انتشرت فى الآونة الأخيرة حالات العثور على بقايا "أحجبة وأعمال سُفلية وتعاويذ" بمقابر قرى محافظة بني سويف، فضلًا عن تكرار ضبط المسجلين والخارجين على القانون يتعاطون المواد المخدرة، وما تخلفه جلساتهم من بقايا أشرطة الحبوب المخدرة والسرنجات، الأمر الذى جعل زيارة منطقة المقابر بالقرى شيئًا مقلقًا بعد انتشار تلك الأوكار في جنباتها.
يقول على محمود، من أهالى قرية منشأة الحج، مركز إهناسيا، إن الأهالى عثروا بمقابر القرية على كميات من السرنجات الملوثة وعلب الأدوية المخدرة "الجدول" منتشرة بصورة كبيرة هنا وهناك، لافتًا إلى أن الخارجين عن القانون استغلوا ظلام منطقة المقابر، فأصبحت ملاذًا للمنحرفين والمجرمين.
وقالت أميمة جابر، عاملة نظافة، من قرية الشيخ حرب، إن مقابر القرية لا تستطيع سيدة المرور بجوارها منذ أذان المغرب، فالمكان موحش ومرعب ليلًا، بلا إضاءة، وقبل الوصول إليها تجد طريقًا طويلا به شجر يشبه شجر الغابات، ومتشابك بطريقة مرعبة على الصفين، شجر قديم جدًا يعود لسنوات طويلة، وقالت: "استخدام المقابر في الشعوذة موجود فعلًا وسمعت عنه من الأهالي وما خفي كان أعظم" مؤكدًة أنه سبق وتم ضبط المسجلين والخارجين على القانون يتعاطون المواد المخدرة.
وقال ياسر محسن، مهندس زراعي، إن مقابر قريته "بلفيا" انتشرت بها المخدرات والرذيلة، لافتا إلى أن إنتشار الشعوذة في المقابر أمر يعود لقرون، إن لم يكن لما قبل ألف عام، فعادة ما يحاول الدجالون وضع الأحجبة المضرة والطلاسم داخل المقابر، إلا أن يوم الجمعة يعد أكثر تلك الأيام، حيث يستغل هؤلاء المشعوذون زيارات الأهالي لأقربائهم.
وأشار إلى أن المشعوذين يقومون بدس الطلاسم في مقابر ليس لها شاهد، وليست للعائلات، فهم يخشون من اكتشاف الأمر في حال دفن أي موتى في المستقبل، لذا يلجأون للمقابر التي ليس ملكا لعائلة، وهو ما يدفع الأهالي بين الحين والآخر لعمل حملات تطهير لتلك المقابر، للتأكد من عدم استغلالها، ويقوم بعضهم بفك الأحجبة وغسلها بالملح وحرقها أو يقومون بحل الأعمال بطرق يعلمونها.
وقال عدلي حمدي، محام، من قرية "بياض العرب": "المقابر عمومًا بتكون على أطراف المدن والقرى، وده اللي بيخليها تكون مرتع للانحرافات، ووجود الطلاسم والتعاويذ أمر مفروغ منه، ومحدش يقدر ينكر، زيه زي المخدرات، وظهرت بشدة في أيام ثورة 25 يناير كانت بتبقى عيني عينك" مؤكدًا أن تكرار ضبط المسجلين والخارجين على القانون يتعاطون المواد المخدرة، وما تخلفه جلساتهم من بقايا أشرطة الحبوب المخدرة والسرنجات، الأمر الذى جعل زيارة منطقة المقابر بالقري شيئًا مقلقًا لأهالي القرية.
وأكد مصدر أمني، فضل عدم ذكر اسمه، أن مديرية أمن بني سويف لم ترد إليها بلاغات بشأن سرقة الأبواب الحديدية بمناطق المقابر المنتشرة بالمدن والقري وتوابعها، مؤكدًا أنه يتم الدفع بدوريات أمنية داخل بعض مناطق المقابر بالتنسيق مع الوحدات المحلية فى بعض الأحيان، مطالبًا الأهالى بالإبلاغ عن أى مخالفة أو واقعة سرقة أو تردد وجوه غير مألوفة على هذه المقابر التى تتعرض للسرقات وذلك لاتخاذ اللازم والتصدى لتلك التجاوزات.