عثرت السلطات السودانية في مقبرة جماعية بمدينة أم درمان الواقعة قبالة العاصمة الخرطوم على رفات 28 ضابطاً شاركوا في 1990 في تنفيذ محاولة انقلاب فاشلة ضد الرئيس السابق، عمر البشير، بحسب ما أعلنت النيابة العامة ليل الخميس الجمعة.
وذكرت النيابة العامة في بيان أنها "تمكّنت من العثور على مقبرة جماعية، تشير البيّنات إلى أنّها من الراجح أن تكون هي المقبرة التي ووريت فيها جثامين الضباط الذين تمّ قتلهم ودفنهم فيها بصورة وحشية"، مشيرة إلى أنّ تحديد مكان هذه المقبرة تم "عقب جهد استمر لمدة 3 أسابيع".
وكشفت النيابة العامة السودانية عن أن الإجراءات تجري مع الطب العدلي لنبش المقبرة ومعرفة كافة التفاصيل في وقت يحدد لاحقا..
وشدد البيان أن "كل المواقع المحتملة تحت حراسة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لمنع الاقتراب من المنطقة إلي حين اكتمال الإجراءات".
وأضاف البيان تاكيد النائب العام لأسر الضحايا "بأن مثل هذه الجرائم لن تمر دون محاكمة عادلة تأسيساً لمبدأ عدم الإفلات من العقاب".
وبعد أشهر معدودة من انقلاب البشير على الحكومة المنتخبة برئاسة الصادق المهدي واستيلائه على الحكم في 30 يونيو 1989، قاد ضباط بالجيش السوداني تحركاً تحت مسمى حركة الخلاص الوطني في أبريل 1990.
ولم تنجح الحركة في تحقيق أهدافها وتم القبض على عناصرها في صبيحة 28 رمضان، وأعدم نظام البشير هؤلاء الضباط دون تقديمهم للمحاكمة، مع إخفاء جثثهم وأغراضهم الشخصية.
ووفقا لروايات موثوقة فقد تم اعدام الضباط بعد محاكمة استمرت 30 دقيقة فقط بعد فشل محاولة انقلابية قاموا بها في 28 رمضان من عام 1990.
وكان من بين الضباط قادة وطيارون على مستوى عالي من الكفاءة والقدرة القتالية بحسب مقطع مسرب تضمن اعتراف البشير نفسه بذلك خلال اجتماع لمجلس شورى حزب المؤتمر الوطني – الجناح السياسي للإخوان.