حرائق بشكل متكرر بأركان عقار «عائلة درويش»، بقرية سامول، التابعة لمحافظة الغربية، ووصل الحال لاشتعال شقة بكامل أثاثها دون سبب واضح، أو سابق إنذار، حتى أن الملابس المنشورة على حبال الغسيل، التهمتها النيران، والغريب في الأمر أن كل شيء تفحم إلا الـ«المصحف».. هذه واحدة من الخرافات التي تجعل أهالي الغربية يلجأون للدجالين والمشعوذين.
تقول «أم رامي»، إحدى سكان عقار «عائلة درويش»: انتقلت إلى هذا المنزل منذ أكثر من 20 عاماً، مع زوجي وأولادي رامي، ومحمد، ثم توفي زوجي وتركنا بلا سند، وكافحت في تربية أبنائي حتى أصبحوا رجالًا وزوجتهم واحدًا تلو الآخر، ولم نرى أي شيء غريب داخل منزلنا حتى رمضان الماضي، وفجأة وبدون سابق إنذار، رأينا دخانا كثيفا يخرج من شقه ابني الأكبر رامي، وتحديداً من خلف سرير غرفة نومه، فأسرعنا بإطفائه، وظننا أنه مجرد ماس كهربائي، وبعد نشوب الحريق بيوم، انتبهنا على أصوات الجيران وصرخاتهم، لنجد أن شقه ابني محمد قد تفحمت بالكامل، ونحن نجلس في نفس المنزل، ولم نشعر بأي شئ، سوى دخان أسود كثيف ورائحة كريهة جدًا، والغريب في الأمر أن النيران لا تشتعل إلا عندما نجتمع سويًا.
ويؤكد الابن الأصغر «محمد»: نعيش في البيت منذ 20 عامًا، ولم يظهر أي شيء غير مألوف، ولكن في شهر رمضان الماضي، فزع أخي وزوجته من نومهما لخروج النيران فجأة من خلف سريرهما، الأمر الذي أدي لاشتعال الغرفة بالكامل في لمح البصر، ما عدا المصحف الذي احترقت أطرافه فقط، وفي بادئ الأمر اعتقدنا أنه ماس كهربائي، ولكن بعد التحقق، لم نجد سبب مفهوم، ومنذ هذه اللحظة ونحن نعيش تحت خط النار.
وأوضح «منصور»، شقيق الأم: في البداية كنا نتعامل مع الموضوع على أساس أنه مجرد حوادث عابرة، ولكن زاد الأمر عن حده، وطال الأذى أطفالنا الصغار، الذين لم تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات، وعلى مدار الشهر ونصف الماضيين دخل بيتنا قرابة المائة شخص لحل المشكلة والتغلب على الحرائق المتكررة، منهم من يدعي المعرفة، ومنهم من يأتي لطلب الشهرة، وتحولت حياتنا إلى جحيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالنيران تشب في الأدوار الثلاثة تارةً، وفي مخادع النوم بصورة فجة تارةً أخرى، إلى أن أصبحنا لا ننام ليلًا ونهارًا، ومنذ يومين اشتعلت مرتبة كانت ينام فوقها إحدى الفتيات الصغيرات، وأحرقت النيران شعرها، وهذه كانت المرة الأولي التي تمس النيران فيها البشر».
وتابع منصور: أنفقنا آلاف الجنيهات على المشعوذين والدجالين، بعضهم فسر الحادث تفسيراً كوميدياً بعض الشئ، حيث قال: الصور المرسومة على الجدران هذه ملك عمار البيت، وتم إيذاء ابنتها بصورة أو بأخرى من أحد أفراد المنزل؛ ولذلك قررت الانتقام، وإيذاء أهل البيت، وأشار بيديه لبعض الأشكال المحفورة بخطوط سوداء على الجدران، والبعض الآخر من الدجالين، نسب الأمر لأهل البيت خاصة السيدات، قائلاً: "قمن بعمل أسحار لبعضهن، داخل المنازل، وعبثن بنظام الطبيعة، مما عرضهم للإيذاء، والنتيجة النهائية أن الجميع مشردون بلا مأوى، يفترشون الرصيف، والطرقات رغم وجود منزل يجمعهم، إلا أن قوى خفية فرقتهم".
واختتم "منصور": حتى هذه اللحظة لم تستطع محاضر الشرطة وصف ما يحدث، حيث كُتب في تقرير البحث الجنائي «عبث أطفال».