أسماك بحيرة الغليون لمن استطاع إليها سبيلا.. وأصحاب المزارع: "القوانين عقيمة" (صور)

تعد الأسماك من أهم وأكبر مصادر الدخل لدى فئة ليست بقليلة من المصريين، وذلك لتواجد نهر النيل والبحرين الأحمر والمتوسط، إلى جانب بعض المشروعات الكبرى، كمشروع بحيرة الغليون التابع للجيش بمحافظة كفر الشيخ، إلا أن مع ارتفاع الأسعار فى الأونه الأخير قفزت أسعار الأسماك لأكثر من الضعفين، حتى أن أسماك الغليون أصبحت لمن استطاع إليها سبيلا على حد قول التجار، فبعد أن كانت الأسماك الصغيرة وجبة الفقراء، كنوع من الترفيه عن أولادهم فى ظل الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم والدواجن، لذلك قرر "أهل مصر" النزول لأحد أسواق محافظة الغربية لبيان صحة تلك المعلومة من عدمه وأسباب ارتفاع الأسعار.

أسعار أسماك بحيرة الغليون

تقول الحاجة "نادية القصاص" أحد التاجرات بحلقة سمك سوق المحلة الكبرى: ارتفعت أسعار الأسماك بصوره جنونية منذ عدة أشهر، بسبب الموردين، ففي بعض الأحيان تجد التاجر في بورصة الأسماك يزيد على "البرنيكه" 50 جنيه، بدون سابق إنذار وأحياناً أكثر، "وكله على الزبون"، أما بالنسبة لبحيرة الغليون فأسعار الأسماك فيها خيالية، حيث يصل كيلو الجمبري الجامبو بالغليون لـ"300 جنيه"، فى حين أن البلدى أو الموجود فى الأسواق لا يتخطى الـ"180 جنيه" ، أما بالنسبة لسعر الأسماك البلطي الصغير "الشر" يصل الكيلو لـ70 جنيه، لجودته العالية، أما البلطى الكبير فالكيلو يتراوح من 50 لـ 65 جنيه، والبورى 60، أما بالنسبة للبلطى الفيليه وبعض الأنواع المعبأة لا تطرح في الأسواق هنا.

وأضافت "القصاص" " السوق مبيجيش غير على الغلبان"، فمنذ عام أو اثنين كان السمك الصغير وجبة الأسر الفقيرة، فكانت الأم تشترى الكيلو بـ7 أو 8 جنيهات، وتكلفه الشواء جنيهان، فـ بعشرون جنيه تصنع لأطفالها وليمه، حتى أن بعض الزبائن كانوا يأخدونه كتسليه أو كوجبه افطار، أما الأن وصل لـ30 جنيه و35، وهوما جعل تلك الوجبه حكرا على الطبقة المتوسطة وما فوق.

وفى ذات السياق؛ تقول "أم سعد" أحد بائعات التجزئه بالحلقه: نجتمع في الحلقه يومياً منذ الفجر، وبعد وصول الأسماك من مزارعه بكفر الشيخ، وكل تاجر يحدد السعر، بما يتناسب معه، دون النظر لبائع التجزئة والمواطن، فالبرنيكه تزن 35 كيلو مكسبها كيلو واحد فقط، وبعد ارتفاع الأسعار وصل مكسبها لـ10 أو 15 جنيه، فنضطر لشراء البضاعة من تجار آخرين بأسعار أقل، والسبب وراء ذلك نقصان وزن البرنيكه كيلو أو اثنين، مما يضطر البعض للسرقة فى الموازين كى يكسب بضع جنيهات، ولا نعلم لما يتم زيادة الأسعار يومياً، فـ الأسماك فى المياه، "لا يشربونها مايه معدنيه، ولا ياكلوا بره، لكن جشع والسلام.

يقول "ماهر بركات" صاحب مزرعة سمكية فى نطاق زفتى بالغربية: أول أسباب أرتفاع أسعار الأسماك فى مصر قانون عقيم ينص على "لايجوز إنشاء مزرعة سمكية إلا على مياه الصرف الزراعي"، وكانت الحجة في ذلك الوقت الحفاظ على مياه الرى والشرب، ولم يكن النيل تلوث بالصرف الصحى أو المبيدات الزراعية، وكذلك الصرف الصناعي وهو اخطر انواع لما تحتويه مياهه من مواد شديدة السمية الكائنات الحية "البلانكتون"، والتي يتغذى على الأسماك، مما يترتب عليه نقص شديد فى الثروة السمكية في المياه العذبة يوما بعد يوم ناهيك عن أن مياه الصرف الزراعى اليوم لم تعد كما كانت بالأمس وقت إصدار هذا القانون "المتخلف" الذي يتمسك به الفاسدون ولا يريدون تغييره او مناقشته من جديد، ليستمر مسلسل إهدار الثروة السمكية، لصالح ضعاف النفوس من المستوردين الجشعين ضعاف النفوس، المتحكمين في السوق.

وتابع "بركات" الكثيرين لا يعلمون أن مصر تحتل مكانة كبرى في الأسواق العالمية، فنحن الأول عالمياً فى إنتاج البورى والثانى فى إنتاج البلطى بعد الصين، والسابع عالمياً فى إنتاج الأسماك، كل ذلك دون دعم من قبل الدولة، حتى أن الدولة تعيق العملية الإنتاجية، حيث تم إصدار فرمان بمصادرة كل من يحاول نقل الزريعة من كفر الشيخ، كما يتم تغريم الصاحب المزرعه 20 ألف جنيه، بحجة أن الزريعة مهربة من البحيرات، على الرغم من حصول تلك البحيرات على تصاريح انتاج الزريعة بمزاولة نشاطها، وبالتالي تتناقص الزريعه والأسماك، وهذا هو ثانى نقص للمصدر بعد النيل والترع والمصارف.

أسعار أعلاف الأسماك

أما الطامة الكبرى؛ ففى مصانع الأعلاف التى قامت بزيادة سعر الأعلاف من 6500 جنيه إلى سعر 8600 جنيه بدون اى وجه حق، سوى الاستغلال و يتحكموا فى الإنتاج السمكى فى مصر حيث ان الكثير من المزارع يأخذ العلف من تلك المصانع ويدفع الثمن بعد الحصاد، وبالتالي هناك العديد من أصحاب المزارع معرضون بالفعل للسجن ولا ننسى ان الكثير من تلك المصانع يقوم بإنتاج أعلاف الدواجن والماشية ايضا وكلها شركات اجنبية وليست مصرية سوى شركة او اثنين فقط اللتان لهم اسم وسوق فى مصر مما أدى إلى ارتفاع التكلفة للأسماك ، والبعض يقول ان المنتج الذى فى السوق لم يتغذى من العلف بالسعر الجديد ولكنه نسى أن ما سبق يعمل على نقص المعروض مما يسبب ارتفاع الأسعار ناهيك عن انه اذا قمت بالبيع بالسعر القديم وتشترى علف بالسعر الجديد فانت خاسر خاسر ولن تستطيع الاستمرار فى إنتاج ما كنت تقوم بانتاجه للسوق المحلى من الأسماك.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً