تحقق السلطات الأمريكية مع مسؤول سابق في الأمم المتحدة اعتدى جنسيا على سيدات في مصر والعراق بعد تخديرهن في مسكنه الخاص، خلال الفترة بين عامي 2009 و 2016، أثناء مزاولة عمله الأممي، ولايزال مكتب التحقيقات الفيدرالي يبحث القضية مشجعا أي شخص لديه معلومات على الاتصال بالمكتب، فيما قال محامي المتهم إنه لا شك 'سيحارب هذه الاتهامات'، بينما تؤكد الأمم المتحدة على تعاونها 'المكثف' مع السلطات فيما يتعلق بسير التحقيقات.
2016 كانت البداية
ووفقا لموقع صحيفة 'نيويورك تايمز الأمريكية'، فإنه وفي أحد أيام خريف عام 2016، تناول كريم الكوراني، مسؤول الأمم المتحدة في العراق، العشاء والمشروبات مع امرأة في مطعم، ثم قام بتخديرها سراً في شقته، حسبما قالت السلطات الأمريكية أمس الأربعاء.
وأضافت السلطات أن الكوراني اعتدى جنسيا على المرأة، وأنها استعادت وعيها لفترات وجيزة عندما رأته يهاجمها، لكنها لم تكن قادرة جسديا على منعه.
ضحايا من مصر والعراق
ووفقًا للائحة الاتهام التي تم الكشف عنها يوم أمس الأربعاء في محكمة المقاطعة الفيدرالية في مقاطعة مانهاتن بولاية نيويورك الأمريكية، فإن الكوراني اعتدى جنسيا أو حاول الاعتداء جنسيا على ست نساء على الأقل في العراق ومصر والولايات المتحدة، من بين بلدان أخرى، بين عامي 2009 و 2016.
وقالت اللائحة إنه في كل حالة قام بتخدير الضحية، مما جعلها تفقد وعيها جزئيًا.
وجاء في لائحة الاتهام أنه في بعض الحالات، استيقظ الضحايا من الألم حيث تعرضوا للاعتداء أو اكتشفوا أن بعض أو كل ملابسهم قد أزيلت. وأخبر الكوراني بعضهن أنهن مارسن الجنس معه.
لم يُتهم بالاعتداء الجنسي
ووفقا لـ نيويورك تايمز، فإن الكوراني، 37 عاما، من مدينة ويست أورنج بولاية نيوجيرسي الأمريكية، لم توجه إليه تهمة الاعتداء الجنسي؛ ولكن بدلاً من ذلك، تم اتهامه بالكذب أثناء استجوابه من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، في عام 2017.
وقالت أودري شتراوس، المحامية الأمريكية بالإنابة في مانهاتن، إن 'الكوراني ضاعف من سلوكه المزعوم غير المنطقي من خلال الإدلاء بأقوال كاذبة إلى العملاء الخاصين الذين يحققون في الاعتداءات'.
وجاء في لائحة الاتهام أن الكوراني أنكر زوراً للعملاء المزاعم التي وجهتها إليه المرأة في العراق.
التحقيق مستمر
من جانبه، قال وليام إف سويني جونيور، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك، إن التحقيق مستمر وشجع أي شخص لديه معلومات حول القضية على الاتصال بالمكتب.
وألقي القبض على الكوراني في وقت مبكر من يوم الأربعاء ومثل أمام قاضي الصلح الفيدرالي، حيث ادعى أنه غير مذنب.
وقال محاميه، دون إم كاردي، في مقابلة إن الكوراني 'بالتأكيد سيحارب هذه الاتهامات دون أدنى شك'.
استقالته
بعد أن أبلغت المرأة في العراق الأمم المتحدة بالاعتداء المزعوم في عام 2016، بدأت المنظمة تحقيقًا، وفقًا للائحة الاتهام. واستقال الكراني في عام 2018.
وقالت لائحة الاتهام إن الكراني تقلد مناصب عدة في مجال المساعدات الدولية والتنمية والعلاقات الخارجية مع الأمم المتحدة بين عامي 2005 و2018، بما في ذلك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'اليونيسف'.
موقف الأمم المتحدة
من جهته، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن الأمم المتحدة أحالت في البداية المزاعم حول السيد الكوراني إلى السلطات الأمريكية. وأضاف أنه منذ ذلك الحين، تعاونت المنظمة 'بشكل مكثف' مع التحقيق.
وتابع أن الأمم المتحدة 'تقدر الإجراءات التي تتخذها الدول الأعضاء لضمان محاسبة موظفي المنظمة الذين ربما تورطوا في سلوك إجرامي، لا سيما فيما يتعلق بالادعاءات الجنائية المتعلقة بالاستغلال والانتهاك الجنسيين'.