عندما تحل ذكرى الأربعين للفنان الراحل شعبان عبد الرحيم يكون قد مر على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل 42 عاما وبمقتضى هذه الاتفاقية انسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء، ثم توالت انسحابات إسرائيل من أراضي عربية محتلة أخرى بدأت بانسحاب مخزي من بيروت بعد احتلالها ثم انسحاب المهزوم من جنوب لبنان، وبعدها انسحاب المضطر من غزة وأريحا، ثم الانسحاب الأخير من الباقورة والغمر الأردنتين، وهو ما يؤكد مخاوف آباء الحركة الصهيونية من أن المشروع الصهيوني سوف يتفكك بالانسحاب تلو الآخر من الأراضي العربية ما لم تنجح الدولة العبرية في أن تؤسس لحالة كاملة من التطبيع في العلاقات السياسية والشعبية بينها وبين البلدان العربية المجاورة ولكن بشرط واحد أن توافق الشعوب على هذا التطبيع وأن تكون الشعوب شريكا في هذا التطبيع.
وعلى مدار أربعة عقود انغمست كل أجهزة العلاقات العامة في إسرائيل، وبعضها للمفارقة يديرها أشخاص معروفون بخلفيتهم الاستخبارية، في محاولة استقطاب المثقفين العرب البارزين للتأسيس لمرحلة من التطبيع الشعبي بين العرب وإسرائيل، ومع الضغوط التي تعرضت لها الشعوب العربية اقتصاديا وسياسيا ظن الإسرائيليون أنهم نجحوا في أن يقتربوا أكثر وأكثر من قطاف الثمرة، وكان الشعب المصري بملايينه المائة أو يزيد هو أعلى هذه الشجرة التي تحاول إسرائيل أن تنخرط معه في عملية تطبيع اجتماعية وثقافية كاملة تنهي كابوسا يطارد كل يهودي منذ زمن السبي بأن المصريين في يوم من الأيام سوف يعصفون بهم مجددا سواء اقترب هذا الوعد أو تحقق.
ولأول وهلة ظنت إسرائيل إنها قاربت على النجاح وبخلاف زيارات رسمية واتفاقيات في الزراعة أو السياحة أو الغاز أغرقت إسرائيل الأثير والواقع الافتراضي بحملات كاسحة للتطبيع واستضافت مثقفين مصريين بارزين وأكاديمين لم يخفوا صداقاتهم بأقرانهم داخل إسرائيل ودعوا جميعا لطي صفحة العداء بين المصريين وبين إسرائيل، ودعا هؤلاء المثققون المزعومون المصريين لأن ينسوا دماء عشرات الالاف من الشهداء التي أريقت على رمل سيناء أو جثث الأطفال تحت مدرسة بحر البقر وغيرها من العمليات الإجرامية التي طال حزنها كل بيت في مصر.
في هذا التاريخ وبعد أن ظن أشخاص اصطنعوا لأنفسهم شلة ثقافية زائفة مستخدمين سطوتهم على وسائل الإعلام والنشر يظهر شعبان عبد الرحيم المكوجي ابن حي الشرابية الشهير في مصر والذي لا يزعم أنه مثقف ولا يعرف خلاف الشرابية إلا حي كعبيش الأكثر عشوائية ليغني أغنية عصفت بجهود إسرائيل طوال أربعين عاما في التطبيع مع المصريين. وبعد أن نسى المصريون أغنية خلي السلاح صاحي يعود المصريون للغناء هذه المرة بكراهية إسرائيل علنا وذلك بفضل فنان شعبي يغني ويتكلم بعفوية لا يعرفها المثقفون المصريون المزعمون. وقد لا يعرف كثيرون أنه عندما غنى شعبان عبد الرحيم أغنيته الشهيرة ( أنا بكره إسرائيل) قامت أجهزة معنية بالملف المصري في إسرائيل ولم تجلس حتي الان، ففي صباح صحت إسرائيل لتجد سائقي الميكروباص والتوكتوك والحرفيين في الورش والمزارعين في المزارع وحتي ربات البيوت يغنين أغنية بسيطة في كلماتها عميقة في المعنى والأثر، وحتى البنات في المدارس الثانوية كن يرقصن على أنغام أغنية ( أنا بكره إسرائيل) وعلى إيقاع موسيقاها الشعبية البسيطة وتعبير شعبان عبد الرحيم الشهير ( إييييه ) ليكشف هذا الفنان الراحل أنه مثقف عضوي حقيق يؤثر في مجتمعه أكثر بكثير من المثقفين الزائفين الذين يتخفي كل منهم خلف نظارة وسيجارة وعبارات صعبة الفهم على شعوبهم التي لفظتهم واختارت أن تنحاز لشعبان عبد الرحيم في كرهه لإسرائيل. وغنى مائة مليون مصري ومعهم 320 مليون عربي أغنية ( أنا بكره إسرائيل) وظلوا يغنوها حتى الان وسوف يظلون كذلك في المستقبل.
انا بكره اسرائيل
انا بكره اسرائيل وبقولها لو اتسال انشا الله اموت قتيل او اخش المعتقل يااااااااه ياليل انا بكره اسرائيل اه بكره اسرائيل بكره اسرائيل بكره اسرائيل وبقولها لو اتسال انشا الله اموت قتيل او اخش المعتقل اية
انشا الله اموت قتيل او اخش المعتقل او اخش المعتقل بكره اسرائيل اية
بحب حسني مبارك عشان عقلة الكبير
لو خط اي خطوة بيحسبها بضمير
بحب حسني مبارك الريس حسني مبارك
بكره اسرائيل وبكره الدمار بتعشق الخراب وبتكره العمار ايه
احب ياسر عرفات وغالي ياناس عليا
والشعب المصري حزين والدمعة رايحة جاية
بكره اسرائيل وشيمون ويا شارون وبحب عمرو موسي في كلامة الموزون
اية ذنب الاطفال اليوماتي تموت في ناس ماسكين سلاح وناس ماسكين نبول (نبلة)
وبكره اسرائيل واحنا كلنا والكل زعلانين دة القدس تهمنا
الدرة لما مات الريس كان حزين وقالها في الجرايد مين يرضي الظلم مين اية
بكرة اسرائيل وبكره يهود بارك عشان دمك تقيل والناس كلها كرهاك
طول عمر مصر راسيه وبتستحمل كتير ولكن لما تغضب اهي سحبت السفير
بكره اسرائيل
واسئل دم الشهيد
واسئل اللى عبور فى اكتوبر المجيد
وبكره اسرائيل
عشان جنوب لبنان
والقدس والعراق وسوريا والجولان
بكره اسرائيل لو اقولها لو اتسالانشالله اموت قتيل او اخش المعتقل
تقول كلمات الأغنية التي هزمت إسرائيل ووكلاء تطبيعها في القاهرة بالضربة القاضية الفنية :