نجحت شركة MBDA الفرنسية-الأوروبية لصناعات الصواريخ، في الفوز بعقد تزويد فرقاطات " ميكو MEKO-A200 " التي تعاقدت عليها البحرية المصرية مع شركة ' تيسين كروب TKMS ' الألمانية بصواريخ الدفاع الجوي قصير-متوسط المدى من الجيل الأحدث، وذلك على بعد فشل شركة ' دينيل Denel ' الجنوب إفريقية في الحصول على الضمانات البنكية اللازمة لإتمام العقد مع الجانب المصري، والذي تُقدر قيمته بـ300 مليون يورو، وفقاً لصحيفة 'لو تربيون' الفرنسية.
صحيفة فرنسية
وقالت الصحيفة أن شركة MBDA استغلت الفرصة بعرض مثالي تمثل في جيلها الأحدث على الإطلاق من صواريخ جو-جو / سطح-جو طراز MICA والمعروفة باسم 'MICA NG' أو 'الجيل القادم من ميكا MICA Next Generation'، حيث تلقت الشركة دفعة السداد الأولى من الجانب المصري لتنصيب معدات وتجهيزات الإطلاق للصواريخ على متن فرقاطات الميكو المصرية نهاية شهر يوليو الماضي، ومازالت تنتظر الدفعة النقدية الثانية التي تخص الصواريخ نفسها.
كما يتميز هذا الجيل بالبواحث الحرارية والرادارية المتطورة، حيث سيحصل الإصدار الحراري MICA-IR على مصفوفة مستشعرات حرارية Matrix Array sensor لزيادة الدقة والحساسية للحرارة، في حين الإصدار الراداري MICA-EM سيحصل على مستشعر راداري ذو مصفوفة مسح إلكتروني نشط Active Electronically Scanned Array لتعظيم القدرة على الامساك بالأهداف ومقاومة أعمال الإعاقة والشوشرة الإلكترونية.
ويتميز الجيل الجديد من صواريخ ميكا جو-جو MICA NG والسطح-جو VL-MICA NG بالمحرك الجديد ثنائي النبض Dual-Pulse Rocket Motor الذي يتيح الطيران بسرعة التي تصل إلى 4 ماخ (4880 كم في الساعة) وييزيد من المدى الذي يمكن أن يصل إلى 40 كم بدلا من 20 كم لنسخة الدفاع الجوي -التي ستحصل عليها فرقاطات الميكو المصرية- في حين أن نسخة القتال الجوي المُزمع دمجها على الرافال خلال السنوات القادمة من المتوقع إن يصل مداها إلى 100 كم أو أكثر بدلا من 80 كم للإصدار الراداري MICA-EM و80 كم أو أكثر بدلا من 60 كم للإصدر الحراري MICA-IR.
ويعزز الجيل الجديد من صواريخ MICA في نسخة القتال الجوي، من فرص تعاقد مصر على دفعة إضافية من مقاتلات الرافال وفتح آفاق جديدة لها لدى القوات الجوية المصرية، حيث تميّز بكونه إنتاجاً فرنسياً خالصاً لا يحوي أية مكوّنات أمريكية كما هو الحال لدى الطرازات الحالية، مما يقطع السبل على الجانب الأمريكي من استخدام قانون ITAR أو 'قانون الإتجار الدولي للسلاح International Traffic in Arms Regulations' الذي يتحكم في تصدير التقنيات العسكرية الأمريكية للخارج بما يتواءم مع مصالح الولايات المتحدة، والذي استخدمته واشنطن بالفعل في عرقلة تزويد مصر بصواريخ 'سكالب SCALP-EG'، وربما كذلك صواريخ جو-جو 'ميتيور Meteor' البالغ مداها 100+ كم.
مميزات الصفقة لمصر
* ستكون مصر أول زبون أجنبي سيحصل على الجيل الأحدث من صواريخ الميكا للدفاع الجوي أو الـVL-MICA NG على متن فرقاطات MEKO-A200، (قرويطات جوويند Gowind-2500 المصرية تمتلك الجيل الحالي الـVL-MICA البالغ مداه 20 كم بإصداريه الحراري IR والراداري EM).
* النسخة الجو-جو من الجيل الأحدث لصواريخ الميكا تحمل اسم MICA NG وستدخل الخدمة لدى فرنسا على متن مقاتلات الرافال بداية من 2026، ومن المتوقع بالطبع أن تحصل عليها الرافال المصرية التي يعمل عليها الجيل الحالي من تلك الصواريخ كما هو الحال لدى نظيرتها الفرنسية.
* النسخة السطح-جو من الجيل الأحدث من صواريخ الميكا والمُطلقة من على متن السفن تحمل اسم VL-MICA NG حيث تشير VL إلى Vertical Launch أو الإطلاق الرأسي، حيث يتم إطلاق الصواريخ من خلايا إطلاق عمودية Vertical Launch System VLS.
* صواريخ الأمخونتو الجنوب أفريقية Umkhonto-R التي كان مستهدفا الحصول عليها لصالح فرقاطات الميكو المصرية، خفضت الشركة مداها من إلى 35 كم بعد أن كان مستهدفا الوصول إلى 60 كم وسرعتها لا تتجاوز 2.7 ماخ وبالطبع التقنيات الفرنسية تتفوق على مثيلاتها الجنوب إفريقية، وكان فشل الصفقة بمثابة الضرة النافعة لنا على كل المستويات.