وهو رفقة اثنين من أصدقائه فى الإسماعيلية، وتم ضبطهم وحبسهم لمدة 3 سنين، ويشير إلى أن بعض أصدقائه الذين كانوا معه فى تلك الواقعة وراء شهادة ميلاده والدته اسمها نفس اسم والده، مما يدل على أن أبيه متزوج أخته، وأنه ابن حرام، لذلك أمه هجرت والده وهو فى سن عام ونصف، حتى لا يكتشف أمرهما.
ويرد على ذلك محمد على محامى، "أن والدة الجانى لها أختين وأعرفهم كويس فلو فى حاجه صحيحة مثل ما قال كوماندو لقالت لى".
البداية كانت بتلقى قسم شرطة أول مدينة نصر، بلاغا من حماة الجانى، يفيد بقتل بقيامه بذبح والده، بسكين، وعلى الفور انتقل رجال المباحث لمكان الواقعة وتبين صحة البلاغ، وبإجراء التحريات والتحقيقات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجنى عليه فتم القبض عليه، وبمواجهته أمام طارق الدسوقي معاون مباحث قسم شرطة أول مدينة نصر، أدلى المتهم بقتل والده باعترافات تفصيلية، عن كيفية قتل المجنى عليه، وأنه لا يصدق نفسه بإنهاء حياة والده ويشعر بالندم الشديد، مشيرا إلى أنه مدمن مخدرات ويتعاطى مخدر الاستروكس.
وأضاف المتهم، أن يوم الحادث شهد مشادة كلامية بينه وبين والده داخل شقته، بسبب معاتبته له على تعاطى المخدرات، واعتياده الحصول على أموال ما دفعه للاعتداء على والده حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ولكن لم يقصد قتله، قائلا "مش مصدق إنى قتلته".