تكشف المؤشرات الأولية إلى وقوف إيران خلف الهجمات الإرهابية التي نفذتها ميليشيات الحوثي ضد مطار أبها بجنوب السعودية أول أمس الأربعاء، وناقلتي نفط في خليج عمان كانت تنقل شحنات من السعودية والإمارات، صباح الخميس، في حادث يهدد إمدادات النفط إلى العالم، حيث يمر 30% من إنتاج النفط في العالم عبر خليج عمان، وذلك بحسب تصريحات للإدارة الأمريكية وشكاوي لمجلس الأمن.
واتهم العديد من المراقبين والمحللين السياسيين إيران بوقوفها خلف الهجمات التي ينفذها الحوثي، وأنها تزودهم بالأسلحة والتقنيات لاستهداف دول الجوار، من أجل تقويض استقرار المنطقة، وتعطيل الملاحة في البحر الأحمر والسيطرة على باب المندب والذي يمهد للسيطرة على الملاحة الدولية.
وكانت الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران قد أعلنت أكثر من مرة استهدافها مواقع حيوية في الأراضي السعودية والخليجية بشكل عام، وأنها باتت تمتلك الإمكانات والتقنيات العسكرية لاستهداف العمق في دول الجوار.
ويرى الخبير العسكري عبدالله القاضي أن القدرات العسكرية للميليشيات الحوثية لا يمكنها الوصول إلى هذه الأنواع من الصواريخ خلال فترة وجيزة، ودون أن يكون لديها القاعدة الأساسية للتصنيع دون مساعدة خارجية والتي تأتي من إيران.
وجاء اعتراف الميليشيات باستهداف برج المراقبة بمطار أبها الدولي جنوبي السعودية، عن طريق صاروخ كروز مداه 2500 كيلومتر ليؤكد الدور الإيراني المشبوه في تهديد امن واستقرار المنطقة.
وكشفت إيران قبل بضعة أشهر، عن تصنيعها لنفس الصاروخ خلال استعراض طهران لإنجازاتها في الاحتفالات بالذكرى الأربعين للثورة الإسلامية في عام 1979.
ويربط خبراء عسكريون بين امتلاك إيران لتلك لهذا الصاروخ واستهداف ميليشات الحوثي لمطار أبها ومواقع عدة في السعودية والإمارات مثل أنابيب النفط في البقيع ومطار أبو ظبي الدولي من خلال تهريب إيران الأسلحة لهم عن طريق المنافذ البحرية اليمنية الواسعة، وخاصة ميناء الحديدة اليمني الذي ترفض المليشيات الانسحاب منه مستغلة الغطاء الدولي للامم المتحدة في جعل الميناء كمنفذ لتهريب الاسلحة الإيرانية.
ويقول الخبير والمحلل السياسي عبدالعزيز رشيد إنه من المعروف أن الطائرات المسيرة التي تمتلكها ميليشيا الحوثي أمدتها بها إيران لإثارة القلاقل بالمنطقة، واستهداف المصالح الدولية، مشيرًا إلى أن الدور الإيراني بات واضحًا، وباتت بصمات إيران ومليشياتها واضحة خاصة في الهجوم على ناقلات النفط بخليج عمان، وقبلها في مياة الامارات في الفجيرة ، زغير مستبعد ان يكون هناك تورط حوثي في ذلك كون الحوثيين سبق ان استهدفوا ناقلة نفط وعدد من السفن المدنية في البحر الاحمر العام ٢٠١٧ والعام ٢٠١٦.
وقال "رشيد" إن كل أعمال الإرهاب التي تحدث حاليا في المنطقة تؤكد على ضرورة كبح جماح الخطر الذي باتت تمثله إيران وميليشياتها الإرهابية على أمن المنطقة، وأهمية بتر اذرعها ، لاسيما في اليمن وخاصة عبر تحرير ميناء الحديدة الذي يتخذه الحوثيون قاعدة لتهديد الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب.وتهرب الاسلحة الإيرانية، مشيرًا إلى أن أهمية تحرير مدينة الحديدة ومينائها من ميليشيات الحوثي يعد أمرا ملحًا لإسقاط أجندات إيران في تهديد أمن واستقرار المنطقة وخاصة عبر مطيتها الحوثيين ويعزز حماية المياة الاقليمية من هجمات إرهابية في البحر الأحمر.