انتشر فيروس كورونا منذ ديسمبر العام الماضي، حيث ظهر في مدينة ووهان الصينية، وامتد إلى أرجاء العالم بعدها، حتى أصاب ما يزيد عن 20 مليون شخص، وتسبب في وفاة أكثر من 700 ألف إنسان حول العالم، واختلفت الإجراءات الاحترازية التي طبقتها كل دولة لمكافحة الفيروس والحد من انتشاره، وفي منتصف مارس الماضي، ظهر مصطلح 'مناعة القطيع' أو 'المناعة بالعدوى'، والتي جرى تطبيقها في بعض الدول، وعلى رأسها السويد.
وفي هذا الصدد، أظهرت دراسة أجريت حديثا في جامعة University College London، أن السويد، التي تصدرت الدول التي تبنت سياسة فريدة في مواجهة فيروس كورونا المستجد، بعد أن لجأت لخطة 'مناعة القطيع'، وفشلت في التصدي للوباء، وذلك لأن أغلب السكان لم يكتسبوا المناعة اللازمة ولا يزالون معرضين لخطر الإصابة بالفيروس رغم من مرور عدة أشهر على انتشار الجائحة.
استخدام مناعة القطيع
وأوضحت الدراسة، أن 15% فقط من سكان السويد تمكنوا من تطوير أجسام مضادة لفيروس كورونا، ما يعني أن خطة 'مناعة القطيع'، فشلت رغم عدم وجود إغلاق في البلاد، وتبني السويد هذه السياسة منذ ظهورها لمكافحة الفيروس.
وفي السياق ذاته، قال البروفيسور ديفيد جولدسميث المعد الرئيس للدراسة، إنه من السابق لأوانه الحكم على السويد، حيث سيستغرق الأمر ما يصل إلى عامين آخرين لقياس التأثير الكامل للتدابير التي اتخذتها في مواجهة كورونا.
وأضاف جولدسميث، أن السويد تجنبت فرض إغلاق صارم على السكان، وأبقت الشركات، بما في ذلك المطاعم والمتاجر، مفتوحة، وتم القيام بذلك عن قصد، بما يتماشى مع خطة المسؤولين عن قطاع الصحة لتعزيز تطوير السكان للأجسام المضادة للفيروس بشكل طبيعي.
معدلات العدوى بفيروس كورونا في السويد
وأكد جولدسميث: 'من الواضح أن معدلات العدوى الفيروسية والاستشفاء والوفيات لكل مليون نسمة في السويد، أعلى بكثير في من تلك التي شوهدت في الدول الإسكندنافية المجاورة'.
ومن جانبهم، توقع عدد من المسؤولون، أن 40% من سكان مدينة ستوكهولم السويدية،سيصابون بالفيروس ومن ثم يكتسبون أجساما مضادة بحلول شهر مايو 2020، وأظهرت البحوث أن هذا الرقم لا يتجاوز 15% حاليا، بحسب البيانات التي أوردتها الدراسة التي قدمها باحثون في جامعة University College London.
وتشير إحصاءات نشرها موقع 'وورلدميتيرز'، إلى أن السويد سجلت 5770 حالة وفاة بفيروس كورونا، مقارنة بـ621 في الدنمارك، و333 في فنلندا و256 في النرويج.
خفض عدد الوفيات في الدول المجاورة للسويد
وأوضح البروفيسور غولدسميث، أن نجاح الدول المجاورة للسويد في خفض عدد الوفيات بفيروس كورونا، يعود إلى عمليات الإغلاق الصارمة والمنظمة التي طبقتها تلك الدول في بداية الوباء.
وأشار غولدسميث إلى أن معدل الأجسام المضادة في السويد، يشبه إلى حد ما معدل بريطانيا والذي بلغ 17% من سكان لندن، بينما يتراوح هذا المعدل، على سبيل المثال، بين 5% و10% في جنيف، وهذا يؤكد فشل السويد في مواجهة فيروس كورونا باستخدام مناعة القطيع.