كانت حالته الاقتصادية لا تسمح له بشراء دراجة نارية، وإجراء ترخيص لها، فقرر صناعتها بيده، حتى لا يُسأل عن رخصة من قبل الجهات الأمنية، فصنع دراجة ليس بشكلها المعتاد الذي نعرفه جميعنا، من المسامير القديمة والخردة صنع دراجة تسير بـ3 عجلات ومحرك هوائي على شكل الطيارة الهليكوبتر، وكان يتجول بها في كافة شوارع محافظة قنا، والتي اتخذت مجالًا واسعًا على السوشيال ميديا داخل المحافظة.
في شارع عرضه متر ونصف، داخل كوخ مكون من طابق واحد يعيش أحمد عبدالمنعم حنفي، صاحب 49 عامًا، مع زوجته فقط، حيث تزوج منذ 12 عامًا، ولا ينجب حتى الآن، بنجع الحاكم، قرية المصالحة، بمركز نجع حمادي، شمالي قنا، والذي اشتهر مؤخرًا داخل بلدته بمخترع "الدراجة الهليكوبتر" .
قال أحمد في تصريح لـ "أهل مصر" إنه منذ تخرجه من الدبلوم، ولم يجد عمل، قرر افتتاح مشروع خاص به يوفر له دخلًا لتلبية مستلزمات أسرته، فاستأجر محل مساحته ضيقة في شارعه، وحوله إلى ورشة لتصليح الدراجات النارية والبخارية، ومنذ ذلك الوقت اشتهر كأفضل ميكانيكي في قريته يقوم بتصليح الدرجات.
وأضاف مخترع الدراجة الهيلكوبتر، أن مع توسع عمله بدأ يذهب إلى عمل خاص به خارج محافظته أحيانًا لتصليح شئ ما، وكان يمل من تعب المواصلات، ففكر في شراء دراجة بخارية تساعده على التحرك بسهولة ويمارس عمله دون عناء، ولكن وجد سعرها باهظ الثمن، إضافة إلى ترخيصها يحتاج مبلغ مالي ضخم بالنسبة له، فقرر صناعتها بيده ولكن ليس بشكلها المتعارف عليه الآن، صنعها بشكل مختلف حتى لا يسأل عن ترخيصها من قبل الجهات الأمنية.
ذكر أيضًا ابن قنا أنه منذ 4 أعوام مضت، وجد أن دخل الورشة لا تكفي مستلزمات أسرته، فصنع دراجة بـ 3 عجلات، وذلك الشكل كان غريبًا في قنا، فأعجب جميع الأطفال فكان يؤجرها لهم بالساعة، للحصول على مصدر رزق آخر يساعده على المعيشة، ولكن عندما تطور في عمله ووجد نفسه يحتاج إلى وسيلة مواصلات، استعان مباشرة بالعجلة القديمة التي كان يقوم بتأجيرها وتحويلها إلى دراجة هيلكوبتر، ولكن كانت تحتاج معدات أكثر فاستعان بالخردة التي كان لا فائدة منها، إضافة إلى الاستعانة بموتور ماكينة ري الأراضي الزرعية "محرك هوائي 2 بوصة" كان معه من سنوات، وحولها في هيئتها إلى دراجة هليكوبتر.
وتابع أن الدراجة منذ أن صنعها ويتحرك بها بسهولة تامة، ولكن بوضع بنزين لها، ووجد راحة من أزمة المواصلات، موضحًا أن ما لفت نظر شباب السوشيال ميديا للدراجة أن شكلها مثل الطيارة الهليكوبتر ولكنها تسير مثل الدراجة على الأرض ولا تطير، والأمر الثاني أن ما يخطر في بالهم أن ميكانيكي استطاع أن يصنعها فقط من "الخردة".
وأوضح أن الدراجة الهيلكوبتر، لا تعرضه إلى المساءلة القانونية في الشارع، إضافة أنها تستطيع السير أكثر من 50 كيلو وأكثر، إذا تم وضع محرك هوائي أعلى من القديم، وبإمكانه أيضًا جعلها تطير في الهواء بعد تركيب عدة أدوات لها، ولكن يعرقله شيئين أولهما أن المعدات التي تحتاجها للطير في الهواء باهظة الثمن، وثانيهما أن الشارع الذي يقيم به ضيق جدًا لا يسمح لها بالمرور غير بصعوبة، واعد أنه في القريب العاجل سوف يكملها لتصبح طيارة هيلكوبتر متكاملة ولكن بعد أن ينتقل من منطقته.